الفتاة تقول:
ست سنين ووالدي يرفض كل من يتقدم لي، لسبب لم أكن أفهمه، ورفض هو الآخر نقاشه .
والدي يقابل كل من يدق بابه طالباً يدي، وحدهما في غرفة الضيوف، نصف ساعة وأحياناً أقل، ثم يخرج الشاب مسرعاً، وعندها تهرع أمي لسؤال أبي :"ماذا حدث ؟" .. يجيبها :"لم يعجبني المهر، نصيبه ليس في دارنا".
بدأت الكآبة تتسلل لداخلي، وبدأت أضمر الغضب من أبي، لوقوفه في وجه نصيبي وأسأل نفسي :"كيف له أن يكون ماديا هكذا، ويطمع في مهر مستحيل لابنته الوحيدة!".
إلى أن حصلت معجزة ووافق أبي على أحد المتقدمين، وتم زواجنا، دون أن يفصح أبي عن المهر الذي دفعه زوجي لأجلي.
الغريب في الأمر أن زوجي كان متوسط الحال بل وأفقر من معظم الذين سبقوه لطلب يدي، لكنه أيضا لم يخبرني عن مهري ..
عشر سنوات مرت ولم أرى من زوجي شراً أو ظلماً، وإنما رأيت كل الحنان والرفق واللطف، كنت أزداد عمراً دون أن أشعر، وكل هذا بسبب دلال زوجي المفرط ..
إلى أن جاء يوم أسود فارق فيه أبي الحياة، بعد انتهاء العزاء جاءني زوجي، ضمني لصدره و قال :"صغيرتي لا تحزني .."
استغربت كلمة صغيرتي منه .. نظر نحوي برفق وقال :"نعم صغيرتي، حين تقدمت لك سألني والدك عما أستطيع دفعه لأجلك، فكرت قليلاً ثم أجبت [لا أملك الكثير يا عم ولكن أقسم ألا أجعلها تشعر بيتم حتى وإن فقدتك، وأن أحنو عليها كما أنها ابنتي ومن صلبي]"، ابتسم والدك ثم قال :"زوجتك ابنتي"
أنت تقرأ
من أجمل ما قرأت
Randomأجد الكثير من القصص القصيرة التي تعجبني كثيرا لذلك اردت مشاركتكم اياها