العودة

26 2 0
                                    

قصة
عصفور المطعم التركي

الجزء التاسع
العودة

ذهب احمد الى محطة السيارات المغادرة للعراق .

حاله حال المحارب المهزوم الذي اثقلته خطواته العليله .
وفي قبضته الثمله سيفاً مثلوم يحكي قصة الانكسار والاذلال والخنوع . 

صعد الباص متوجهاً الى ارض تكاد ان تكون غريبة بعدما دنسها المحتل  .

اصر أحمد ان يجلس بجانب زجاج النافذة لكي يدرك حجم التغيير الذي طرأ على مدن وبلدات وطنه المسلوب .

كان صامتاً متجهماً طول الطريق .

بعد عبور بوابة الحدود الاردنية ودخول الباص الى بوابة العراق الذي وصفه المحتل بالعراق الجديد .

بعد عبور بوابة الحدود الاردنية ودخول الباص الى بوابة العراق الذي وصفه المحتل بالعراق الجديد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

احس ولمس حجم التغيير الكبير في اسلوب الحياة .
انتبه الى حالة الفوضى والخراب التي عمت البلاد والعباد .
الناس اصبحت اكثر بذائة وانحلال .

فلا انضباط ولا اعتبارات للاخلاق والاعراف .

فقد تغير كل شيء نحو الاسوأ .

شعر بهاجس مليء بالوجل والتقزز وكأنه يتجول في حضيرة قذرة ملئت بالمومسات البذيئات يعرضن اجسادهن مقابل الاجور .

اشمئزت نفسه من مشاهد كثيرة وادرك ان هذه الديمقراطيه التي جاءت بها امريكا مولود مشوه فردد في سره "تباً للوالد والمولود ".

اشمئزت نفسه من مشاهد كثيرة وادرك ان هذه الديمقراطيه التي جاءت بها امريكا مولود مشوه فردد في سره "تباً للوالد والمولود "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وصل الى بغداد ونزل من الباص وصُّدِمَ اكثر بما رأى ولمس في شوارع بغداد .

وبدأ يحس في قرارة نفسه انه ربما يكون قد اخطأ بقرار العودة والرجوع .

انتقل الى سيارة اجرة اخرى اقلته من بغداد الى مدينته في جنوب العراق التي تبعد 250 كيلو متراً.

اقبل على معالم مدينته التي فارقها يائساً مهزوماً قبل ستة عشر عاماً .

وصل الى داره القديم .
نزل من سيارة الاجرة منهكاً متعباً حاملاً حقيبته التي اثقلتها الكتب .
وقف امام داره الذي بدت عليه وبحلته الجديدة ملامح الترميم .

استعد لمشاعر اللقاء مع شقيقه الاصغر.
وقبل أن يطرق الباب .

نظر الى اطراف الشارع الذي افترش على ترابه وجدرانه وعلى وجوه العجائز والشياب الذكريات العتيقة التي تركت اثراً في القلب بحلوها ومرها ابداً لا يمحى .

قرع الباب فخرج له شقيقة الاصغر الوحيد .

شقيقه : متفاجئاً قد اخرسته المفاجأة لاول وهله ..
مَّنْ !!؟ احمد لا اصدق عيناي .

فأخذ شقيقه الاكبر بالاحضان وراح يبكي على كتفه وينتحب .

شقيقه : وهو يمسح دموعه ..
تفضل يا اخي ادخل الدار .

نادى على زوجته التي اقترن بها وانجب منها طفلين اثناء فترة غياب احمد الطويلة .

التقى بها احمد وتبادل معها التحية .
رحبت به الزوجة احسن ترحيب .

ثم انتبه الى ابناء شقيقه الصغار الواقفين وراء امهم
انحنى وافرد لهما يديه فقبلهما واحتضنهما .
فكان فتى بعمر ثمان سنين وبنت بعمر الستة .

جلسا الشقيقين في غرفة جانبيه وبدأ بينهما حديث ذو شجون استمر للصباح .

عصفور المطعم التركيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن