الفصل الثاني : مِن سِمات الحب.
(2) إعدام رومانيّ!
للكاتبة : مريم عبدالرحمن.
$$$
كاد ان يختنق وجهه واعلن احمراره ليبعده رئيس القافله متشدقاً:
- لم اخطئ بقدر ثقتي مثل الان واخذتك معي في قافلة رابيتينوس.هدأ قليلاً وهو ينهض بعد ان خرق مسامعه انفاس صديقه الثقيله ثم نظر له بهدوء عارم لم يظهر عليه منذ قليل:
- اعتذر.
اخذ صناديقه واكمل الصفوف في هوادةٍ وكأن شيئاً لم يحدث وارتسم على وجهه تلك الابتسامة البارده الذي اجتاحت ملامحه في العاده، جسده قوي البنيان اثر عمله في التجاره منذ سنوات عديده، وعلى مسمى اسمه؛ فهو صاحب الشعر الاحمر الذي امتاز عليه منذ الولادة، واخيراً وقف من امام المملكه وانزل صناديقه.
في ضيافة القصر يصتفون بترتيب وفتحوا صناديق المجوهرات وفقط يخفضون رأسهم ومنتظرين الحاكم الذي طالما (راسيل) اراد رؤيته ولكن كيف برأسه المنخفضه؟ ليستمع لهمسات صديقه قائلاً:
- سأخبرك.. يقولون انها امرأه.
ضم حاجبيه بتعجب ورفع رأسه لينظر الى صديقه ولكن تفاجئ بإمرأه ترتدي ثياب غير مفهومه ومكشوفه تمتاز باللون الاسود الذي يبرز بياض بشرتها الناصعه وعيناها الممزوجين بلونين مختلفين، بين الازرق والاخضر، في شفتيها لون زُهري وجسدها ممتد وممشوق وقوي، لا تحني نظراتها ابدًا بؤبؤتيها مركزين من الاعلى على الصناديق، حتى لفت انتباهها من اخترق للقوانين وتقدم له احد الحراس وبكفيها اوقفته من ان يأذيه بأي حركه وبجرائة (راسيل) لم يخفض رأسه ابداً ظل مستتب بنظراته عليها فقط، لتتقدم نحوه وهي تنظر للصناديق بنظرة اعجاب ثم قالت بهدوء:
- المالك سينال اعجابه ذلك الصنف من المجوهرات.
ادرك من حديثها انها ليست الحاكمه ولكنها الواجهه المتحكمه في كل شئ من خلفه، تنهد ثم رمق الصندوق بإرتياح لا يعلم مصدره، فما حدث له عواقب صارمه كما سمع عن حكم رابيتينوس الصارم والقوانين الفارعه في صدورها، خرج جميع التجار بأمر من الحراس بعد ان رمقهه رئيس القافله التجارية بنظره يعلم جيداً من بعدها أنه لن يعمل وسيصبح مشرد بعد قافلة رابيتينوس الذي حلم بلجؤها عنوةً عن مخيلته التي لم تتوقف عن رؤيتها ابداً، اغلق الصندوق ثم تحدثت اليه بهدوء قاتل:
- لم اقل لك اغلق الصندوق، لم اكتفي برؤية المجوهرات.
امال رأسه بإعتذار وهو يفتحه مره اخرى، ولم يظهر على ملامحه الارتياب بنت شفه رغم تفكيره في عقوبة ما حدث وفي مقتله بمدبح العام للمملكه، فيوم ان يقتل سيقتل على ارض ليست بأرضه! لم يعشق ارض رابيتينوس لهذه الدرجه، فقاطع تفكيره الحارس وهو يخرج من الصندوق جوهره تلو الاخرى ويعرضها على سيدته الذي ادعاها الان بإسمها:- سيدتي (ميسم) صندوق واحد سيكفي الحاكم؟ قد جاءوا بعشرات الصناديق يمكنك ان تلقي بنظره عليهم.
أنت تقرأ
مملكة رابيتينوس
Romantizmأحداث الرواية في عام ٧٥٠ قبل الميلاد فكيف يكون العشق سائد هناك بين تاجر رومانيّ متعصب وملكة من أصول بابليه مغروره! يقابلهم شرار الخيانه والغدر بسبب عهد المملكه المنشود الذي يمنع حبهم، إذا بهم يضعوا سمات للحب يكون الخلود سوياً، هل يستمر ذلك؟ أم الجحي...