(14) ابتلعهم الجحيم!

12 1 0
                                    

الفصل الرابع عشر : مِن سِمات الحب.
(14) ابتلعهم الجحيم!
مريم عبدالرحمن.
قبل الاخيره!

انتهى الزفاف وصعدوا سوياً الى الممر المحظور، بعد أن فُتِحت سلاسله و ابوابه تحت ابتسامتها الشيطانيه، رمقها للنظره الاخيره هي غير باليه سوى ابتسامتها الجانبية مع غرور نظراتها الذي ينبع منهم ويفيض الجمال، دلفوا سوياً الى الممر وهو ينظر لتلك اللوحات المعلقه من حوله وقبل نهاية المطاف بهم في الممر تعجب من أنها لم تدخل اي غرفه من الغرف المتفاوته لهم، واختارت اخر باب وأعظمهم وأكبرهم، بمزرقشاته العظيمه وهبته يظهر عليه لمن يخضع بداخله، بعد ان ارتعش بحماس مؤردفاً لها:
-         ميسم! هذه غرفة الحاكم اليس كذلك؟
هزت رأسها ايماءةً وهي تهمس له بفحيح كالافعى:
-         الم تتمنى مقابلته رنچير؟
ظهر على عيناهه اايماءه وعلى ثغره الابتسامه الجانبيه الخبيثه، وفور وضع يدها على مقبض الباب الذهبي فتحته ببراعه وهي تدلف اليه بخطوات ثابته ومن خلفها هو يعبث بعيناه في اركان ومزايا الغرفه بإعجاب! فتساءل بدهشه:
-         إنها امرأه! يظهر على فخامة الغرفه، رونقها، وازياءها، وزهورها، و...
قاطعته قائله برقه انثويه لتحاول استدراجه بالحديث:
-         رنچير...
امسكت يده وهي تبتسم قائله:
-         الان انت اصبحت زوجي، يجب ان اسألك سؤالاً وتُصارحني.
-         هنا؟ في غرفة الحاكم، اقصد الحاكمه.
-         نعم الان.
ثم اكملت بعد ان نظر لها بإهتمام:
-         هل أحد غيرك انت وليوني يعلم بأمر الحاكم؟
هز رأسه نفياً مؤكداً بصرامه:
-         بالطبع لا، من سأخبره بشئ مثل ذلك، هل يتضح على وجهي الجنون؟

ابتسمت بإرتياح وهي تزيح ستار الغرفه لتدلف اليها اضواء الشمس التي تغرب، وايضاً قد ظهر ما لم يراه بعد أن رُفعت الستائر! صوره منحوته طولها يملأ الجدار وعرضها يكفي لإظهار مفاتن جسدها المنحوته بدقه، صُعِق وهو يبتلع الغصه من حلقه متراجعاً للخلف قليلاً قائلاً:
-         ميسم! لماذا صورتك مُعلقه في غرفة الحاكم؟
-         أيعقل... لم يتضح لك بعد؟
قالتها وهي تقترب منه تحت قهقهتها ولذة التملّك والسلطه التي تملكها سيطرت على كل أنشٍ بجسدها، حتى نبراتها القوية التي اكملت بفحيح كالأفعى:
-         أنا هي حاكمة رابيتينوس الوحيدة والخالده وتلك المملكه مِلكٌ لي فقط.

وصل الى الحائط وهو يترجاها بهدوء رغم ارتيابه الشديد وهذا يجعلها تنتشي من السعاده:
-         جلالة الملكة ميسم، إعفي عني أنا زوجك.
-         رنچير انت لست زوجي، انت سبيل لكي أظهر للجميع ملكي للملكه، سأظهر قوتي الأن بعد أن فُتحت ستائر غرفة الحاكم سيتعجبون ويقف الشعب من امامها، لم تُفتح منذ سنوات عتيقه، كما أنه... مميز أن أقتل زوجي بالزي الابيض.

لم ينتظر كي يتوسل، فهم الان وحدهم، وهو رجل! اقوى منها كما ظن، فلماذا لا يخنقها ويُصبح هو المالك للمملكه، ابتسم لوهله وهو يقترب منها ويمسك عُنقها بحاول خنقها بعد ان وضعها على اريكه خشبيه مزرقشه وتطاولت يدها بقوة على آله حاده من أدورت الطعام، سُرعان ما ذهبت ابتسامته  ويديها تغرز سكين صغيره في معدته، ارتمى على الارض من الألم، لكن لم تكتفِ بل اخذت تجرّه من قميصه وذهبت لنافذتها الطويله بالغرفه بعد أن دلف إليها الشمس من ذلك الجانب المظلم لأول مره، إذا بالشعب والعمال والجميع من كان بالزفاف متجمع امام النافذه يهمسون كما توقعت تماماً وهذا ما زاد على أصوات همسهم صدمه وتساؤلات وهم يروا ميسم بغرفة الحاكم المغلقه والمظلمه بيدها زوجها ملطخ بالدماء وفي يدها الاخرى سيف حاد فضي لم تعتاد على القتل به ابداً بل هو يعود لسيوف بابل العتيقه، والعيون التي تراقبها واكثر صدمه هي عيون (راسيل) المستتبه بدهشه لما تراه، خاصةً بعد ان صرخت بصوتها القوي ليسمع الجميع من امامها:
-         هذه المملكه ليس لها حاكم متخفّي، بل حاكم كان بينكم بالود والسلام والتواضع، احبّتوه واحبّكم، دون سلطه ودون ألقاب، ظهر منه القوه ولم ينبعث في نظراته او حديثه الضعف ابداً، يهابه البلاد المجاورة، ويوفر لكم الامان في جميع أنحاء المملكه التي هي بالاصل جزير مهدده بالاستعمار، انها انا، انا ميسم حاكمة رابيتينوس.

مملكة رابيتينوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن