يدي تحركت من تلقاء نفسها لم أعتمد على ذاكرتي مطلقاً بل كان جسدي حافظاً لملمس كل خضار وكل نوع توابل يشمه انفي حتى صنعت مزيجاً ناسب ذائقة اليانا التي كانت تتناول ما اعددته بملامح متأملة
تأملت كل نكهة لامست لسانها مغمضة عينيها للتركيز
- لا اصدق انني تزوجت طاهياً... لو علمت هذا لجعلتك تفتتح مطعماً بدل المدرسة لكنت جنيت ثروة
- انتِ تبالغين
لوحت بملعقتها امامي كتهديد
- لست اجامل انها الحقيقة
.
.
.
اطفأت اضواء المدينة بعد منتصف الليل كعادتها ليتسلل الهدوء لكلينا وانا اعني انا واليانا عانقت يدي تجرني نحو غرفتها صامتة المح تحول ملامها الى الهدوء
- فرانسيس ارغب بأخبارك بشيء ما لكن اولا ...الا ترغب بأخباري شيئاً ؟
لست املك ادنى فكرة عن كيفية التصرف في مثل هذا الوقت وقفت انظر اليها هلمت الي تدفن رأسها في صدري وتحاوطني بكلتا يديها ...رفعت رأسها لتنظر في عيني
اما عني فلقد سايرتها في كل ماتفعل اجيبها بأبتسامة هادئة تتلوها تمسيدي لشعرها
- شيء مثل ماذا ؟
الهدوء كان طاغياً بعض الشيء ولا صوت في الغرفة سوى صوت انفاسنا المتصارعة
- ليس سراً شيء اظنك تعرفه
ما افكر به الان هو ان عينيها مألوفة لي!!!!! كما لو انني اعرف هذه النظرات منذ زمن بعيد...
اقشعر بدني في لحظة ما وانا اضع عيني في عينيها زفرت استعيد هدوئي فهي تنتظر مني شيئاً الان ولا يجب علي البقاء ساكناً هكذا لفترة اطول
احسست بلسعة خفيفة في منتصف بطني
انها تماماً في المكان الذي تضع فيه اليانا يدها وشعرت برطوبة اجتاحت ثيابي صعوداً لصدري فيما تناثر بعضها على الارض
وما ان طالعت حولي حتى اكتشفت انها دمائي تسيل وتملأ ارض الغرفة
توسعت عيني وانا في ثبات اراها تتراجع متراجفة بعد ان ثبتت سكينها في احشائي تمتمت بأعين متسعة تكتسح وجهي ملامح الصدمة
- لماذا؟
اصابتها نوبة هستيرية وهي تصيح ناحبة
- مت وارحني... هيا...مت
سقطت على ركبتي عندما لم تحملني قدماي للوقوف اراها تطلق سيلا من الدموع تتلوها بضحكات هستيرية
- تعرفت عليك منذ اليوم الاول لك هنا لكن لون شعرك هو من ردعني ومنعني من التصرف معك
وعندما نظفت جرحك ورأيت اثار الطعنة السابقة زادني ذلك يقيناً من كونك انت
اتعلمون شيئا ارى ان الامر مضحك وانا اسألها تفسيراً لتجيبني بصوت مبحوح
-فكرت كثيراً وقلت لنفسي لما لا اتغاضى قليلا لم لا ادعك تعيش بيننا بخاصة ان ابني يعدك شخصا يسد مكان ابيه
لكن كيف ادعه يسد مكان ابيه بقاتل ابيه نفسه!!!! لا يمكنني ذلك ... لايمكنني السماح بذلك لا استطيع احتمال مناداته لك بأبي
