chapitre 9

104 12 3
                                    


تصويتكم بليز

البداية

موسكو ؛ روسيا .

تحتضن موسكو، عروس الثلج، برد الشتاء كعاشق لا يفارقها، فتتدثر بغطاء أبيض ناصع، تتراقص عليه حبات الثلج كأنها نغمات سمفونية سماوية.

تتهادى رقائق الثلج برفق، تتناغم مع نسمات الهواء البارد، لتُكوّن لوحة فنية ساحرة، تُبهر الناظرين وتُخطف الأنفاس.

لا يخلو هذا المشهد من تناقض عجيب، فبينما يُرسل البرد قشعريرته على الأبدان، تُشعّ من الثلوج دفءٌ غامض يُلامس القلوب ويُداعب المشاعر.

يُصبح هطول الثلج بمثابة دعوة للعب والمرح، حيث يتحول الأطفال إلى كائنات مرحة تُزيّن ساحة اللعب بضحكاتها وصراخها، بينما يتشارك العشاق لحظات رومانسية دافئة تحت مظلة الثلج المتساقط.

تُصبح موسكو في هذه الأيام واحة دافئة، حيث تُطلّ من نوافذ المنازل أضواء عائلية دافئة، تُضفي على المشهد سحرًا خاصًا.

بجانب أحد المقاهي المطلة على شوارع المدينة، تظهر فتاة حسناء ذات شعر صبغيٌّ بلون الشمس، كثيفٌ وطويلٌ، يموج كالأمواج، وله لمعانٌ طبيعيٌّ جذاب تغطيه تحت قبعتها حتى لا يظهر

*عيونها تركوازية اللون، كبيرة ولامعة، تُشعّ بريقًا ساحرًا يجذب الأنظار.

ترتدي الفتاة بنطالًا أبيض واسعًا وقميصًا صوفيًا تركوازي واسع ، وتُزيّن رأسها بقبعة بيضاء تُضفي عليها لمسة من الغموض

تُسير  في شوارع موسكو، كأنها قطعة من لوحة فنية تُكمل روعة المشهد، وتُضفي عليه لمسة من الجمال الخاص.

تُصبح خطواتها على الثلج رقصة هادئة، تُعبّر عن سعادتها بهذا الشتاء البديع.

 هذه الأجواء الشتوية قريبة من قلبها ، وتحرص دوما  على التواجد في شوارع موسكو كل يوم، لتستمتع بهذا المشهد الساحر الذي يُلامس روحها ويُغذي إبداعها.

موسكو في الشتاء، ليست مجرد مدينة مغطاة بالثلوج، بل هي لوحة فنية حقيقية، رسمتها يد الطبيعة بِإبداع لا مثيل له.

لكن هل تنعم بالراحة؟ بالطبع لا، فهي الآن مُلاحَقة من خمسة رجال منذ أن غادرت شقتها. لكنها  ليست صاحبة الخطوة الأولى بل تجعل عدوها من يبادر ، رغم أنها كشفتهم عبر انعكاسات المرايا أو تصرفاتهم الغريبة أحيانًا لكنها لم تظهر هذا ، مما جعل الرجال يظنون أن هدفهم سهل المنال.

كانت تسير بخطى هادئة، تتأمل كل مقهى تمر به وكل محل يعجبها، بلا مبالاة كأنما هؤلاء الذين يتبعونها هم حراسها، لا أعداؤها الذين ينوون القضاء عليها. لمحت أحد المنعطفات المؤدية إلى أزقة موسكو الخالية؛ لم تكن تفضل هذه الأماكن، لكنها أرادت أن تُسقِط بعضًا من كبريائهم عندما يُهزمون أمام فتاة.

أضعٍفني عٍشُقٌڪ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن