قضيت يوماً اخراً الى جانب هذه السيدة وقد كانت تعاملني كما تعامل الام طفلها قصت علي الكثير والكثير احداها انني كنت طفلاً مشاغباً يقضي وقته هارباً من القصر وينتهي المطاف بالعم سايمون باحثاً عني ليلقى التوبيخ بكامله عليه
كما علمت انني كنت اصبغ شعري بشكل مستمر لكيلا يعلم احد انني احمل شعراً اسوداً
تم ابلاغ الحارسين بأني اعاني مرضاً ما وتهديدهما بأسرتيهما للتكتم عن الامر
هما يذعران في كل مرة انظر فيها اليهما الى حين كسري بعض الذعر بأسئلة غير معتادة وانا جاثم الى طاولة العشاء
- الا تتعبان من الوقوف ؟
اجاب احدهما مذعوراً
- سنبذل جهدنا لحمايتك مولاي
- لم لا تجلسان وتريحا ساقيكما ؟
اجاب الاخر بذات نبرة صاحبه
- مولاي لقد كلفنا بحمايتك
فأذا بي اطلق تنهيدة عالية يلحقها بعض التذمر
- انتما تستمران بقول الامر ذاته...وكلاهما لا يجيب سؤالي
اجلسا كفاكما وقوفاً
- لكن لا يمكننا ذلك
- انا امركم بالجلوس
طالع احدهما اخيه خائفاً انهما يظنانها خدعة او شيء ما ليجثما عندما لم يملكا خيار اخر
رسمت ابتسامة هادئة اتبعها ب
- ما اسميكما ؟
- ادعى ماثياس
ليصرح الاخر متحمساً تعتليه نبرة بلهاء
- انا ادعى نايل واحيانا يدعونني كوالا ولا اعلم لماذا انه لقب اطلقه جده علي
لينكز ماثياس ذراع نايل بقوة دفعته لأخفاض رأسه معتذراً
- استميحك عذراً مولاي
اكمل ماثياس ما قاله نايل
- لازال جاهلاً اداب التصرف مولاي فلم يمضي على وجوده في القصر سوى يومين
- لا بأس دعه يتصرف على طبيعته...هل لي ان اعرف كم تبلغان من العمر ؟
اجاب ماثياس نيابة عنه وعن اخيه
- نحن في الخامسة والعشرين
هما في مثل سن ليون اذن ...تنفست الصعداء قبل بدء تناولي ولم اشأ افساد التحفة الفنية التي اعدها الطاهي بمفردي
لذا فلقد دعوت الشابين ليشاركاني وجبة العشاء كبداية جديدة لي
رفض ماثياس بنبرة عقلانية
- لقد تناولا الطعام سلفاً يا مولاي
- متى تناولتما العشاء ؟ كنتما ترافقاني طيلة اليوم
- كلا لقد فعلنا اليس كذلك يا نايل ؟ ...نايل ؟
وما ان التفت لصاحبة حتى رأيت سيل لعابه وهو يطالع الطعام كما يطالع النمر فريسته
ليعيد رفسه امامي هامسا
- سيطر على نفسك والا تم سجننا
علت شفاهي بأبتسامة هادئة
