10- مستشارك العاطفي

58 10 0
                                    

وصلت هاجر للجامعة أخيرًا، ولكنها لم تجد سوى زين بالمقهى، بحثت عن ليلى وسليم ولكنها لم تجدهما، فقالت موجهة حديثها لزين:

- أومال ليلى وسليم فين؟

- معرفش، أنا جيت متأخر بردو وقعدت أدور عليهم ملقيتهمش.

جلست هاجر بتوتر وقالت:

- بس ليلى مبتحضرش محاضرة دلوقت، أنا عارفه هي بتعتبر المادة دي سهلة وبتذاكرها لوحدها.

رفع زين كتفيه وأخفضهما كدليل على عدم معرفته، بينما نظرت له هاجر نظرة ثاقبة وقالت بتهديد:

- عارف لو طلعت متفق مع الزفت التاني ده على ليلى قسمًا بالله ما هحلك أنت وهو.

كانت تريد أن توضح له ازدرائها الشديد له ولسليم علهما يبتعدان عنها وعن ليلى، فهي لا تثق بهما ولا تشعر بالراحة من وجودهما حولها وحول صديقتها، عليها فقط أن تتماسك ولا تتوتر أمام هذا الزين.

دافع زين عن نفسه قائلًا:

- أنا عملت ايه يا بنتي ما أنا قاعد معاكِ أهو.

تابعت هاجر تهديدها:

- أنا بعرفك بس، علشان دخلة الزفت التاني دي مكانتش قد كدا ومدخلتش دماغي وأنت كمان.

رفع زين حاجبيه باستنكار وقال:

- يا بنتي خفي أفلام بوليسية شوية بدل ما روح شيرلوك هولمز جواكِ تموتنا!

نظرت له هاجر بشك ولم تتفوه بشيء، فكرت هاجر في أمر ليلى واختفائها هي وهذا اللعين الغريب وقد راودتها ملايين الأفكار السيئة وقد انتابها الخوف على صديقتها فجلست بصمت تفكر ولم تهتم بالذي يجلس أمامها ويحاول فتح حديث معها عندما شعر أن القدر يقف في صفه الآن وعليه أن يغتنم تلك الفرصة، مرر زين أنامله في شعره وقال بتوتر ما  استطاع التوصل إليه بعد وقت من التفكير:

- وأنتِ عاملة ايه بقا؟

نظرت له هاجر بشك مجددًا وهو لا يفهم لماذا تنظر له بتلك الطريقة وأجابت بحذر:

- كويسة

عليها أن تكشف جميع ألعابه، عليها ألا تكون سهلة، يجب أن يخافها وأن يحذر منها.

حمحم زين بتوتر وعاد للصمت، فلهجتها لم تبدُ مشجعة بالنسبة إليه، حاول إيجاد حديث يتحدثان به ولكنه لم يجد سوى الدراسة كحلقة مشتركة بينهما، ولكنها لم تكن تتحدث بحرية في هذا الشأن؛ لهذا لجأ للشيء الوحيد الذي تحدثت معه بحرية فيه، فقال:

- هاجر أنا كنت عايزة أسألك على حاجه.

انتبهت له هاجر وتركت هاتفها الذي كانت تحمله للاتصال بليلى ولكنها وجدت هاتفها مغلقًا، فازداد خوفها بينما حدقت به منتظرة ما سيقوله بعقل مشغول:

مرآة مزدوجةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن