الوضع بات اخطر مما ظننت اذ كنت اخشى التجول في حديقة القصر خوفا من محاولة احدهم لأغتيالي بعد ان تعرضت للكثير منها
لكنني اخترت هذه الليلة ان اتشجع وانهي هذه المهزلة بطريقة او بأخرى
تعمدت الانحياز الى خيار التجول بمفردي طلبا لأختطافي
لكنهم لم يجرؤ على هذا
كررت الامر عدة مرات واعلمت زين بخطتي كي يراقبني
ولابد انهم علموا بكونه فخ
تناسيت امرهم لبعض الوقت اترجل مكتبي للقاء كريستين فأذا بأبيها يقف كالفزاعة امامها
القيت التحية لينحنيا لي بأدب وعندما اردت الحديث اليها عرقلني وجود والدها لأحدثه بهدوء
- سيد البرت هل يمكنني معرفة سبب تواجدك هنا ?
اجاب بحدة
- انا لن اترك ابنتي بمفردها رفقة رجل بخاصة انها لم تتزوج بعد...فلست مستعدا لجلب العار لعائلتي
- وهل انا اي رجل ? انت تعلم ان مابيننا هو مجرد عمل لذا يمكنك الانصراف
انفعل ليجيب
- محال هذا لن اخرج الا وهي رفقتي
ادرت نظري ناحية حارسي ليتكفلا بطرده من المكتب حاملين له خارجا
سأخبركم بما افكر فيه الان
ارسلت كريستين للتفاوض مع حكام البلاد المجاورة رفقتي
ستتسائلون عن سبب اختيار هذه الفتاة
واجابتي هي
انني اكتشفت ان رفا كاملا في مكتبتي يحوي تأليفات لكاتب مجهول الهوية
وحين تقفيت اثر هذا الكاتب اتضح لي انه هذه الفتاة
انها تكتب في السياسة والثقافة وتنتقد ما هو متوارث لدينا دون تفهم بما فيها العنصرية وبعضا من حقوق المرأة
لذا فقد وجب علي استغلال فنون الحوار لديها في شيء نافع
.
.
.
لكن وكما توقعت عند وصولي الى حكام الجنوب اول ما قيل في حقها عند مبادرتها الحديث هو
- على النساء الا يقحمن انفسهن في ما لايعنيهن
هذا ما قاله الحارس الشخصي للملك دون ان يعي انها اعلى منه منصبا
لأتدخل انا قائلا
- وانا اظن لمن الوقاحة ان يتحدث احد الخدم الى وزيرتي بهذه الطريقة المخلة
كان الحاكم على دراية بمركزها الا انه تعمد جعل خدمه ينتقصون منها امام الملأ
ليتحدث الحاكم اخيرا بعد صمت طويل
- اليس تعيين امرأة بهذا المنصب وارسالها للحديث الينا ضربا من الوقاحة سيادة الملك
لابد انني كنت مخطأ في تنازلي عن حدتي معه لتلاحظ كريستين غضبي وتسرق الحديث مني بهدوء
- مما لاشك في انك متفاجىء كون امرأة هي من تخاطبك هذه المرة دون ان تمنحني فرصة لذا انا اتمنى منك منحي فرصة واحدة للحديث وبعدها بأمكانك انتقادي
