٢

436 16 1
                                    


#لأنك_الحكاية

(حطام حكاية )

أحياناً تُحتم علينا القوانين وجميع العادات أن نبقى رهائن تحت قبضة مَنْ هم أقوى مِنا

عند تلك اللحظات سِرتُ بقدمٍ ترتجف من شدة البرد..

كنت أحِسُ الثلج تحت قدمي والنار تشتعِل في رأسي. 

كنت أعلم أنني أريد أمي فقط لا شيء سواها، أريد حضنُ أرتمي بداخله ولا أخرج أبداً.. ولكن مَن سوى أمي..يفهم حقيقة الأمر.

أنني مازلتُ أقف بأول عتبة بعمر الثاني عشر حتى الآن أنا صغيرة، ولا أصلح أبداً للزواج.. لا يزال جسدي هزيلاً يصُب الدم صباً من قرصة الباعوض.. فكيف لجسدٍ صغير يرتدي ملابس العُرس؟!. كيف لقلب صغير أن يصبح مملوكاً لشخص لا يعرف ماهية القلوب الصغيرة. 


وحدك يا أمي تعلمين أنني كل ليلةٍ أهرب من أحلامي.. أهرب إليكِ ولا أجدك. 

أنا أحسدُ القبر والتراب الذي يضمكِ. 

اشتاق أناديكِ(يُمة).. وتجيبي ب(مالك يا ضناي).

أتعلمين يا أمي.. لم يعد أحدُ بعدكِ يشعرني بالحنان..الجميع مصدر الخوف ليتني لم أكن. 

كل هذه الغيوم تنبِيء عن أمطارِ لا محال.. أنتِ هناك في السماء تشاهدين أبي يمسك بعصاه يأتي نحوي وينفس عن غضبه!.


حظي الذى رماني هنا أمام أبُ لا يبالي يرى ابنته الوحيدة عائقُ.. أبي لا أذكر متى رأيته يبتسم لي دائماً ما أراه يجز أنيابه مشمراً ساعده كي ينهال عليّ بالضرب. 

أفعلي شيء لأجلي خُذيني من هنا. 


جيت للمكان الوحيد الآمن تراب امي.. بعدتي شديد يمة مني جيتك احكي ليك الحصل.. مش يمة كنتي بتقولي لي انتي حكايتي؟.. حكايتك تعبت يمة.. 

لقيت نفسي فجأة بضاعة ومفروض تتسلم لي واحد اسمه عريس.. طيب وأحلامي؟ وقرايتي.. 

وطفولتي!!. اشتقت اقيف وراك واتحامى فيك وتقولي ماف زول يسألها طول ما أنا عايشة!. 

يمة سألوني وانتي ميتة! كأنه العالم كله كان منتظرك تمشي ويقول ليك بنسألها وانتي ميتة.. بنأذيها ليك وانتي ماف. 


اسي يمة مش انا صغيرة؟ مش مفروض اكون بلعب؟.. 


"قعدتي في نص الليل وفي قبر امي ال حافظه طريقه دي راحة سنين كأنها مسحت مني الفتور" بكيت ونوحت وضحكت جنبها.. 


جاني صوت.. 

"بسم الله إنس ولا جِنّ!" 

لأنك الحكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن