27- تغيير أبدي

77 8 11
                                    

« عادت ليليان ذلك اليوم تصرخ بسعادة أن عمر قد عرض عليها الزواج، كانت صدمة كبيرة بالنسبة إليّ ولوالدتي، فرغم شعورنا بحدوث شيء بينهما إلا أننا لم نتوقع أن عمر سيأخذ خطوة جادة بهذه السرعة، رُحت أصرخ بسعادة بدوري وأقفز مع ليليان التي لم تصدق ما يحدث حولها بحق بينما أطلقت والدتنا الزغاريد، كان أكثر الأيام سعادة التي مرت عليّ،فقد استمرت تلك الصيحات والرقصات والقفزات الخرقاء لوقت طويل، لم أفهم حتى الآن لماذا كنا سعداء لتلك الدرجة، ربما لأن ليليان قد حصلت على ما تريد، ربما لا أعلم ولكن كل كا أعلمه أننا تحولنا للهنود الحمر الذين يرقصون بحركات خرقاء حول النيران كما يوجد بالأفلام، وبعد أن هدأت نوبتنا الهيستيرية تلك، جلسنا وتحدثت والدتي إلى خالي وعادل لتحدد الميعاد المناسب معه، ثم هاتفت ليليان عمر وأخبرته أنها أخذت موعد ليأتي لمنزلنا، وبالفعل أتى عمر ووالداه في الموعد، جلسوا وتحدثوا مع خالي ووالدتي، ثم دعوا ليليان لتقديم القهوة كما المعتاد في جلسات كتلك، كنت أرى السعادة على وجه والديّ عمر، فقد ظلت والدته تتحدث مع ليليان كثيرًا وحول كل شيء وقد بدا عليها الرضى التام، إلا أنها أبدت تعليقًا حول عدم ارتداء ليليان للوشاح، لم يلاحظ أحدهم هذا التعليق سواي أنا وليليان، ولكن عندما بدا على ليليان الوجوم حاولت والدة عمر تغيير مجرى الحديث حتى تعود ليليان للابتسام، كان يومًا لطيفًا مع عائلة أكثر لطفًا مراعية لمشاعر الغير، كوني لاحظت هذا جعلني سعيدة للحياة اللطيفة الهادئة التي تنتظر شقيقتي العزيزة، أشعر بعجزي عن الكتابة لفرط سعادتي لما يحدث من حولي، فاليوم هو يوم خطبة ليليان، أشعر بمزيج من المشاعر التي تجعلني أحيانًا أقف كالصنم لا أعرف ماذا أفعل، أشعر بالسعادة لشقيقتي وتزداد سعادتي عندما أرى كيف هي مبتهجة وسعيدة تكاد تطير مثل الفراشات، ولكني أعود للتذكر أنها سترحل قريبًا، فأصبح حزينة وأريد البكاء، ولكني أحاول التحلي بالقوة وأن أظهر سعادتي وحسب، فليليان ليست بحاجه لرؤية الحزن والهم الذي يغلف قلبي أنا وأمي، يكفي تلك الدموع التي تذرفها أمي من الحين إلى الآخر عندما علقنا الزينة بالمنزل، وعندما ابتاعنا الفستان الذي سترتديه ليليان بالخطبة، كلتانا سعيدتان لأجلها، وقد اطمئننا أنها ستعيش حياة جيدة مع عمر وعائلته، كانت أمي لا تستحب فكرة أن تقيم ليليان مع عائلة عمر، فهذا ما ظنته عندما علمت أن عمر وحيد والديه، ولكنها عادت الابتهاج عندما علمت أن عمر لا ينوي هذا وأنه سيبحث عن شقة منفصلة له وليليان ولكن تكون قريبة من والديه حتى يستطيع زيارتهما من حين إلى آخر وطمئنها عندما أخبرها عمر أنه يرغب بحياة زوجية خاصة به، وهذا كان كافي لإعادة البهجة على وجه أمي، فرغم أن جلستنا مع عمر وعائلته كانت لطيفة، إلا أنها كانت بها العديد من الأحاديث الشائكة والتي كانت يمكن أن تنهي تلك العلاقة قبل أن تبدأ حتى، ولكن الأمر مضى بسلام ونجحت تلك الجلسة. »

تنهدت ليلى مبتسمة وتوقفت عن الكتابة للحظة، ولكن قبل أن تعود للكتابة مجددًا قاطعتها قائلة بلهجتها العنيفة المعتادة:

مرآة مزدوجةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن