عصفور المطعم التركي

دم وحب

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء التاسع عشر
دم وحب

بدأ موكب السيارات يبحث عن اي منفذ للخروج من بغداد والوصول الى مناطق لم تصل اليها شرارة الثورة .

الوقت يمر بسرعة .
ولكنه ليس بصالح ملاك .
كلما تأخرت في بغداد كلما زادت احتمالات تعرضها للخطر او قد يموت احمد .

بعد معاناة كبيرة وسلوك طرق فرعية استطاع موكب السيارات ان يصل الى المخارج المحيطة ببغداد .

لكن الخطر ما زال قائماً والثورة وصلت بسرعة الى مناطق بعيدة عن مركز العاصمة .

احمد وصل الى مراحل خطيرة وقد نزف كثير من الدماء .

ملاك تنوح وتبكي على حبيبها المطروح بين احضانها .

كل هذه الظروف القاهرة التي مروا بها جعلت قراراتها مشوشة وغير مدروسة .

رئيس المرافقين لا يعرف كيف الخلاص من هذه الورطة .

اخيراً وصل الموكب الى اطراف بغداد .

تبقى للموكب شارع فرعي واحد ومن بعده يمكنه ان يسلك الطريق السريع الدولي الذي فيه خلاصهم .

دخلوا فيه مسرعين .
واذا بهم يتفاجئون بوجود مفرزة لشباب الثورة في نهايته تقطع عليهم الطريق .

كانوا شباب المفرزة يحملون بايديهم اسلحه خفيفة وعصي واعلام عراقية .

توقف الموكب فجأة على بعد مئة متر من المفرزة .

ملاك :- بحالة هلع ..
لماذا توقفتم .

رئيس المرافقين :-
هنالك مفرزة يومئون لنا بالتقدم والنزول وبيدهم عصي ومسدسات .

ملاك :-
والحل ..

رئيس المرافقين :-
اعتقد سنعود ادراجنا لنبحث عن طريق اخر .

ملاك :- بحالة هستيريا
احمد سيموت ..

رئيس المرافقين :-
ما باليد حيلة يا سيدتي .

ملاك بعد لحظات من التفكير وهي تنظر الى شباب المفرزة من خلال الزجاج الامامي وهم يتقدمون نحو السيارات .

ملاك :-
اقتحموا المفرزة بسرعة ولننتهي من هذا الموضوع .. الطريق الدولي امامنا واذا رجعنا لا نعرف ماذا سيحصل .

رئيس المرافقين :- متردداً وخائفاً .
ولكن يا سيدتي قد تحصل اصابات من الطرفين اذا ما اقتحمنا الحاجز .

ملاك :- بقرار صارم .
قلت لك نادي على باقي السيارات واقتحموا المفرزة .

رئيس المرافقين :-
نداء الى كافة السيارات السيدة ملاك تأمركم ان تقتحموا بسرعة المفرزة .

استعدت السيارات للاقلاع والمحركات تزأر مثل زئير الاسود .

انطلقت كلمح البصر .

ما هي الا لحظات حتى سمعت اصوات ارتطام السيارات باجساد الشباب وسماع دوي اطلاقات خفيفة على السيارات .

صعدت السيارات الطريق الدولي المفتوح مخلفةً ورائها سحابة من الغبار كثيف .

بدأت عجلات السيارات تطوي الطريق طوياً .

تأكد رئيس المرافقين عبر جهاز الاتصال بعدم اصابة اي فرد من رجال الحمايات في السيارات الاخرى .

قطعت السيارات مسافة طويلة .
حالة احمد الصحية في انهيار وقد فقد الوعي تماماً .

اشارت ملاك على رئيس المرافقين بالدخول الى اي مدينة او قرية جانبية للعثور على مستشفى لاخذ العلاجات الضرورية لاحمد .

وبعد سؤال المارة والمستطرقين تمكنوا من الوصول الى مستوصف صغير في قرية جانبية .

دخلوا الى المستوصف يحملون احمد بين ايديهم .

وضعوه على سرير الكشف وحضر الطبيب الذي اجرى له بعض العلاجات البسيطة .

الطبيب :-
حالته خطيرة ويحتاج الى ادوية لا تتوفر لدينا .

ملاك :-
والحل

الطبيب :-
لقد ضمدت جراحه واجريت له ما استطيع من علاجات .. عليكم ان تسرعوا به الى مستشفى متخصص .

حملوه المرافقين الى السيارة واكملوا طريقهم منطلقين بسرعة فائقة ...