(1) مملكة رابيتينوس.

161 7 0
                                    

الفصل الاول: مِن سِمات الحب.
(1) مملكة رابيتينوس.
للكاتبة : مريم عبدالرحمن.
$$$

فرنسا 1990 ميلادياً_الساعه الرابعه مساءاً .

يلفح الهواء وجهها، تتطاير خصلاتها الغجريه من امامها وهي مغلقة العينين ترحب خديها بقطرات الندى من اسفلهم، تعلن الثبات من امام الجميع ومن الداخل بركانٍ يفيض، لم يظهر على ملامحها سوى السخريه بيديها المكبّله على صدرها وكأن تربط جأشها بها، ولا تصرخ بفمها الذي يظهر عليه الارتعاش، بعد ان قررت قرار يبدو حاسم عليها وأخرجت من حقيبتها ملف ملون تركت من جانبها ورقة عنوانه لتسقط دمعتها على اول ورقه بذلت فيه مجهود الكتابة، وبدأت بتطاير الاوراق من نافذة القطار ورقة تلو الاخرى وهي تنظر لكل ورقة منهم بحسرة قبل ان ترمي بها وتتركها لعنان الهواء، يمثل الطير الذي يتحرر عنوةً عن صاحبه، يراقبها ذلك الشاب الذي يجلس من امامها في القطار بعد أن ترك كتابه الذي اصطحبه طوال الطريق ينظر له ولا يهتم بأمر الفتاة الحزينه، بل كان امرها الان يستحق النظر عليه، تمسك من كل ورقة ترمقها بنظرة خاسرة وكأنها تحدث نفسها بالخسارة وتعلن فوز الاوراق وتغلبت عليها الحياه، ومن هنا بدأ بإلقاء نظره على الورقة الذي تبقت من جانبها وهي تستدير نحوها وتمسك بأطرافها وكأنها تريد ان تبقيها هي فقط، ولم تستطيع ان تجعلها تطاير مثل ما فعلت في بقية اعوانها بسبب توقف القطار في محطته واستكفت بتركها في المقعد واخذت بحقيبتها ونزلت ... وكأن فرصته قد حانت وامسك بتلك الورقة الذي كُتب عليها عنوانٍ مزخرف جعل عينيه لامعه تمامًا وأثارت بها صدمته لينطق هامساً من بين شفتيه :

- مملكة رابيتينوس!!

عاودت هي الرجوع لتأخذ الورقة فلم تقدر مشاعرها على ترك عنوان عملها في محطة قطار فليرافقها هو فقط، ودلفت مسرعه قبل تحرك القطار وتقابل ذلك المجهول الذي ينظر ويذرف دمعه على ورقتها، لم يثير اندهاشها سوى ما عليه من بكاء امام عنوان عمل روائي! لينظر لها واصاب عينيه العاطفه ليؤردف لها في ثبات لاحقه جفاف حلقه:

- من أين لكِ بمعرفة رابيتينوس؟

تفاجئت بصدمه بعد ان تحرك القطار متأففه بضيق وهي تضع يدها على جبينها بغضب:

- قد فاتتني المحطه، لم يكن عليّ الرجوع كي استرجع ورقة ليس لها صحة من أساس.

سحب الورقة الى صدره بتلقائيه مفاجئه بعد ان مدت يدها لتأخذها منه وجعلها تنصب حاجبيها بسخرية احاطها الغرور قائله:

- انها ورقتي، ما بك؟

- لقد سألتُ سؤالاً ولم تجاوبيه.

ضمت حاجبيها وهي تنظر بغضب قد ظهر في نبراتها:

- وما لي بالاجابه على سؤال ليس من شأنك؟

- بل ذلك الاسم عزيزٌ عليّ، من فضلك أجبيني.

مملكة رابيتينوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن