آمال في مهب الريح

9 2 0
                                    

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء الواحد والعشرين
آمال في مهب الريح

كان احمد طول فترة العلاج صامت لا يقدر على الكلام .

كان يلاحق حبيبته ملاك بنظراته اينما تتحرك .

اعصار ملاك المفاجيء الذي لف قلبه ورفعه من الارض الى عنان السماء
جعله ينتصر على كل الالام والجراح .

وراح يحلم كما تحلم هيه بان ترجع جذوة الحب الجميلة تلتهب من جديد .

احمد يريد ان يبوح بما في قلبه ففيه الكثير من الكلام .

كان يريد ان يعرف لماذا تخلت عنه .

لماذا ملاك البريئة غاصت بوحل السياسة .

كان يريد ان يشرح لها اسباب السفر  .

كان يريد ان يبوح لها بما في قلبه من مشاعر واحاسيس وانها سبب كل ما حدث وما يحدث له وكانت هي السبب في وصوله لهذا المصير .

كانت الدموع التي تنهمل من عينيه وسيلة للتعبير عن الألم والفرحة ..
اليأس والامل ..
وكل تلك المشاعر المتناقضة .

ملاك تحس أن هناك شكوى ونجوى في عينيه .

فكانت تواسيه وتقبل جبينه ويديه بين الحين والآخر .
وتسمعه حديثا مفعما بالحب ومملوءاً بالامل كلما احست ان هناك عتباً في عينيه .

خلال هذه الفترة ..
بدأت تتوافد عليه الكثير من اصدقاء الثورة من كل المحافظات .

من الثائرين الذين كانوا يعتبرون احمد رمزاً لثورتهم .

كانوا يتهامسون مذهولين عندما يشاهدون ملاك في نفس الغرفة .

كانوا رفاق الثورة يتسائلون باستغراب ..
اليست هذه ملاك عضوة البرلمان التي كان صوتها يصدح بالمديح لزعامات الاحزاب الفاسدة في المؤتمرات الصحفية والمقابلات التلفزيونية .

ملاك تقرأ هذا الاستغراب والغضب في عيون شباب الثورة .
فكانت تسحب نفسها خارجة من الغرفة لتنتظر في الممرات حتى خروجهم لتعود .

كان أحمد يشاهد كل ما يجري امام عينيه ويسمع الاحاديث التي تدور بين الشباب والجدل عن حال الثورة والنظام الجديد .

كان يشعر في عيونهم الم وانكسار من نوع جديد .

عرف من حديثهم .

إن ادارة الدولة بعد الثورة اوكلت الى اشخاص ركبوا موجة الثورة تم تعيينهم بايادي خفيه .

وقد استبعدوا كل الثوار الحقيقين .

وكأن مأساة الوطن ستعاد ولكن بأسلوب جديد .

كان احمد محبط من هذه الاخبار الحزينة .

ولكن ما باليد حيلة .

شعر ان قدر العراق ان يبقى اسيراً .

مرت الايام وحالة احمد تتحسن يوم بعد يوم .

بدأ يتكلم وملاك لا تفارقه تطعمه وتخدمه وتباريه ويسمع منها احلى الكلام .

وفي احدى الصباحات ..

اقتحم غرفة احمد رجال من الشرطة ومعهم رجال مدنيين .
توجهوا الى ملاك بالحديث ..

رجل الامن :-
انت ملاك عضو البرلمان السابق .

ملاك :- بكل هدوء ممزوج بقليل من الرهبة ..
نعم انا ملاك

رجل الامن :-
تفضلي معنا ..هذا امر بالقاء القبض عليك صادر من المحكمة الجنائية العليا ..

ملاك :-
حاضر  .. انا تحت امركم .

اداروا وجهها للحائط وشبكوا ايديها للخلف ثم وضعوا القيود فيها واداروها .

قبل ان يسحبوها للخارج نظرت في عيون احمد نظرة الوداع .

كان مرسوم على وجهها القمري ابتسامة حزينة .

ادمعت عينيها بصمت وكأنها احست انه الوداع الاخير .

شعرت بمرارة كبيرة كون هذا الحلم الجميل مقدراً له ان يوئد ولا يرى النور من جديد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شعرت بمرارة كبيرة كون هذا الحلم الجميل مقدراً له ان يوئد ولا يرى النور من جديد .

وشعرت بالحسرة لان هذا الامل الذي بدأت تشعر به قد انهار .

كل هذا يجري واحمد ينظر بذهول وصدمة مما يجري .

حاول ان يتدخل ولكن صحته لم تسعفه .

عصفور المطعم التركيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن