الفصل الثاني عشر : مِن سِمات الحب
(12) طريق الهيمنه.
مريم عبدالرحمندوماً ما يكون اسفل قراراتنا درك مظلم، لا نراه نحن كما لم يراه الاخرون، لا نعرف لماذا واين ومتى قد قررنا ذلك القرار، فإذا بشعورنا تقودنا لقرارات متيّمه بالجنون والخيال فقط نخوض فيه التجربه التي لم نتوقعها يومًا، وعادةً ما نستفيق بعد ان نُهلك طاقتنا ونُدرك أن ما باليد حيلة سوا الرجوع الى نقطة الصفر، وذي النقطه تُعلّم ما لم يقدر احداً على اقناعنا به ولو بالإذهان، تتبلور افكارنا حول نقطٍ ما حظينا به وما افتقرنا اليه، نرى من المكتسبات نور قوي هو من يداوي الظلمات التي حظينا به، كنور الشمس تُهلك لكن تُمهّل الابواب من امامك لتصبح على اقوى نظام الحياه وهو ( ما التالي؟).
فلت من يده تلك القطعه الخشبيه بغضب بعد ان تأفف بتعب، حرارة الشمس مع الاثقال اليوميه تجعل من يده تفلت احياناً فاصتدمت بالأرض وعلىٰ صوتها في ساحة القصر من امام بابه الفارع، ومن خلفه جاءت ضحكه انثويه يرقّ لها القلوب رغم سخريتها:
- بلوديرو! كنت تحمل في تجارتك صناديق اخشاب من الحرير؟رمقها بحاجبيه المنكمشين ثم اردف بحنقه:
- لا سيده مادلين ليس بقدر اخشاب بأعداد لا تُحصى.اقتربت منه وهي تنظر بحماس الى الاخشاب:
- انها من بابل، سنصنع بها تمثال لسيدتي ميسم.
تنهد وهو يلتقط من فمها كلماتها بخبث:
- ولماذا لم يُصنع للحاكم بمثله.
ثم اكمل بسخريه:
- او سيدتك ميسم هي الحاكمه.
نظرت له بغضب وهي تضع سبابتها في وجهه بهمس :
- احذر يا بلوديرو من حديثك، لا يجرؤ احد على الشك بسيدتنا ميسم، هي لنا رمز السلام والصدق والخير والجمال، وكل ما هو جيد قد تذكره على ألسنتك او تتخيله، ولن يأتي بتاجر رومانيّ ليس له قيمه بالتعدّي على معتقدات الشعب.هز رأسه وهو مبتسم ابتسامه جانبيه قد اوحت لها بعدم التصديق ولكنها فازت عليه وتركت انظارها للمتسول الذي يترنح في ساحة القصر بين عواميده المزرقشه ذلك الملوث وخلفه فأره الخاص الذي يشبهان عقارب الساعه المتتاليان، ومن نظرتها الحارقه نظر بلوديرو لما تنظر له وتصبح نظرته كما نظرت تماماً، صدمه، ارتياب، تلوث بصري، لتتشدق بضيق:
- من اخرج رنچير من السجن؟
- لستُ بالفاعل.
نظرت له بعد ان ابتسمت بقلة حيله قائله:
- بالطبع ليس انت لا تجعلني اضحك الان.
- هل ضحكة سخريه ام نابعه من داخلك؟
رفعت احدى حاجبيها قائله بهمس:
- ضحكة نابعه من داخلي للسخريه.وقبل ان يكملوا حديثهم، اتى من امامهم على بُعد اميال (راسيل) الذي يحمل قنينة من النوادر المزرقشه ووضعها بجانب احدى عواميد الساحه بعد ان رأى المدعو (رنچير) في الساحه يأكل بغرور ثمار الفاكهه وكأنه الحاكم، في اللحظه التي سادت بعينه الاحلام العاطفيه، كانت ورديه ولكن الان ادرك انها ستنفذ ما ارادته للسلطه، ستتزوج به ويحكموا سوياً وسيظل هنا رافع الاثقال الذي ينظر لهم بحقد، والذي تنظر له كسبيل الى بئر الاسرار والخروج من احكام السلطه! استفاق على صوتٍ بغيض يأمره بالمجئ فتقدم اليه بهدوء حتى امره بطريقه متعجرفه:
- وصلت مقتنياتي في الضفة الشرقيه لبحر الجزيره اذهب واحضرها لي فوراً.
أنت تقرأ
مملكة رابيتينوس
عاطفيةأحداث الرواية في عام ٧٥٠ قبل الميلاد فكيف يكون العشق سائد هناك بين تاجر رومانيّ متعصب وملكة من أصول بابليه مغروره! يقابلهم شرار الخيانه والغدر بسبب عهد المملكه المنشود الذي يمنع حبهم، إذا بهم يضعوا سمات للحب يكون الخلود سوياً، هل يستمر ذلك؟ أم الجحي...