" الحكايات التي تكتب وتظل منسية.. هي التي لها تأثير
هنالك حكايات كما لو أنّها من نسيج الخيال، ليس لها أصل تظن أن أبطالها صِنعوا من حديد حتى تمكنوا من تحمل كل هذا.. ولا يزالون يحلمون ببداية جديدة رغم حطام الحكايات القديمة"..
اليوم الأول للمحكمة أول يوم لفاطمة السيد أمام جِموع من الحاضرين تقف كالأسد الجريح ينزف قلبها الفولاذي وتبكي جروحها التي تبعتها بإحسان كل هذه المدة، لم يحدث قط أن غزالاً ضعيفاً أخذ ثأر أبناءه الذين التُِهمَوا من ملك الغابة،، لكن في الغابة يبقى الأسد أسداً والضعيفُ غزال.حتى تتمكن العيش في هذه الغابة عليك أن تتعلم جيداً أن الحقوق تؤخذ كُرهاً وأن صاحب الحق لن يكمم له فاه،، ينطِق بما يريد ويحق له أن ينال مراده بكل شموخ..
لأنه صاحب حق..
وأنتِ كذلك صاحبة حقوق لم تخلقي عبثاً حتى تكوني هكذا طيرُُ بلا جناح "لأنِك الحكاية تمردي وأزهِري وأضحكي"..،،،،
مشيت وخليتهم واقفين ومذهولين ده رد فعل فاطمة معقولة؟..
جا لاحقني المحامي وابوي والفاضل وقف يتكلم مع المحامي جا قال لي انا طلقتك انتي حرة تاني.بس عايز اديك قروش ده حقك وانا كنت مقصر معاك ح اتفاهم مع المحامي..
عاينت ليه في عيونه وقلت ليه: انت كل حاجة عندك قروش؟ كل شي قروش امسك قروشك عليك انا ما محتاجة أي شيء انه خلصت منك ده بالدنيا..
ابوي جا عليه ومسكه من رقبته وقال ليه انتو كلاب ياخي حسبي الله ونعم الوكيل فيكم قروش شنو دمرت بتي الله يحرقك الله يحرقك اتخارج من وشي والا والله ارتكب فيك جريمة.. مسكت ابوي وقلت ليه خليه يا ابوي ده ما تخش بيه النار ده ما بتستاهل..
وقلت ليه انا ابوك اللي هو ابوك يا الفاضل اعتدى عليّ انتهى من حياتي.. انا ابوك اغتصبني وحاول يقتلني،، لو عندك زرة رجولة ما بتقيف قدامي وانت اكتر حاجة كنت بتعملها انك تعمل راجل عليّ تمد لي يدك وتدقني زي الكلبة عندك.. تقفل بابك وتمشي يوم كامل تخليني.. انا شفت معاك المُر ح افرح بي قرشين؟..
لما ابوك يتعدم قدامي انا ساعتها برتاح وبوزع قروش لي الناس. امشي وتاني ما دايرة اشوف وش واحد فيكم...
مشينا وانا راجعة البيت منهارة من البكاء،، ما قادرة اقول اني ما عايزة اكمل حياتي ما عارفة انا وين وبعمل في شنو وال بحصل ده شنو..
احساس اني أرخص حاجة في الدنيا ده صعب.. انا زي أي حاجة من أقرب دكان وعمره التمن ما كان غالي،، كنت رخيصة دايماً.
بقيت ما عايزة زول يقرب يتكلم معاي،، عيوني اتورمت من البكا وقلبي لسه بيوجعني..اول ما وصلت بيت عم عادل رقدت في السرير وبكيت بجيني احساس اني عايزة اكسر اي حاجة قدامي عايزة اشوف كل شي مكسور لي ألف قطعة زي ما حاصل معاي.
عايزة اطلع اجري انا مخنوقة من كل شي من يوم امي خلتني وأنا بعافر عشان اضحك يوم واحد.. كأنها لمت افراحي من الدنيا كلها ودفنتها جنبها..
![](https://img.wattpad.com/cover/307539858-288-k833193.jpg)