احياناً قد يبدو كل شيء على مايرام مجرد سرير هادىء واجهزة متناثرة حولي واحدة تنام على صدري واخرى مغروسة في اوردتي واخرى تحاوط انفي وفمي
ولا يمكن التنبؤ بالوقت الذي ستتوقف فيه تلك النبضات الظاهرة على الشاشةفتحت عيني على اثر استشعاري لحركة الممرضة تلوب حول المكان لتفقد احوال المرضى قبل نهاية نوبتها
لتترجل خارجاً منفعلة وكأنها ابصرت شبحاً... تنادي احد الاطباء ليأتي ويتفقد حالي- كم اصبعاً ارفع الان ؟
قالها الطبيب بعد اجراءه فحصاً شاملاً علي
لأجيب
-اثنين
في يده مسودة صغيرة لتدوين الملاحظات ومما لا شك فيه ان هذا المكان هو المعنى الحرفي لكلمة بدائية
فهو اشبه بقبو صغير تحت الارض بالكاد تتفضل اشعة الشمس لدخولهحتى اذا حل النهار واكتشفت انني عاجز عن تحريك ساقي او حتى مغادرة السرير بمفردي
- لاتقلق ستستعيد عافيتك بالتدريج اما الان فأنت لا تزال تحت تأثير الغيبوبة
هذه المرة كانت الممرضة هي من نطقت بهذا الكلام تحملني بجسدها الضئيل وترمي بي على كرسي بعجلتين
تستقر به في حديقة شبه معدومة
لتبدأ بسرد احاديث لطيفة- الطقس جميل اليوم اليس كذلك يا سيدي ؟
اجبتها بثقل
- انه كذلك
تمضي في تلك المحادثة بتوصية من الطبيب
- هل لي ان اسألك ما هو اسمك يا سيدي ؟
ليتني كنت اعرف جواب هذا السؤال
وتمتمتي كانت مسموعة
- ماهو اسمي يا ترى ؟
- ماذا عن مسقط رأسك ؟ احضرتك الى هنا لتروح عن نفسك قليلاً
- متى سأتمكن من السير على قدمي ؟
- يجب عليك ان تتدرب على ذلك
- كم مضى على نومي ؟
- عام كامل...كنا نبحث فيه عن عائلتك او اي شيء قد يقودنا اليهم
الا تتذكر اي شيء بخصوص عائلتك ؟- عائلتي؟
انتابتني نوبة هستيرية بعد صراع عقلي مع بعض الذكريات المترامية...ووسيلتي الوحيدة للمقاومة هي تسديد لكمات قوية نحو رأسي بغية طرد تلك الصورة الظاهرة امامي
اما عن الممرضة فلقد اسرعت بمناداة الطبيب لي ليتم اعادتي الى سريريشعرت فجأة ان كل شيء مألوف لي بينما تلاشى ذلك الشعور مسرعاً وكأن شيئاً لم يكن... كمريض مصاب بمرض الزهايمر
- اعطيته حقنة مهدئة لن يستيقظ الا بعد بضع ساعات عودي لتفقده عندها
- حسنا
![](https://img.wattpad.com/cover/311478149-288-k320074.jpg)