يدخلان من بوابة العمارة .. هو يحمل صندوق البيتزا الورقي، وهي تحمل المياه الغازية ..
لماذا وافقت؟ .. هل تمزح؟! .. إنه مروان ..
ثم ان الامر ليس مخيفا .. فقط سيأكلان بيتزا .. وفقط سيشربان مياها غازية .. ثم سيتصافحان وتغادر ..
نعم انه مروان وكل شيء .. ولكن هي بالفعل لا ترغب في اكثر من هذا .. عشاء هادئ من وجبتها المفضلة مع شخصها المفضل .. عذرا .. هل قالت شخصها المفضل؟ .. لا لا .. هي قصدت مع شخص مفضل .. فق "شخص مفضل" كأي شخص مفضل آخر تعرفه ..دلفا للمصعد .. ضغط زر الدور .. انغلق الباب .. يتحرك المصعد ..
لماذا لا يتكلم؟ .. هذا الصمت يصيبها بالتوتر .. هل تتكلم هي؟ .. ولكن ماذا تقول؟ .. تقول انها سعيدة انها ستتعشى معه وانها تمنت هذا منذ قرون؟ .. لا .. بالتأكيد لا .. تقول انها رغبت دائما في رؤية منزله ورؤية أين وكيف يعيش؟ .. سحقا .. لا وألف لا .. ماذا سيظنها وقتها؟ .. الرجال يفسرون دائما فضول النساء على انهه دعوة لممارسة الجنس .. يا للهول .. ماذا لو ظن فيها هذا؟ .. ستكون كارثة .. سيحتقرها .. سيكرهها .. سيندم على معرفتها .. سيتركها ..توقف المصعد .. انفتح الباب .. تقدم هو فتبعته .. دس يده في جيبه ليخرج المفتاح .. مال صندوق البيتزا .. مدت يدها لتسند الصندوق وتعيده لوضع الاتزان .. نظر لها هو مبتسما .. ابتسامة مروان .. ابتسمت شفتاها قبل حتى ان تدرك .. دس المفتاح وفتح الباب ..
دخل الشقة .. ضغط زر الإنارة .. خلع حذاءاه بحركة أوتوماتيكية ودلف للداخل .. حسنا .. انه من هؤلاء الذين لا يحبون تلويث أرضية بيوتهم بطين وجراثيم الشوارع .. لا بأس .. لم يطلب منها خلع حذائها، ولكنها وجدتها فرصة أخيرا لتتخلص من ذلك الحذاء السخيف ذو الكعب العالي .. النساء يعترفن انهن يرتدون الأحذية ذات الكعب العالي لأنها تزيد من جمالهن، ولكنهن يقلن هذا دون تفصيل .. هي تعرف ان الكعوب العالية تجعل الجسد في وضع مقوس نسبيا، المؤخرة تبرز للخلف والثديان يبرزان لأعلى .. هذا الوضع المقوس يزيد جاذبيتهن بالفعل، ولكنهن يدفعن ضريبة باهظة لقاء ذلك .. آلام في مشطي القدم والأصابع .. آلام في الكعبين .. آلام في الوسط .. آلام في الظهر .. آلام في الكتفين .. آلام في الرقبة .. دعك أصلا من زيادة احتمالية السقوط على الارض في كل خطوة ..
لكل هذا لم تمانع هي أبدا في خلع حذائي التعذيب ..وضع صندوق البيتزا على المنضدة الصغيرة .. ضغط زر تشغيل التلفاز .. أمسك ب (ريموت) التلفاز وأعطاه لها .. لم تفهم .. ولكنه ابتسم ابتسامته المروانية وطلب منها ان تختار القناة التي ترغب فيها .. الكثير من الاختيارات في هذه الليلة .. أولا مسجل السيارة والان التلفاز .. لماذا لا يختار هو منذ البداية وينهي هذه المعاناة؟! .. حسنا .. ستختار هذه المرة، ولكن ان طلب منها اختيار اي شيء في أي مرة قادمة ستلكمه في أسنانه الناصعة تلك .. تناولت الريموت، وتركها هو .. اتجه للمطبخ قائلا انه سيحضر طبقا كبيرا وأكوابا ..
أنت تقرأ
المرة الأولى (+١٨)
Romanceدلفت إلى الحفل .. تعلقت الأعين بها وبفستانها .. ما عدا العينان اللتان كانت ترغب فيهما ..