من أجمل ما قرأت

لقمان الحكيم

هكلمك النهاردة عن شخصية احتار فيها العُلماء والمُفسرين..

في سورة بالقُرآن على اسمه..

ومع ذلك يفضِل شخصية غامضة جدًا..

وهو واحد من ناس القرآن..

لُقمان الحكيم الثابت أنه من "النُوبة" أو تحديدًا "أسوان" بمصر، واتوّلد في عصر سيدنا "داوُد" عليه السلام..

يعنّي عاصِر سيدنا "داوُد" عليه السلام، وزيّ ما قال البعض إن بعد وصول سيدنا "داوُد" عليه السلام لسدة الحُكم في بني اسرائيل كملك على كنعان بعشر سنين وُلِدَ "لُقمان" الحكيم..

وعاش في النُوبة فترة والثابت أنهُ كان خادمًا لسيد من الأسياد الأثرياء في مصر..

ولاحظ سيده مدى نباهته وحكمته في كتير من المواقف لدرجة أنه كُل ما كان يشوُفه كان يقوله كلمة كده عبثية عشان ينتزع منه رد مليء بالحكمة..

وكان سايب لهُ مُطلق الحوية في انه يتصرف في القصر لثقته العمياء فيه..

سيده ده كان عنده مُشكلة "أنه مُقامر" ففمرة كده تراهن مع رجُل آخر على شيء وخسر فكان الرهان أنه يا اما يشرب النهر كُله، أو يفقأ له عينيه..

ومع استحالة أنه يشرب النهر كُله فكان الطبيعي أنه سيفقأ له عينيه..

فدخل عليه لُقمان شايل الحطب وزيّ العادة مستني من سيده كلمة عبثية كده عشان يرُد عليه رد حكيم من بتوعه..

لقى سيده مش بيتكلم خالص..

فوضع الحطب جانبًا وقعد جنبه سأله.. ما بكَ يا سيدي..؟

يرفُض الرجُل انه يرُد ويدوّر وشه الناحية التانية وكان باين عليه التوتُر والقلق..

فسأله لُقمان تلات مرات فرفض الرجل يُجيب لحد ما قاله على موضوع المُقامرة والرهان ده..

فقاله لُقمان.. طيب يا سيدي، هو قالك تشرب ما بين الضفتين بشمُولية "المد" ولا من غيره..؟

يعنّي قوله أنا هشرب ما بين الضفتين بس بشرط أنك توقف المد لأن المد بيزوّد المياة..

ولما رجع الرجُل المُقامر لسيد لُقمان فقاله عن انه يوقف المد..

فاستغرب الرجُل تمامًا وبطل الرهان!.

فقرر السيد اعتاق عبده "لُقمان" وأنه يطلقهُ حُرًا..

ففضل في مصر شوية لحد ما راح على "كنعان" عشان يلتقي بسيدنا "داوُد" ويتعلم منه ويستقي منه الحكمة..

سيدنا "داوُد" مكنش بس ملك لبني اسرائيل ولا نَبيّ مُرسَل فيهم، وانما كمان قاضي عليهم، ويستفتونه في فضّ المُنازعات بينهم..

واتعرف عنه الحكمة الشديدة وحُسن البيان، فاتعلِّم منه "لُقمان" الحكمة وحُسن الخطاب..

احنا مش عارفين أيه هيّ المُلابسات الي خلّت لُقمان ينتقل من "النُوبة" لفلسطين..