(11) غرور متعطشة الدماء!

5 1 0
                                    

الفصل الحادي عشر : مِن سِمات الحب.
(11) غرور متعطشة الدماء!
الكاتبة : مريم عبدالرحمن
$$$

لكل منّا غطاء يجب أن يُكشف في وقتٍ ما، وعليك الترحيب به فحينها فقط تعرف انك لم تعرف نفسك من قبل الان، ذلك الغطاء يبهرك قبل ان يبهر الجميع، ويبدو لقلبٍ كان صلب كالصخر في ليونته مرارة الحياه حتى اذا اذاقه فسيصبح نكره في المذاق، فلن يرى الصلب نفسه رخيماً حتى وإن باتت النساء اجمعها من امامه، فالقلوب لا تصيب الهواء إنما تصيب الجماد الهشّ الصالح بالمكوث فيه.

دلف (راسيل) الى القصر من خلفه صديقه المندهش من حديثه مع كلا الفتاتين، ايريد ان يُطرد من رابيتينوس بدلاً من الفرار منها! عقل يمكث به ابليس وهو يعترف بذلك حتى سأله من شدة الفضول هاتفاً بحماس:
-         أسنذهب مساءاً بالفعل يا راسيل؟ لم اتوقع منك ابداً خصوصاً بعد وقوعك في الحب.

التف له ونظر له بحاجبيه المنتصبين بملل وكلل قائلاً:
-         لا يمكن ان اساير فتاه؟ جميعكم اسأتوا ظني.

تنهد بإرتياح بعد ان اجابه:
-         قد ارحتني يا راسيل، نعم توقعت منك ان قلبك يميل لسيده ولكن ليس لسيدات الارض اجمعها.
ضحك (راسيل) وهو يرفع اخر صندوق في ساحة القصر قائلاً بهمس:
-         إن فُتِحت القلوب فلا مفتاحٍ ولا داءٍ لها، قلبي على مصرعيه يُنادي على الفتاة الذي تجلس كالصمّاء في غرفتها المحظورة تُناشد اكاذيب السُلطه، هذا خطأي حين وقعت بعشق فتاه تهوى السلطه وتملك ما لا احد يقدر على مُلكه، فمن انا لأنادي بعشقها واجعلها تترك النعيم والكبرياء لاذهب بها نعمل كالفقراء في روما يا بلوديرو؟

تنهد بعد ان تركه وذهب ليكمل عمله، ان الحقائق ملهمه حتى وان كانت سيئه، فالإلهام يأتي من تقبّل الحقيقه وليست من محتواها، تركوا الحقائق الذي كانت خيال لينشدوا على العمل وكيف الهروب او الطرد من تلك المملكه، بعد ان كانت المملكه الملهمه لرؤيتها اصبحت الجحيم الذي لا ينتظروا الفرار منه، يا لك من دنيا صغيره تجول الاحوال في اطراف الثواني باقيه.
                                                ***
هرولت (مادلين ) من امامها من شدة غضبها الذي جعلتها تُكسر كل ما هو امامها، وكأن طيف الحب الذي كانت متعلقه به من امام عيناها قد ذهب وفرّ منها بلذة الصدمة التي تعمّ بالاجواء، حتى هتفت بحده صارمه:
-         سيندم الوغد، انا اعرف انه يفعل ذلك لإثارة غضبي.

اجابتها بتلعثم وهي متخذه الباب ملجأ لهروبها في حين ان اصابها اي شئ من تلك التكسيرات:
-         سيدتي ميسم، لماذا؟ لم اكن معه في الخيمه بالتالي لم يعلم إني سأخبرك.

صرخت بشده في وجهها جعلتها تعتقد انها ستصدر قرار بِعدمِها لان:
-         اخرجي من امامي قبل ان امسك بعنقك الذي يريد الكسر ولا تتفوهي بأخبار تعكّر صفو مزاجي مره اخرى.

مملكة رابيتينوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن