وضعت ليليان ملعقة من الحلوى في فمها، ثم قالت وهي تنظر لليلى:
- صحيح عملتِ ايه مع سليم ده؟
أجابت هاجر بدلًا عنها:
- رجعوا زي السمنة على العسل، مش قولت لك أختك دي مهزقة.
نظرت لها ليلى بحدة ولكنها لم تستطع أن تتحدث؛ لأن فمها كانت ممتلئ، فانتظرت حتى فرغ فمها وقالت وهي تقطع قطعة أخرى مدعية اللا مبالاة:
- احنا اتكلمنا في الدراسة بس، إنما الحوار اللي اتخانقنا عليه من الأصل اللي هو الارتباط ده اتخانقنا عليه تاني بعدها محدش فتح الحوار تاني بقية اليوم، أعتقد إنه مش هيذكر الحوار ده تاني وأنا أفضل كدا بردو.
نظرت لها هاجر بامتعاض وقالت:
- أنتِ ليه مصرة إنك هتستمري معاه بالشكل ده؟ مش قولنا هتقطعي عرق وتسيحي دم؟
تنهدت ليلى بنفاذ صبر وقالت:
- يا بنتي ما هو بيساعدنا في المذاكرة بردو، وإحنا بنساعده، فـ ليه نقطع العلاقة اللي عايدنا علينا كلنا بالنفع؟ صحيح إنه ثور متحضر دماغه عايزة الحرق بس ممكن نتجاهل كدا في سبيل الدراسة وكدا صح يا ليليان؟
سألت ليلى ناظرة لليليان التي كانت تنظر للفراغ نظرة ثاقبة وقد بدا عليها أنها تفكر بشيء ما، فقالت وهي ترفع معلقتها تشير بها نحو الفراغ:
- عارفه يا ليلى؟ أنا حاسة إن سليم مش هيغير معتقداته دي غير لما يحب.
نظرت لها كلا من هاجر وليلى بعدم فهم، فقالت ليليان موضحة:
- أيوه فعلًا، ما هو مشكلته إنه تقريبًا عايز يرمرم وكدا بس علشان عنده مبادئ فـ بيحاول يبرر ده بالهبل اللي بيقوله، فـ أنا شايفة إنه لو حب واحدة واستكفى بيها تلقائيًا هيتخلى عن المعتقدات دي.
بدا حديثها منطقيًا لليلى وهاجر، ولكن هاجر عادت تقول وهي تضع قطعة أخرى من الحلوى بفمها:
- ممكن يكون معاكِ حق، بس إحنا ملناش دعوة بيه، مش كدا ولا ايه يا ليلى؟
قالت موجهة حديثها لليلى وهي تنظر لها بحدة فقالت ليلى بهدوء والحلوى بفمها:
- بس أنا بردو شايفة إننا محتاجين مساعدته وإنه بيضيف لينا جزء كويس وإحنا كدا بردو.
كزت هاجر على أسنانها، فركزت على الحلوى فقد بدت أن تلك الحلوى تستحق تركيزها أكثر من ليلى، بينما تذكرت ليلى فورًا عندما حاولت مناقشة سليم وتغيير معتقده وكان رده في النهاية: « معاكِ حق في كل اللي قولتيه، بس أنا بردو مش شايف أني بقول أو بعمل حاجه غلط. » فضحكت وكادت تبصق الطعام من فمها، عندما لاحظت أنهما يتشاركان في العناد والتصميم على رأيهما، بينما حدقت بها هاجر وليليان بعدم فهم وتناولتا الحلوى بصمت، قالت ليلى بعد أن هدأت:
أنت تقرأ
مرآة مزدوجة
Romanceالحياة عبارة عن مرآة مزدوجة، تعكس الجيد والسيء، الحلو واللاذع، الأبيض والأسود، فتصبح أنت أحد تلك الأجزاء الناقصة؛ لتضطر أن تدخل في رحلة بحث عن الشخص الذي يمتلك نصفك الآخر لتكتملا.