امل في اللحظات الاخيرة

16 1 0
                                    

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء السابع عشر
امل في اللحظات الاخيرة

اصيب احمد باطلاقات نارية .
احس في باديء الامر بوخزةٍ خفيفة في صدره .

عرف انه قد اصيب برصاصة ولكنه استمر بالتقدم نحو بناية مجلس النواب وسط الحرائق والدخان المتصاعد مع جموع الشباب الثائرين .

لم يكن احمد يريد ان يظهر لرفاقه انه قد اصيب او تظهر عليه علامات الضعف والوهن خوفاً من ان تتراجع همتهم او ان ينشغلوا بعلاجه او حمله .

ازدادت حدة المواجهات واستخدمت كل انواع الاسلحة والقنابل الدخانية ضد المتظاهرين .

ازدادت حدة المواجهات واستخدمت كل انواع الاسلحة والقنابل الدخانية ضد المتظاهرين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعدها بقليل اصيب اصابة ثانية برصاصة في فخذه الايمن .
تيقن ان جراحه مميتة وليست بالبسيطة .

انزوى رويداً رويداً وتخلف عن مسايرة الثوار .

بدأت جراحه تنزف وأحس بشيء من التعب والاعياء .

نمت في قلبه رغبة في ان يموت بسلام في مكان هاديء .
وبعيد عن المواجهات واصوات الرصاص ليرتاح في لحظاته الاخيرة .

كان احمد في تلك اللحظات غير مكترث بما ستؤول اليه الامور لانه كان ينتظر ان يتخلص من عذاباته منذ سنين .

اتكأ على الحائط الذي بقربه وهو يتأوه من شدة الالم وبدأت الدماء تغطي ملابسه .
تحامل على نفسه واستقام بوقفته .

نظر الى ما حوله عله يجد ظالته في أن يموت بسلام في مكان آخر .

رأى على الطرف المقابل حديقة غناء .
كانت تحيطها الاشجار العاليه من كل جانب وفرشت ارضها بالحشائش والورود .

أحس ان تلك البقعة التي تبعد عنه عشرين متراً هو المكان المناسب ليستلقي على ارضها ويختم حياته بها.

كان يفصله عن تلك الحديقة طريق من ممرين ذهاب واياب لمرور السيارات الى بناية مجلس النواب تتوسطهم جزرة وسطيه مزروعة باشجار الظل .

تحامل على نفسه واخذ يتعكز على رجله اليسرى السليمة وبدت رجله اليمني المصابة تخط وراءه واضعاً يده على صدره لمنع النزيف .

قطع الممر الاول الفارغ من السيارات وهو يأن من الالم .

وقف في الجزرة الوسطية متكئاً على جذع احدى الشجيرات ليلتقط انفاسه وينتظر ان يخلو الشارع من مرور السيارات الهاربة من مجلس النواب .

كانت السيارات مستمرة بالمرور على الطريق بسبب الاشتباكات الحادة .

بدأ احمد يحس بالاعياء وانه قد يسقط في اي لحظه ويغيب عن الوعي فقرر ان يجازف ويقطع الممر الاخير للوصول الى ما يريد  .

نزل من الجزرة الوسطية وعبر الربع الاول من الشارع متخبطاً بخطواته .

فجأة صار امام موكب من ثلاث سيارات مسرعة امريكية الصنع نوع شوفرليت سوداء اللون مظلله .
كادت ان تدهسه في محاولتها للهروب .

تمكن بآخر لحظة من ان يسحب نفسه ويتراجع قليلاً للوراء لكي يتفادى الدهس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تمكن بآخر لحظة من ان يسحب نفسه ويتراجع قليلاً للوراء لكي يتفادى الدهس .

ولكن السيارات بعد ان تجاوزته توقفت فجأة على جانب الطريق ولم تكمل المسير  .

ملئت اصوات مكابح العجلات المكان .

نزل منها شباب مسلحون يهرولون نحوه .

حملوه بسرعة على الاكتاف وسط استسلامه الكامل وعدم مقدرته على المقاومة او الافلات .

فتحوا الباب خلف السائق لاحدى السيارات وطرحوه على المقعد ثم اغلقوا الباب خلفهم وانطلقوا مسرعين .

بين الاغماءة والصحوة تناهى الى مسامعه صوتاً سمعه بوجدانه قبل ان تسمعه اذانه

انه صوت حبيبته ملاك الذي لا يمكن ان ينساه !!!

اختلطت عليه الامور هل هذه تهيئات ما بعد الموت ام ان ما يسمعه حقيقة .

عصفور المطعم التركيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن