الفصل الثالث

4.5K 132 10
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

*********************
صخر القاسي المعروف بين أقرانه والمجتمع المُخملي بهذا اللقب وقف عاجزاً بعد كلمات الطبيب تلك،تُرى من أين سيجد متبرع لكي ينقذ حياة فتاته الصغيرة،تلك السمراء التي قلبت كيانه خلال ساعات من إنسان متجبر قاسي الملامح إلى إنسان رقيق القلب زلزلت كيان الدم في جسده،جعلته يفكر بأن حياة انسان تحبه افضل مئة مرة من كل نفوذ العالم،قبل ساعات قليلة كان همه الوحيد أن يأخذ حقه الشرعي منها بشكل ممل لكي يجلب وريث صغير للعائلة ويكبر اسم عائلة ( الهباش ) أكثر وأكثر،كان كل همه في هذه الحياة أن يصبح أب في القريب العاجل لكي تستمر نفوذ هذه العائلة لأبعد مدى
ولكن في غضون وقت قليل أصبح كل همه أن تخرج حنان من الغرفة لكي يعتذر منها عما فعله بها في أجمل ليلة تتمناها كل فتاة.
للأن يتذكر كيف تغيرت ملامحها عندما علمت بأنه لا يحبها، ظنته عاشقاً لها حد النخاع كما ضحكت عليها والدتها طيلة فترة الخطوبة، لقد كسر فرحتها تلك في ثوان،جعلها تستسلم بشكل مميت له،حاول أن ينهي مبتغاه ولكن شيء بداخله جعله يتوقف ويسعفها بسرعة.
ربما الضمير الذي بداخله استيقظ أخيراً.

راقبها طيلة فترة طويلة قبل أن يتقدم لخطبتها وعلم كل حركة صغيرة وكبيرة عنها، لقد تسللت رائحة الحب إلى قلبه ناحيتها منذ فترة ولكنه يرغم نفسه في كل مرة يعترف بها لذاته بأن يتراجع عن الحب، وأن حياته فقط للعمل والأولاد، هكذا غرس والده السيد محمود الهباش البذور في عقله منذ الصغر!

بمجرد ما نطقت السيد دلال بهذا الكلام على مسمع الجميع حتى اقترب منها صخر ببرود قاتل على عكس النار المشتعله بداخله يهتف لها بإبتسامة سخرية :
_ لا انتي ولا إلي اكبر منك يقدر يخليني أطلق مراتي!

قال كلماته تلك وهو يوجه أنظاره أيضاً على السيد عبود يقصده بكلامه دون شك!

اقترب والده منه بعد أن ألتزم الصمت منذ أن وصل أعتاب المشفى ليضع يديه في جيوبه يهتف له بهدوء :
_ البنت دي مبقاش ليها أي لأزمة بعيلتنا يا صخر، إلي هتعمله أنك ترجعها لأهلها،دي لا تقدر تحمل ولا تجيب وريث للعيله.

قال كلماته تلك وهو يغادر مبتعداً عن ولده عدة خطوة
وفي تمام الخطوة الخامسة توقف مكانه بصدمه عندما استمع لصخر الذي أجابه بصوت زلزل أركان المشفى بأكمله قائلاً :
_ مش هعيد كلامي يا بابا،حنان مراتي ومش هستغني عنها سوا رضيتو أو لا !

دار محمود بجذعه يطالع ابنه بنظرات ناريه ولكن مع اقتراب زوجته منه التي همست بأذانه قائله :
_ الكلام ده مش وقته يا محمود،خلينا نشوف حنان هيحصلها ايه وبعدين نتناقش بالموضوع بالبيت،متنساش أن الصحافة ممكن يكون وصلها خبر ف بلاش يقولو على رجل الأعمال المعروف محمود الهباش أنه استغنى عن مرات ابنه وهي بالمستشفى!

أذابت قلب الصخر عشقاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن