١

26.6K 167 3
                                    

تدخل الحفل .. فستانها الأخضر اللامع يجذب الأنظار .. للمرة الاولى تتخلى عن عادتها في تجاهل الاعراف الاجتماعية .. للمرة الاولى لا تذهب لحفل مرتدية ازياء رسمية كأنها ذاهبة لمقابلة عمل .. للمرة الاولى ترتدي فستانا ..

ربما جذب دخولها الحفل بعض انظار من يعرفونها .. البعض الاخر لم يعرف انها هي ..
كانت دائما الشخص الجاد .. الشخص الذي لا يدع مجالا للمزاح .. حتى الحفلات كتلك كانت تستغلها في العمل او لتوطيد علاقاتها .. من اجل العمل ايضا ..
لم تكن تعرف او حتى تفهم فكرة تضييع الوقت في عمل اللا شئ .. كل شيء بالنسبة له يجب استغلاله للدرجة القصوى .. كل شيء يجب اعتصاره ليأتي بأقصى ما يستطيع ..
لا شيء اسمه المرح لأجل المرح .. لكن هناك المرح الذي نتخذه وسيلة لهدف ما ..

ولكن اليوم الامر مختلف ..

ربما اتجهت إليها الانظار .. ولكن نظرها هي اتجه نحوه هو ..
لماذا لم ينظر لها كالباقين؟
لماذا لم ينتبه حتى لدخولها؟
هل حديثه الضاحك مع تلك الموديل الملطخة بمساحيق التجميل يشغله إلى هذه الدرجة؟
ألا يعرف .. أنها .. ارتدت فستانا من اجله خصيصا الليلة؟
هذا الغبي .. انه لا يستحق ذلك بالتأكيد ..

اتجهت إلى (البار) .. لا مزاج للكحوليات الليلة برغم انها قد تخفف حنقها قليلا .. ستكتفي بأي عصير متاح .. لماذا تلكمه في كتفه بتلك الميوعة؟ .. ألا يفهم انها محاولة رخيصة لاستمالته؟ .. ألا تكفي أيتها العاهرة؟ .. ما الذي فيه لتحاولي معه أصلا؟..

جاء العصير .. أخذته واتجهت لمقعد في أحد الاركان .. كانت تعرف الاجابة .. إنه وسيم .. لبق .. ذا وظيفة لا بأس بها .. إنه مطمع لأي فتاة ..
مهلا .. ولكنها -شخصيا- لا تطمع فيه .. إنها تكسب مالا يوازي ما يكسبه، بل وربما أكثر .. هناك من هم أوسم منه وأكثر لباقة حاولوا التودد لها ولكنها صدتهم بحزم .. لماذا هو إذا؟!

انتهت من العصير فوضعت الكوب جانبا .. إنها .. إنها ليست معجبة به مثلا .. ليس بالمعنى الذي عند باقي الفتيات على الاقل .. إنه فقط .. لا تعلم .. ولكن هناك شيء به يجذبها إليه .. اه لو ينظر نحوها هذا المعتوه .. لا تدري ما الذي يجذبه في تلك التافهة .. هل ضحكتها العالية ام مساحيقها التي تطمر بشرتها .. ام هو فستانها؟

قارنت -لا اراديا- بين فستانيهما .. فستان تلك الشمطاء أكثر عريا .. ثلثي جسدها ظاهر .. هل هذا ما يجذبه إليها؟ .. إنه ككل الرجال إذا .. ما ان تعري احداهن جزءا من صدرها او فخذها .. او حتى كتفها، يسيل لعابهم .. هؤلاء الحمقى .. كيف يسهل التأثير عليهم بتلك السهولة؟

تعالت الموسيقى .. بدأ الجميع في الرقص .. نعم .. بالطبع سيرقص مع تلك الغانية .. فرصة هائلة له ليضع يده على وسطها .. النحيف .. ربما ايضا تنزلق قليلا لتلمس أعلى مؤخرتها، ويتظاهرا بأنهما لا يلاحظان .. فرصة عظيمة ليختلس نظرات قصيرة إلى فتحة صدرها .. وسيتظاهران انهما لا يلاحظان أيضا .. تبا للرجال ..

ولكن .. لماذا لم يأتي أي احد ليطلب منها الرقص؟ .. كانت سترفض بالتأكيد، ولكن .. أليس من حقها على الاقل ان يبدي أحدهم اهتمامه بها؟ .. حتى من قبيل الشفقة على الاقل ..

شفقة؟! .. صدمتها هذه الفكرة .. هل هذا ما آل إليه أمرها .. صارت نفسها تستجدي الاهتمام! .. لهذه الدرجة أصبحت يائسة! .. يا للهول ..

الموسيقى تنتهي .. يصفق الجميع .. ويصفقان هما بالطبع .. هو وهذه السخيفة .. ما رأيك أن تقبّلها أيضا؟ .. هذا ما ينقص هذه الليلة بالفعل ..
لحسن الحظ لم يقبلها .. وإلا لكانت هي شنقت نفسها الان .. او خرجت للشرفة وألقت بنفسها ..

ما هذا؟! .. من اين أتت هذه الافكار المخيفة؟ ..
ليست مخيفة بكونها افكار انتحار .. ولكن .. هل هو هام لها لهذه الدرجة؟! .. هل فعلا تفضل الموت على ألا يقبل أخرى؟! .. الامر اصبح خطيرا .. حسنا .. لا مفر .. الوقت وقت الكحول ..

المرة الأولى (+١٨)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن