4- عراك وانتقام

87 18 2
                                    

ارتدت ليلى ملابسها بصعوبة وهي تضع الهاتف على أذنها وتسنده بكتفها، كانت متأخرة علی موعد المحاضرة الأولى والتي تفضل أن تبدأ بها في يومها الأول، ولكنها لم تعلم لماذا لم يرن المنبه ليوقظها، يبدو أنه معطل. كانت ليليان تهرول يمينًا ويسارًا بلا وهجة محددة، مما أزاد من توتر ليلی التي استمعت لصوت هاجر تقول ساخرة عبر الهاتف:

- يعني طول الأجازة بتصحي من النجمة وجاية دلوقت تتأخري؟

صاحت ليلى وهي تحاول لملمة أغراضها بقلة حيلة:

- مش وقتك خالص يا هاجر!

- أعملي حسابك إن محاضرة دكتور ياسر هتبدأ بعد ربع ساعة وأنتِ لسه في البيت.

تأفأفت ليلى وأغلقت الخط بعد أن ودعت هاجر سريعًا ثم ركض لترتدي حذائها، بينما كانت ليليان قد انتهت من ارتداء حذائها، والتي رغم كونها عكس ليلی تمامًا فهي لا تهتم كثيرًا إن فاتتها المحاضرة الأولی، إلا أنها كانت خائفة من التأخير اليوم، تنهدت ليلی براحة عندما انتهت في وقت قياسي لتنضم لليليان وتركضا على السلم علهما تصلان على الموعد.

وصلت ليلى الجامعة متأخرة عشرة دقائق، استمرت بالركض نحو المدرج الخاص بالمحاضرة وهي تدعو أن يتأخر أستاذها ولكنها ما إن دلفت حتى وجدته يقف وقد بدأ محاضرته بالفعل، نظر لها بجمود فقالت سريعًا:

- أسفة والله راحت عليا نومة.

أومأ بتفهم وأشار لها أن تدلف فدلفت وقد شعرت بالحرج، جلست بجانب هاجر التي همست لها ما إن جلست:

- مال ياسر كلاحة ملايكته حاضرة النهاردة.

همست لها ليلى وهي تخرج دفتر ملاحظاتها من حقيبتها:

- حلو خلينا نعدى السنة على خير.

في تلك اللحظة دلف أحد الطلاب ليعم الصمت للحظة حتى صاح ياسر بحنق:

- أنا مش قولت مفيش حد يدخل بعدي؟ يلا أطلع برا!

نظر له الطالب ببرود للحظة قبل أن يضع سماعة هاتفه في أذنه وانسحب ببطء متعمدًا اثارة حنق ياسر.

كانت ليلی تحاول تجاهل هذا المشهد الذي حدث أمامها والذي يثبت شيئًا واحدًا لم تحبذ الأعتراف به وحاولت أن تلقي به بعيدًا عن أفكارها علها تستطيع التركيز في الشرح، ولكنها شعرت بهمسات وضحكات من حولها، حاولت تجاهلها مخبرة عقلها أنهم ربما يسخرون من الطريقة التي تعمد بها الشاب استفزاز الأستاذ، ولكن كلما مر الوقت كلما ازدادت تلك الهمهمات قربًا منها، أو ربما ازدادت صخبًا مما جعلها تسمعها بوضوح، فرفعت نظرها لترى ماذا يحدث لتجد جميع العيون تنظر إليها نظرة متهكمة ماكرة، شعرت بالحرج بعد أن فهمت مقصدهم، فنهضت وقاطعت المحاضرة قائلة بعد أن بللت شفتيها الجافتين عادة:

مرآة مزدوجةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن