الصدمة

41 3 0
                                    

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء الرابع
الصدمة

بعد طول الطريق والعناء وصلوا الى مدينة عمان وكان في استقبالهم بعض ابناء المدينة الذين سبقوهم بالقدوم الى هذه المدينة لاجل العمل .
حمل اصدقائهم حقائبهم وذهبوا بهم للسكن معهم كضيوف لحين الحصول على فرصة للعمل وبعدها يمكنهم الانتقال الى سكن خاص بهم .
بعد مرور عدة ايام وتوسط بعض الاصدقاء تمكنوا من الحصول على فرصة عمل كلاً على انفراد .
كان احمد قد حصل على عمل في مزرعة خارج مدينة عمان عند عائلة اردنية غنية ومحترمة .
اما زياد فقد حصل على فرصة عمل في احد المصانع داخل مدينة عمان .

افترق الصديقان وكانت الحسرة واللوعة حاضرة في عيون احمد بسبب الابتعاد عن صديق عمره الذي كان يهون عليه الغربة وألم الفراق لحبيبته ملاك .
فكان الالم مضاعف في وجدان أحمد والاحساس بالغربة اكبر .

ولكن أيمانه الكبير بأن هذه هي مشيئة الله وقدره كانت تهون عليه .

بدأ احمد بالعمل في المزرعة وقد انقطعت اخبار صديقه زياد واهل مدينته بسبب بعد المسافات وزخم العمل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بدأ احمد بالعمل في المزرعة وقد انقطعت اخبار صديقه زياد واهل مدينته بسبب بعد المسافات وزخم العمل .

كانت العائلة الاردنية التي يعمل عندها تعامله بالحسنى والاهتمام وهذا ما كان يخفف عنه الم الفراق .
أولاه رجل هذه العائلة العريقة النسب والغنية وشيخها الكبير الذي كان يلقب بالباشا كونه كان ضابطاً كبير بالجيش الملكي الاردني كل الرعاية والحنان لانه وجد فيه مثال الشاب المؤدب وصاحب الخلق العالي .

كان أحمد حريصاً على ان لا يلهيه عن عمله شيء .
رداً للجميل وعرفاناً منه لتلك المعاملة الطيبة .
بدأ أحمد يجمع كل ما يحصل عليه  من اجرته وكان يحسب مدخولاته في كل ليلة قبل ان ينام ثم يضعه في خرقة مشدودة تحت وسادته فكانت فرحته لا توصف حينما يرى المال مع الايام ينمو ويزداد .
وبنفس الوقت عاهد نفسه ان لا يصرف أو يبذر منها شيئاً .
على امل ان يعود بسرعة الى ملاك حبيبته التي لا تفارق خياله ابداً .

استمر الحال على هذا الوضع لمدة ثلاثة اشهر الى يوم 19 من شهر اذار 2003 .

وفي يوم مشؤوم حدث ما لم يكن بالحسبان .
أقبل الباشا صاحب المزرعة على أحمد في ذلك اليوم وقد كان مكسوراً مهموماً وقد ارتسمت في عينيه الثاقبتين علامات الالم والحزن الكبير .
احس احمد ان هناك فاجعة ألَّمت بالرجل .
افلت أحمد المعول من يده ..
وهرع للشيخ الطيب
احمد - ما بك يا سيدي ..

عصفور المطعم التركيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن