حلم من زجاج

20 2 0
                                    

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء السادس
حلم من زجاج

لما سمع احمد بخبر زواج ملاك لم يكن مصدقاً ما سمع .
ظن ان هذا كابوس وسيصحو منه قريباً وكان يأمل ان ما سمعه للتو مجرد وهم .

ارتعشت يداه وما زال ممسكاً بسماعة الهاتف .
احس ان قدماه لا تعينانه على الوقوف .

التفت شملاً ويميناً يبحث عن مقعد او دكة يجلس عليها من هول المصيبة .
ولكنه لم يجد .

اتكأ بذراعه الايسر على الجدار الذي كان بجانبه وهو ضائع وتكاد انفاسه تهرب منه ولا تطيقه .

شقيقه :- قلقاً ..
الو .. الو .. احمد تسمعني .. الو

راح احمد في عالم ثاني بما يشبه الغيبوبة .

احمد : بصوت متكسر
ماذا تقول ؟

شقيقه :
بعد ان عاد زياد من الاردن سمعت بشأن خطوبته لملاك والزواج منها .

ولا اعرف تفاصيل اكثر من ذلك .

ولكني حاولت الاتصال بك في وقت الخطوبة لابلغك ولكن لا توجد وسيلة للاتصال .

ارجع التلفون لصاحبه بدون ان يودع اخاه .

اغرورقت عيناه بالدموع واستدار ليخرج لا يعرف اين المسير ..

صاحب التلفون .. مستغرباً ..
اجور المكالمة يا اخ ..

سار صاحب التلفون مسرعاً وراءه وربت على كتفه .

صاحب التلفون :-
انت لم تدفع لي ثمن المكالمة .

اخرج احمد ما في جيبه يائساً ومدَّ يده بما فيها من مال وقدمها له .

اخذ الرجل من المال ما يسدد ثمن المكالمة وأعاد الباقي .

عاد الرجل مذهولاً وقد اعذره واحس بأن خبراً صادماً قد تلقاه اثناء المكالمة .

عاد احمد الى المزرعة وقد وصلها مساءاً وهو لا يعرف كيف وصل .

هائماً تائهاً شارد الفكر كأن سكرةً قد اصابته .

شعر احمد بالألم والحسرة واقتنع ان الامر قد انتهى وإن ملاك قد تزوجت من صديق عمره وانها الان نائمة في احضانه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شعر احمد بالألم والحسرة واقتنع ان الامر قد انتهى وإن ملاك قد تزوجت من صديق عمره وانها الان نائمة في احضانه .

اصابه الانهيار والارباك وعاش في صدمة قاتلة اثرت على نفسيته وعلى حالته الصحية .

فاصبح منعزل يكثر من النحيب والبكاء اثناء فترات عزلته بعد انتهاء العمل .

لم يجد في تلك المحنه قلباً عطوفاً صادقاً ليشكي له همه سوى صاحب المزرعة الرجل الطيب الذي تعاطف معه ومنحه كل اهتمام .

فكان هو وعائلته خير معين له لعبور المحنة .

بعد مرور الايام ..
وقد استعاد توازنه .
اتخذ قراراً حاسماً بان يشغل نفسه ووقته بالعمل المضني حتى لا يترك نفسه وصحته فريسة للهموم والاحزان .

وانقطع نهائياً عن الاتصال مرة ثانية او تقصي اخبار ملاك او حتى الاتصال بشقيقه حتى لا يهيج المواجع ولكي يتمكن من النسيان .

استمر بمزاولة عمله في النهار وقراءة الكتب في الليل وصار منطوياً على نفسه .

عصفور المطعم التركيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن