(10) تودد في السوق.

6 1 0
                                    

الفصل العاشر : مِن سِمات الحب.
(10) تودد في السوق.
مريم عبدالرحمن.
$$$

النجوم كيف ترانا من فوق؟ اترانا الجزء المظلم من الارض كالنقاط السوداء في سماءها، ام ترانا مشعين كما نراها رغم جسدها المعتم؟ بل النجوم لن ولم ترى يوماً، هكذا هي بعض الاشياء نراها مشعه وهي لا ترانا من الاساس! فقط ما يبقى بيننا مصالح عاطفيه نوعاً ما، وليست على عواطفهم ليالٍ اكثر من صدمة تلك الليله على كليهما، رأوا النجوم تنطفئ من حولهم، هي اباحت بما لا يصحّ بالاباح عنه وهو استمع لما هو ليس من حقه سماعه، ويبدو لهم المنقذ الوحيد هي عقولهم ما لا تصدق على ما يقول بأية طريقه، حتى تمتم هو بخفوت:
-         ماذا تقصدين ميسم؟
تلعثمت من سؤال الذي اظهر في طياته عدم التصديق، سيهاب منها فيما بعد وسيراها كاذبه ستصبح علاقتهم من بدايتها  مضطربه بسبب وضوحها الصريح.. ايعقل هي الن آمنت ولو للحظه بأن مِن سِمات الحب الكذب؟ هتفت بقوة لتنقذ الحديث:
-         اقصد اريد ان اكون كذلك.
لا تعلم إن هذا كان اسوأ حالاً من حديثها الاول الذي تراجعت عنه، يدرك طموحها للسلطه ويريد ان يخبرها فيما بعد الهروب من المملكه! هُدِمت طموحاته على أي حال، افكارهم مظلمه تجاه بعضهم دون ان يعلمون، كلاهما يخططون لما هو عكس رغبتهم معتقدين ان هذا ما سيؤدي بالنهايه السعيده مع الاخر، وهذا ما ننعته بسخرية القدر منك، ابتسم ابتسامه طفيفه لتكمل هي بسرور :
-         ما رأيك؟
-         ليس برأي سامي، السلطة ليست كل شئ.
-         ماذا تقصد، ألم تبحث يوماً عن المال والسلطه؟
هز رأسه نفياً وهو يجلس على منابع الحديقه الخضراء قائلاً:
-         أراكِ اليوم انتِ والقمر متشابهان.
صادف بعد ان جلس وهي مازالت واقفه برؤية القمر بدراً من خلفها مما جعله دون قصد تغيير مجرى الحديث الذي لم يصيبها سوا بالغضب العارم:
-         احدثك عن شئ آخر يا راسيل أجبني.
رفع احدى حاجبيه بسخريه تامه:
-         لِم نتعامل بشكل السلطه الان ولا نتحدث عنها، فلا تأمريني بحديث لا اريد ان اخوض فيه.
اجابته بسؤال وعيدي ظهر في طياته الغضب:
-         هذا رأيك يا راسيل إذاً؟
-         هذا رأيي لإن هذه شروطنا الذي وضعناها، هذا يوم الحديث عنك وليس ان نتحاور عن ما احب لي من مال وسلطة!
هدأت من روعتها متمتمه بضيق:
-         من أين جئت بحديثك هذا؟ اين ومتى وكيف تقنعني من حروفك الدقيقه تلك؟
ارتسم على ثغره ابتسامه جانبيه قائلاً:
-         هذه ميزة في الرجال الرومانيين.
امسكت زمام غضبها وهي تصعد الى غرفتها دون حرف، ليصبح هو وحده امام النجوم ويشعر بالضيق، قد تركته من اجل حبها للسيطره.. وايضاً انها تميل الى السلطه والمال والقوانين الذي تضعها هي فقط.

دخل غرفته بيأس بعد ان قصّ على صديقه بأن ذلك الحب خطوة فاشله قبل ان يبدأ، كانت فقط المره الثانيه لهم ولم يصبح بينهم كيمياء، وبعد ان جلس على الاريكه هتف بيأس نابع من اعماقه:
-         لقد  اقتنعت ميسم بحديث المدعو رنچير عن الحكم، خشيت ان ارفض فتتزوجه وتتركني، خشيت ان اتحدث ولأول مره اخشى شيئاً كذلك يا بلوديرو.. ومِن مَن؟ مِن سيدة قد وقعت بعشقها!

مملكة رابيتينوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن