الفصل التاسع : مِن سِمات الحب.
(9) إعتراف بعد قرار.
للكاتبة : مريم عبدالرحمن.
$$$$تحسس تلك القطعه المفخمه من امامها على المنضده وخلفهم عيون تراقبهم على حسّ عملها، كانت عيون (راسيل) الفضوليه التي تنظر من خلف اسوار ساحة القصر تحاول سماع حديثهم وبخلفه صديقه، قد خُيّر الاختيار عليه ولم يقع بيده سوا الاختيار الاكثر قناعةً.. هو لم يعشق يوماً حديثه مع امرأةً مثلها، بل لم يتحدث ابداً مع امرأة تعطيه تلك القيمه الكبيره، قرر ان يستمع الى عواطفه تلك المره ويقنعها بترك سلطة رابيتينوس والهروب معه الى (روما) بلده الجديده المشتاق اليها، يأمل ان تطاوعه وان تستمع لعواطفهم.
قد نجح في الاختباء والتسلّط عليهم، حتى بدأ (رنچير) بحديثه وفي طياته فحيح الافعى ونظراته كالاسد تجاه فريسته قائلاً:
- عرّفيني بالحاكم، ونأخذ منه ما يخبئه يا ميسم.
صرخت بوجهه مهروله قبل ان يكمل حديثه:
- اسمي سيدة ميسم، وانا سيدتك هنا في بلدي.
- ليست بلدك حتى الان.
سخرت بضحكتها العاليه وهي تشير باستهزاي الى حاله:
- اذاً.. اكمل حديثك.
تقدم بخطواته تجاهها وهي لا يرف لها جفن، ترسم بأسرارها على ثغرها ابتسامة شفقه على كيفية موته بيديها في ساحة رابيتينوس امام الشعب، بدأت بالتحدث تدريجياً حتى وصل الى تلك الجمله صارخاً:
- الحاكم يحتوى على كنز كتب بابل، تعويذات ستخلّد العالم في مرمى ايدينا.
رفعت حاجبيها قائله بجديّه:
- نعم، لقد سمعت الحاكم يحدثني عن تلك الكتب، ولكن لا اعرف أين يضعها.
اجابها حماس سريعاً كسرعة البرق:
- ولكن ان اردتي ذلك، ستفعلين.
اجابته بتفهّم:
- بمقابل ذلك سأصبح الحاكمه.
هز رأسه بالموافقه حين هي اكملت حديثها قائلاً:
- وانت؟ ما المقابل لخيراتك.
- سنتزوج، ونصبح حكّام للعالم وليس للمملكه فقط.
ابتسمت بسخريه وهي تقول:
- حسناً رنچير، وإن لم اتزوجك؟
ضحك هو تلك المره بسخريه شديه جعلتها تستشيط غضبًا وتُقسم من داخلها على نية قتله أسوء انواع القتل والتعذيب المتاحه تحت قوانين مملكتها حت وان اخترعت نوع من القتال والعقاب على يده ستجني لنفسها قوة جديده، سرعان ما تلاشت تلك الافكار حينما اردف بما هو صادم واغلق على انفاسها:
- لا تقلقي يا.. سيدتي ميسم..
قال جملته الاخير وابتسم بشفقه ظهرت على ثغره قبل ان يؤردف:
- لستُ متهوّر كي آتي الى المملكه ببقايا تراهات اسطويه ويدي خاليه من التأكيدات، وان قتلتيني لدي ما يجعل جميع العالم يتحدثون عن مملكتك الاسطوريّه، وتخيلي كم من متسلط على السلطه يمكنه ان يطمع للبحث وراء كنز المملكه المخفي مثل صاحبها.
اخذت شهيقاً بشفتيها المرتعشتين قائله:
- انتهى حديثنا اليوم.
ثم رفعت سبابتها بوجهه قائله بحده واضحه تظهر الوعيد بها:
- وحين اريد الحديث القادم تذكر ان لا احد يمكنه تهديدي.
تركته وهرولت الى غرفتها وخلفها (مادلين) التي تحاول اللحاق بها وهي تناديها بصوتها الانثوي الصريح في ارجاء القصر، اما عن (راسيل) وصديقه توجهوا الى عملهم قبل ان يُكشف امر تسلطهم قبل ان تفيق الحراس الذي وضعوا لهم حلوى بها نبته مخدره لتجعلهم نائمين ويتسلطوا على اقرارات المملكه من جهة (ميسم) ويعرف اهدافه جيداً وفي ما تواجهه تلك العاطفه المحركه اسفل صدره؛ إنه قلبه كلما رآها.. يدق مهرولاً لسماع صوتها الراخي، ينتظر ليلتهم الثانيه تحت ضوء القمر ليصبح اهم اعمال اليوم واكثرهم مشقّه؛ فهو يغلق جماح نفسه امامها من غضب و كتم اسرارٍ عديده، ويغلق جماح حبه لها، ويبدو عاشقاً ضعيفاً من اسفل نظريها.
صعدت الى غرفتها في الممر المحور وهي تبكي حرقةً متمتمه الى (مادلين) بخوف:
- لقد انتيهت، لم استمر على عهدي لقد اخترقت عهودي.
ربتت على يدها وهي تحاول تهدأتها قائله:
- هذا ليس من شأنك، ليس لكِ دخل بما حدث، انها اسطورة نادره صدرت عن اهل بابل وقد وقعت بيد ذلك اللص.
ثم اكملت بضيق:
- لا يمكن ان تصمتيه ببعض المال والاعمال ف القصر؟
هزت رأسها فياً بعد ان نظرت لها بعيناها الملونتين بإختلاف يظهر منهم لمعة الدموع قائله بقلة حيله:
- لا يمكن، هو ثري جداً لا يحتاج مال او عمل، يحتاج السلطه ميسم هذا ما ينقص ذلك المريض.
- إذاً تزوجيه ليس لكِ حل آخر.
- لديّ حل آخر مادلين.
- ما هو؟
- الزواج من حرق جميع الكتب الذي اوصتني عليها والدتي.
صُعِقت (مادلين) من مصارحتها لليأس، تُعلن خضوعها الى ذاتها وضعفها من اجل ماذا! اجابتها مهروله بعدم تصديق:
- لقد وهبتك تالا والدتك هبة الخلود للحفاظ على تلك الكتب الثمينه.
- اخطأت يا مادلين من فعلتها، جعلت من روحي مُعلّقه في السماء، في يدي حكم ليس لي يدٍ به سوا الحفاظ عليه، لن اتزوج، لن احل، لن انجب، لن اعيش فقط سوا اما مرآتي التي ارى بها نفسي كالمجانين.
قالت كل كلمه بصراخ يدوي الممر بأكمله يا لها من محظوظه بأن لا احد يجرؤ على مسّه لسمعوا ما لم يسمعوه من قبل وفُضحت الامور منذ زمن طويل، ورغم نبراتها الصاخبه إلا انها يملؤها الالم والشفقه على حالها، تدوي المكان بصراخها العابث لتقول بالنهايه في نبرة هادئه منها وهي تنظر لارضية الغرفه خجلاً من عهدها الذي عهدته ولم تعرف على البقاء به:
- قرار حاسم يا مادلين، سأحرق الكتب ولن يصبح لمجال العائله سحر باقٍ، سأعلنني حاكمه وسأحب وانجب واكوّن اسره ولا اخشى ابداً، لقد تعودت على الخوف واريد التخلّص منه.
اقتربت منها مادلين قائله:
- ألم تعلمي ابداً سبب التمسّك بالحفاظ عليهم، والدتك قد افنت حياتها لعمل تعويذتي خلود ولكِ بمثلها واحده، بالطبع يوجد سبب قوي لخلودك في حفظ عهدهم وكتب السحر يا سيدتي.
صمتت قليلاً وهي تؤردف:
- تقصدين يوجد سبب خفيّ هل تعلمه وانا لا اعلمه؟
ثم اكملت بعدم تصديق:
- لا، هذا لا يمكن دوماً ما تحدثني والدتي عن هلاك ارضنا وعائلتنا دون تلك الكتب ذات الاوراق الهالكه والقديمه، اظنها مجرد الحفاظ على النسل وعلى الكتب.
هزت (مادلين) كتفيها بتردد قائله:
- لا اعرف، افعلي ما شئتي سيدتي، تركت الأمر لك لقد سئمتُ حقاً.
خرجت وهي تشعر بالشفقه على سيدتها، انها في حاله مذريه، زرغماً عن ذلك لن تترك اللليله الثانيه لهم، وربما لن تتركه ايضًا دون معرفة الحقيقه، وهذا ما قرررته الليله ايضاً.
نزلت الى اسفل ولاول مره يرى خلاتها الى اعلى بشكل دائره، وعيناها الناعستان ولكنهما بالحقيقه باكيتان، جمال وجنتها المورده اثر بشرتها الناصعه يريد ان يقبّلها عليهما ويستنشق رائحة العشق لأول مره، فهل للعشق روائه؟ ام للعشق سِمات؟
نظرت الى عيناه بدقه وهي تقول مبتسمه:
- قد جئت لك اليوم لنتحدث عني، انت مستعد لذلك؟
ضحك بحماس قائلاً:
- في قمة استعدادي.
وحينما نطقت تلك الجمله بشكل سريع جعل عيناه مستتبه بفاهه الفارع اثر الصدمه:
- انا هو الحاكم المتخفي لرابيتينوس يا راسيل.يتبع....
توقعاتكم وتعليقاتكم بتحمسني وبتبسطني🤍✨
أنت تقرأ
مملكة رابيتينوس
Romanceأحداث الرواية في عام ٧٥٠ قبل الميلاد فكيف يكون العشق سائد هناك بين تاجر رومانيّ متعصب وملكة من أصول بابليه مغروره! يقابلهم شرار الخيانه والغدر بسبب عهد المملكه المنشود الذي يمنع حبهم، إذا بهم يضعوا سمات للحب يكون الخلود سوياً، هل يستمر ذلك؟ أم الجحي...