-
صمت ... صمت مهييب ما ينسمع منه إلا شهقات مشاري إللي
ما أنتبه حتى من اللي صرخ فيه برى و لا شاف شكله بس حس بضلوعه
إللي تكسرت بين يديه ، اجتاحه دفى غريب وهو متمسك برعد بقوة ودافن نفسه
فيه اكثر .... اللي هو بين احضانه ، قلبه بينفجر يدق بسرعه ...
حاول يرفع راسه منه بس ... طاح ..
رعد وهو يضرب بخفه وجه مشاري : مشاري .. مشاري تسمعني أصحى ..
رفعه ودخله مكتبه ، وللمكتب الداخلي ، سدحه ع الكنب و حاول يغسل وجهه بالماي
ع شان يصحى ..
دقايق بس وفتح مشاري عيونه لف وجهه ببطء وشافه جالس تأمل كل
جزء فيه ... وبعدها نطق ..
مشاري : استاذ رعد ..
رعد رفع راسه و قرب من مشاري : صحيت .. فيك شي ؟
مشاري جلس : م..مشكور بس من الخوف يجيني كذا ..
رعد وهو يمد الكأس : اشرب شوي ماي ..
مشاري كانت يده ترجف شرب الماي ووقف : استأذنك الحين ..
رعد وقف قباله : إذا لسه تعبان لا تكمل دوام ..
مشاري هز راسه : لا ما فيني شي ..
مر مشاري من رعد و طلع تجاهل اي صوت و تكونت غشاوة عليه
من اي وجه يشوفه ، نزل لمخزن الأحذيه و سكر الباب تحرك لأبعد
نقطة فيه و بعدها انهارت رجوله ، مسك على قميصه و هو حاس
بضيقه و يتنفس بالعافية و دموعه بدت تنزل بقوة ، ليش لما شفته
اجتاحني هالشعور ، اعرررررفه ادري اني اعرفه من طاحت عيني عليه
و أنا حاسس بكذا ، بس هو ما يعرفني ؟ ياااارب ...
مسك جواله و شافه صامت و كذا اتصال من سالم و سلطان ،
توجه للمدونة ...... كان آخر الكلام هو اللي كاتبه ؟
رد عليّ ... بس ليش ما تطمن بعدها وش صار ..
مشاري وهو يكتب لنقطة : طلعت من المصعد ...
رعد شاف الكلمات و تذكر انه ما رد ، توه بيكتب إلا طفى جواله ،
ركض بسرعه يحطه في الشاحن ..
مشاري ما شاف رد تعب و راح يتأكد انه صح رد عليه من شوي
وينك ايه رد بس .......
مشاري وهو يطالع في المحادثة .... ضل يتأمل فيها و رفع و رفع
و كأنه شي غريب بدا يكبر ، وصل لما قال انه يحب يآكل حلا
يوم اللي ينقهر و كيك .... حصلته في اليوم الثاااني!! شاف المحادثة
وهو مقهور و محد صدقه .. أنحلت المششكلة في اليوم الثاني و فوقها
اعتذار .. صعد كثييير لين يأس يشوف عمل لأنه بمتوسط ، جاه شغل
على طول و .... بالشركة اللي فيه ابوه في اليوم الثاني !!!
صعد اكثر و اكثر و اكثر ... يوم وحده اطلبت من امه وليمة ب ٦٠٠
ريال و سحبت عليها كلمه على طول يشكي ضيق امه ، دقايق بس
و طلب احد نفس القائمة لا و زيادة بعد !!
صعد لين كان المطر قوي و ما يقدر يطلع الخبز اللي خبزته امه
دقايق و دق الباب شخص اشتراه كله ع شان ميتم !!!
كان يرجف و يرجف و هو يقرأ ، وقف عند أن الشركة بتطرد
ابوه خلاص نتيجة تغيبه الدائم و انه لقى كل قهر ابوه في جسمه
و في اليوم الثاني ابوه حصل ترقيه !! صعد اكثر و اكثر و تجمدت
اطراف يده .... نقطة هو ...... ررررعد !!!
طلع بسرعة و هو يصعد الدرج ما كان يفكر بأي شي إلا
استنتاجه اللي طلع فيه وصل عند باب السكرتير و كان يلهث من
ركضته و عرقه بدا يصب نتيجة الجهد اللي عانته ذاكرته و الصدمة ..
تيسير ( السكرتير ) : فيه شي ؟
مشاري و هو يمي بثقل : السيد رعد ، لساته موجود ؟
تيسير مو مطمن من شكل مشاري اللي كان ذبلان : حد لاحقك ؟
تعبان ؟
مشاري مايبي شي يشتت سلسلة أفكاره بصوت شوي عالي : موجود أو لا ؟
تيسير : ثواني ..
دق على مكتب رعد اللي رجع جواله للحياه و بدا يكتب لمشاري بس
ما خلص و رد ..
تيسير : أستاذ رعد ، مشاري من قسم التدريب برى يبي يدخل ، اسمح له ؟
رعد انصدم : ا.. ايه دخله ..
دخل مشاري و سكر الباب .. ما هي صدف اكيد و لا هو غلطان اكيد
انه نقطة كل شي يثبت انه هو ..
رعد حاول يبين ثقله و ما يهتز : فيك شي ؟ للحين تعبان ؟
مشاري صل ساكت وهو يتأمل رعد ، شعوري اني أعرفه ناتج انه
مؤلف ؟ لا لا ... إذا ما طلع هو .. إلا هو نقطة لازم يصير هو ..
رعد اربكته نظرات مشاري اللي احرقت كل جزء فيه ، يبي يقوم
له و يصرخ فيه يصحي ذاكرته الميته ، بس ..
مشاري من دون اي كلمه رفع جواله قدام رعد و كتب في المدونه ..
مشاري : لا تكذب ... أنت قدام عيني ...
وصلت الرسالة بتنيه قوي لجوال رعد اللي ما رفع عينه عن مشاري
من دخل و سحب الجوال فتح عينه على أوسعها من اللي قراه و طالع
في مشاري من جديد ...
مشاري ما يدري يفرح يصيح يكلمه يصرخ مو عارف ما توقع ابد
انه بيشوفه بحياته كل فكره كان انه فارس خيالي او وهم جميل الله
رسله له بلسم لجروحه .. بس انه يصير قدام عينه الحين وشخص
مثل رعد ... ما عرف شيسوي حتى عيونه ما قدرت تطيح على رعد
من جديد تحرك لورى ولف جسمه بيطلع بس رعد قام من مكتبه على
طول و سحب مشاري و خلاه شبه لاصق فيه ..
رعد هو اللي يرجف اكثر من مشاري رفع يده و تحسس وجه مشاري
رعد بصوت خافت : مشاري ..
مشاري الشعور اللي فيه كله تبدد لحيا سيد نقطة اللي دايم يشكي له
يضحك له يصرخ له و يصيح وهو يتذمر له و يفضفض له و يسب اهله
عنده و في النهايه ... السيد نقطة .... اللي اعترف له وقال له يحبه و يغار
عليه ... هو رررررعد ..
رعد : مشاري ...
مشاري انتفض وأحمر وجهه : يعني أنت كنت تعرفني ؟؟
رعد تسألني ؟ أنا مو بس كنت اعرفك أنا غرقان فيك : ايه ..
مشاري ما قدر يبعد عن رعد و طرى في باله سلطان ، انا تغزلت
في أخوه و امزح فيه ... هذا اللي خلاه يقطعني و ما يرد ..
رعد : مشاري لا تفكر انك عرفتني تبتدي تخبي عني ، أنا لساتني
نقطة اللي تعرفه و اللي بيتواجد دايم ع شانك ..
مشاري الم راسه اختفى تماماً حتى دقات قلبه بدت تهدى ، وهو يكلمه
دايم حالته تستقر و شلون وهو قدام عينه وبين يدينه ..
رعد : شفيك ساكت ؟
مشاري حس بنفسه ودفع رعد شوي عنه : أ..أنت ..ليش سويت كذااا فيني ؟؟
رعد انصدم : شنو ؟
مشاري : تدري كم يوم و انا افز من نومي اشيك عليك ليش ما رديت عليّ
عودتني على شي سنين و تقطعه كذا خفت .. خفت صار فيك شي او انك مليت
من جفاف معاملتي لك و قررت تتركني إذا تركتني وين ادور عنك و
كلام مشاري ما كان يسمعه رعد ، كان يتأمل في عيونه في احمرار أذونه
في صوته المنحرج و عتابه الرقيق ، إذا ما راح تذكرني و تذكر حبنا انا بخليك
تحبني من جديد ..
مشاري : وين سرحت ؟
رعد تلقائياً : فيك ..
مشاري انحرررج اكثر و سمعوا دقة الباب..
رعد : مين ؟
تيسير : الملفات أستاذ رعد ..
رعد طالع في مشاري : اكلمك بعدين ..
مشاري حرك شعره و بيمشي ومسكه رعد من جديد ، لا تروح خلك
قريب مني ما صدقت انا تكلمني و انا اناظر عيونك ..
مشاري وهو يطالع في يد رعد حس برعشه في جسمه ، اللي فيه لنقطة
هو راحة ، امان ، و سكينه .. قلبه إذا دق يوجعه ، شي فيه يكتمه
حتى سلطان ... ما يقدر يحبه ..
مشاري بعد يده عن رعد : رقمك ..
رعد : هاه ؟
مشاري : تبي تضل نتكلم بالمدونة ؟
رعد رفرف قلبه : ايييه بعطيك رقمي ..
سحب جواله من الشاحن واخذ رقم مشاري .
رعد : شنو بتسميني ؟
مشاري وهو يسجل اسم رعد ، مد الشاشة له .. سيد نقطة ..
مشاري : إذ.. ا سميتك شي ثاني ما راح ارتاح وانا اتكلم ..
رعد ابتسم له : بعدين كلمني عن سالم ..
مشاري و كأنه تذكر : طيب ..
طلع مشاري و مر من تيسير ، اما رعد تحرك خطوتين و خارت قواه وجلس
ع الكنب ، اشتعل جسمه كله ... مهما كان شكلي ، مشاري ما راح اسلمك
لأحد ، انت لي و بترجع لي ..
-
قرب من مكتبه وشافه مشغول في الكمبيوتر و جلس جنبه ..
مشاري : أخذت حبوبك ؟
سالم لف له : ليش متصل عليّ ٨ مرات خوفتني لما ما رديت ..
مشاري : جاوبني قبل ..
سالم : ايه أخذته ..
مشاري : انا تعطل عليّ المصعد و جاتني نوبة رعب ..
سالم : جد! كنت مشغول في تجهيز العرض .. آسف ..
مشاري : ايه صح عرضك بكرة ، ركز عدّل و أضمن لك بتبهرهم ..
سالم ابتسم ابتسامه صفراء ، كل مرة يعامله مشاري بطيبه يحس انه
يطعنه بعمق ، يكره هالشعور كثر كره لذيك الأيام اللي كان عايش فيها ..
مشاري قاطع صمته : شوي و نرجع البيت ، قلت لأمي تطبخ لك
شوربة خضار ، امك طابخه شي ثقيل ما يصلح لك ..
سالم : ليش تعبتها ؟
مشاري : في كل الحالات امي بتطبخ لي لذا زادت شوي ..
مر من بعيد وشافهم وهم يتكلمون بهدوء و ابتسامه ..
لما ركبوا السيارة قرر يكتشف ..
أبو سالم : مشاري إذا انت ماسك شي على سالم قل ..
انصدموا من كلامه ، رد مشاري : لا ليش ؟
أبو سالم : بديت تآخذ من اغراضه و يعاملك كأ
ما خلاه سالم يكمل : اعامله مثل اي اخوان ، لو احنا من بطن واحد
كان كنّا توأم ..
أبو سالم عقد حواجبه : انت غير وهو غير ..
ضلوا ساكتين و ما ردوا عليه ، من يومه معتبر مشاري لعبته اللي كل ما غضب
فرغ كل شي فيه من سب و شتم و إهانه و ضرب ، اما سالم ف كان الولد
الوحيد بين البنات اللي يفخر فيه ..
-
في الليل وصلته رسالة واتساب ..
سيد نقطة : ميشوو..
مشاري اللي كان يستمع لشرح سالم لعرض بكرة اللي بيقدمه اعتذر منه
و رد وهو يبتسم : مساء الخير ..
رعد تسند ع السرير : بسألك قبل اي شي ..
مشاري : شنو ؟
رعد : شرايك فيني ؟
مشاري : شنو ؟
سالم سحب فوطته واشر على مشاري انه بيسبح و طلع ..
رعد : رجولي ووسيم ، هذا اللي قلته عن سلطان ، و أنا ؟
مشاري : تبيني اكتب يعني ؟
رعد : تبي تسمعني ؟ ادق عليك ؟
مشاري : لا ..
رعد : براحتك ..
مشاري : أنت غير.. غييير اللي توقعته ..
رعد تحمس : سنو توقعت ؟
مشاري : زي هذول اللي ٢٤ ساعة جالسين كرشتك متر قدام
و الشعر مالي وجهك و جسمك ..
رعد انفجر ضحك : وجهي مليان شعر .. بس جسمي مو كذا ..
مشاري : ايه .. وجهك جذبني من اول مرة شفتك فيه ..
رعد دق قلبه مو اول مرة بس دامني جذبتك من جديد ..
مشاري حس بالكلمة اللي كتبها و حاول يضيع السالفه : سالم ..
رعد مو وقت تقطع السالفه : ايه شفيه ؟
مشاري رجعت له الغصه : صابه سرطان ..
رعد انصقع : من جددددك !!
مشاري : ايه معدة ، لما قريت الورقه حسيت العالم بيطيح فيني ،
على كثر الحقد اللي كان ماليني فيه على قد الحب والخوف اللي اعيشه
الحين اني افقده ..
رعد : الله يرحم حاله ليش ما يتعالج الحين ؟
مشاري : هو في بدايته لذا عطوه حبوب و بعدها بيتعالج كيمياوي و في
احتمال كبير يوصل للجراحه ..
رعد : إذا نجح بكرة عرضه راح يضمن مكانه في الشركة ، بعدها يرتاح
باقي شهور التدريب و يتعالج فيها راح ادعمه ..
مشاري : خايف ..
رعد : لا تخاف ، ادعي له ..
مشاري : يوم اني دعيت عليه لو انقطع لساني وقتها ..
رعد : ربي كاتب مو من دعآك عليه ..
مشاري : امدددحه بكرة ..
رعد : ههههههه من عيوني راح اهريه مدح ..
مشاري انحرج : خلاص بنام الحين ..
رعد : اشوفك بكرة ..
-
جلسوا الصباح يفطرون و كانت ام مشاري مسويه كاس
عصير طازج لسالم ، حز بقلبها اللي قاله مشاري و تخيلت ان مشاري
هو اللي فيه ، لذا خففت الحدة مع امه لأنها بتنكسر اكيد لما تدري عن ولدها ..
سالم وهو يشرب العصير : شكراً ..
ام سالم : كان قلت لي تبي عصير ..
سالم ابتسم لأمه : مو يومك تجهيز الفطور ..
خواته و امه حاسين بتغيره ، مو بس نفسيته حتى جسمه بدا يهزل شوي
و ابد ما خطر في بالهم لا هم و لا ابوه انه مريض ..
ابو سالم طول الطريق كان يمدح في سالم و يشجعه انه إذا نجح اليوم
راح يعطونه مكافأة هو وابوه ، هذا همه الوحيد العلاوات و المديح ..
-
سلطان : جد قل لي ..
مشاري : لا بس اتصلت عليك اسألك عن شي ..
سلطان : يعني مو شي صاير ؟
مشاري ابتسم له : لا ..
سلطان كان بيحرك شعر مشاري بس بعد عنه بعفويه ..
مشاري : امممم ممكن طلب ؟
سلطان نزل يده : آمرني ..
مشاري منحرج : سالم بيعرض اليوم ، ساعده ..
سلطان ابتسم له : انت تآمر ..
ممشاري وهو يطالع في الساعه : يلا تأخرت أنا ..
ركض مشاري للدرج أما سلطان ضل يتأمل فيه لين اختفى ..
-
قبل ربع ساعة اصعدوا للدور الخامس في قاعة العرض
الكبيرة ، المدراء و رؤساء الأقسام و كبار المساهمين
الكل كان متواجد ..
سعيد : أنت قبلي سالم ، موفق ..
سالم : و انت بعد ، بروح دورة المياه ..
سعيد : ١٠ دقايق و تبتدي بسرعه ..
دخل دورة المياه اللي كانت فاضيه ، الدور كان كله فاضي
و الكل داخل القاعه ، كان يعدل شكله ...... فجأة جاته نوبة
ألم في معدته ، كانت تجيه كثير في الاسبوعين اللي طافوا
دخل حمام واستفرغ كل اللي في بطنه و مع ذلك كانت اللوعه
زايده ، حس روحه بتطلع و جلس وهو يفتح بأزرار قميصه
النفس انقطع فيه وهو يستفرغ هوا ما فيه شي ..
عيونه اجحظت و صرخ من شدة الألم ..
سمع صوته يدق الباب بقوة : سالم ... سااالم شفيك ؟
سالم ما قدر ينطق من الألم وصرخ من جديييد بقوة ..
ما تحمل صراخه أبواب الحمامات كانت قوية ، لذا دخل
الحمام اللي جنبه و صعد فوق كرسي الحمام و نط لحمام
سالم وشافه وهو دافن نفسه و ماسك بطنه بقوة و يصرخ
سحبه وصرخ فيه : شفيييك ؟ سالم طالع فيني ..
سالم بعد يده و تمسك فيه بقوة : بموووت من الألم ..
شاف مكان اللي استفرغ فيه سالم .. كان معاه دم ، دق قلبه
بقوة و رفع جواله يتصل على الطوارئ حقين الشركة ..
الدكتور : في اي حمام ؟؟
علاء : حمامات الدور الخامس ..
انتهى البارت ❤️🙊