كانت ليلى تقضم أظافرها بتوتر وهي تجلس في السيارة بينما تشعر بأعين ابن خالها ينظر لها من حين إلى آخر، كانت قد طلبت منه إيصالها للمقهى الذي ستلتقي به سليم وأن يجلس معهما حتى لا تكون معه بمفردها، ما زالت حتى الآن لا تفهم لماذا هذا اللعين أصر على لقائها.
كانت تحب أن تكون صريحة في كل شيء؛ ولهذا أخبرت والدتها بكل شيء، أخبرتها أن سليم زميلها في الكلية والذي كانت تدرس معه هو وهاجر، كانت والدتها على علم مسبق بهذا ولكنها أعادت تلك الكلمات على مسامعها مجددًا وهي تخبرها أنها عليها مقابلته ليتحدثا في شأن هاجر وزين وأنها تريد أن تفعل هذا لأجل صديقتها فقط، أبدت والدتها الإعتراض في بادئ الأمر، ولكنها تقبلت بامتعاض عندها قالت ليلى أنها ستطلب من عادل ابن خالها أن يوصلها ويحضر نقاشهما حتى ينتهيا.كان عادل شخصًا مرحًا وطيبًا بعادته، ولم يرفض لها أو لليليان طلبًا يومًا، فقد اعتبرهما شقيقات له ليس فقط بنات عمته، ورغم كون علاقته بليلى أصبحت معدومة بسبب عمله وقلة الزيارات إلا أنه لم يرفض طلبها عندما هاتفته.
صف عادل السيارة فترجلت ليلى ببطء وسارت نحو المقهى يتبعها عادل. بحثت ليلى عن سليم الذي جلس في بقعة بعيدة نسبيًا، فأشارت لعادل وتوجهت نحو الطاولة.
نهض سليم حالما رآها بينما نظر لعادل، فحمحمت ليلى وقالت:
- ده عادل ابن خالي، هيقعد معانا علشان منبقاش لوحدنا.
أومأ سليم وصافحوا ثم جلسوا جميعًا، أخرج عادل هاتفه من جيبه وجلس يتصفح به بعض الأشياء ليترك لهما حرية الحديث.
عدل سليم نظارته وقال:
- مبدأيًا كدا، أنا بصراحة كنت شاكك زيكوا في حوار زين، فـ اتكلمت معاه، قالي إنه متردد في علاقته وكل شوية بيفكر في ايه سبب استمراره في العلاقة واشمعنا هاجر، وبمعنى أصح طلع تفكير هاجر صح.
زفرت ليلى الهواء بثقل ووضعت يدها أسفل ذقنها وقالت بخفوت:
- طب هنعمل ايه؟
تنهد سليم وأجاب:
- مش عارف، بس أنا مش هسيبه يإذي هاجر، صحيح هي مبطيقش سيرتي، بس أنا بعتبرها زي أختي ومستحيل أخليه يإذيها، كمان حتى لو الموضوع يبان تافه بس أنا فاهم تفكيركوا كبنات هيبقا ازاي وهتبصوا له ازاي، بما إني اتعاملت مع بنات كتير.
نظر له عادل بطرف عينه، وضربت ليلى ساقه بقدمها بقوة أسفل الطاولة؛ لتتجعد ملامحه كدليل على تألمه وضحك بحرج ثم عدل جملته وقال:
- يعني أنا حكيت لك إني عيلتي كلها بنات ومتربيين مع بعض وكدا فـ عارف دماغ البنات.
صفعت ليلى جبهتها كدليل على يأسها منه، فابتسم بتوتر ولم يعد يشعر أن تواجد عادل يريحه، عدل نظارته ولكن تلك المرة ليخفف من توتره وقال:
أنت تقرأ
مرآة مزدوجة
Romansaالحياة عبارة عن مرآة مزدوجة، تعكس الجيد والسيء، الحلو واللاذع، الأبيض والأسود، فتصبح أنت أحد تلك الأجزاء الناقصة؛ لتضطر أن تدخل في رحلة بحث عن الشخص الذي يمتلك نصفك الآخر لتكتملا.