تسير حافية مرتدية ملابس مروان .. في بيت مروان .. لتجلس على طرف الأريكة بجانب مروان .. وتمسك بقدح القهوة التي أعدها مروان ..
ترشف .. القهوة مضبوطة .. كما تحبها تماما .. من أين عرف كيف تشربها؟! .. هل شعر بذلك من نفسه؟! .. هل هما بالفعل على هذه الدرجة من التوافق؟! .. هل عرف قهوتها من نظرة عينيها كما يقول الشعراء؟! ..
ولكن .. بالرغم من ذلك .. كان عليه أن يسألها .. من قبيل المجاملة على الأقل .. هل لأنهم في مجتمع ذكوري، يظن أنه يعرف الأفضل لها؟! .. هل يظن أن رأيها في القهوة غير مهم وأنه يعرف "مصلحتها" أفضل منها؟! ..
وماذا أيضا يظن انه يفهمه عنها أكثر منها؟ .. طريقة كلامها؟ .. شكل ملابسها؟ .. علاقات عملها؟ .. هل سيتحكم في كل هذا؟! .. هل يظن أنه بما أنه الذكر في العلاقة فمن حقه أن يشكلها كما يريد؟! .. لا .. ليست هي من يُفعل بها هذا .. تبا له ..نظرت له وسألته في لهجة دفاعية عن سبب عمله للقهوة بهذه الطريقة .. تعالى صوت شيطانها النسوي ليفحم أي رد يبرر به ما فعله ..
ولكنه نظر لها في تعجب .. قال أنه سألها قبل عملها، وهي من طلبت قهوتها هكذا ..
سحقا .. لقد نست هذا بالفعل .. يا للإحراج .. لابد أنه يظن أنها معتوهة الآن .. تصبب عرق جسدها من تحت الملابس .. ملابس مروان ..عرض أن يصنع لها كوبا آخر بالطريقة التي تريدها .. ولكنها ابتسمت مخفية خجلها .. قالت أن لا حاجة لذلك، فالقهوة رائعة .. هز كتفيه وابتسم هو أيضا .. حول عينيه لينظر ناحية التلفاز ..
تنهدت هي في ارتياح .. لو كان أطال النظر لها بعينيه أكثر من ذلك لكانت قالت له أنه هو الرائع وليس قهوته فقط .. حمدا لله انها لم تقل ذلك .. ربما كانت ستقفز من الشرفة بعدها من الخجل ..على التلفاز فيلما أجنبيا من أفلام الموتى الاحياء (الزومبي) .. العالم كما نعرفه قد انتهى .. ساد الوباء المريع .. لم يبق سوى مجموعة صغيرة من البشر تقاتل كل يوم لتنجو بحياتها .. تقاتل لتعيش يوما آخر ..
سألها عقلها عما سيحدث لو تحول الفيلم لحقيقة .. ماذا سيحدث لو تحول العالم بالخارج لمجموعة من الزومبي، وبقيت هي ومروان فقط ؟ .. هل كانت سترضى بحياة كتلك؟ .. لو أتيحت لها الفرصة للاختيار .. حياتها الحالية .. نجاحها العملي .. معارفها .. أموالها ... كل هذا في مقابل أن تكون وحيدة مع مروان وسط الوباء .. هل ستقاتل معه كل يوم لتحيا؟
لم تجب على عقلها .. لم ترد أن تجب .. لم ترغب في الاختيار ..
ولكن جسدها تصرف من تلقاء نفسه ..
دون استشارتها .. وجدت رأسها تميل لتستقر على كتفه .. كتف مروان ..ماذا حدث؟! .. وكيف يفعل جسدها هذا؟! .. وماذا سيقول عليها مروان؟!
ولكن مروان لم يقل شيئا .. فقط أرسل ذراعه ليلتف حول ظهرها .. كفه يستقر على بطنها .. أصابعه تضم أصابع كفها في لطف ..
قبل أن تفكر، كان جسدها قد تصرف ثانية .. أمسكت أصابعها بأصابعه، وضمت ذراعه أكثر على بطنها ....
أنت تقرأ
المرة الأولى (+١٨)
Romanceدلفت إلى الحفل .. تعلقت الأعين بها وبفستانها .. ما عدا العينان اللتان كانت ترغب فيهما ..