الفصل التاسع عشر

2K 65 0
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️

************
تُحدق بضياع في سقف الغرفة،ترمش بعينيها عدة مرات بقوة وأحياناً ببطء،تقلبات كثيرة كانت تشعر بها في كافة حواسها،ضياع كبير يسيطر عليها وهي ترى الممرضات تقوم بتجهيزها على أكمل وجه.
تحرك يديها كما يُطلب منها مُسلمه للأتي بقلب مُتعب للغاية.

أخذت تبحث عنه بالغرفة ولكنه غير موجود،تنهدت بحزن فيبدو بأنه مُنع من الدخول بأوامر من الكادر الطبي.

لقد باتت ليلتها هُنا بالمشفى برفقة زوجها الذي أصر بأن يكون معها حتى أخر لحظة لها قبل العملية.

كلاهُما لم تغفو عينيه مطلقاً ليلة أمس.
اخذها بأحضانها بقوة وكأنه يريد أن يَشبع منها قبل الصباح،لم يترك يدها مطلقاً، بقيَ يتنفس من أنفاسها وقلبه يؤلمه لأنها ستفارقه في الصباح الباكر لساعات طويلة وحيدة في غرفة باردة.

كم تمنى أن َيطول الليل، في كل دقيقة كان يطالع الساعة كثيراً،تمنى بأن يتوقف الزمن ولا يأتي الصباح ولكن لا أحد يستطيع إيقاف الزمن.

وكأن عقارب الساعة كانت تتحداه بالسرعة،ودّ لو يدخلها إلى ضلوعه يخفيها عن عيون الناس،كم تمنى بأن يُلصقها في جسده لا يسمح لأحد بأخذها منه.

ولكن أشرقت الشمس في صبيحة اليوم التالي استعداداً ليوم طويل.

تنهدت بحزن وهي ترى الممرضات أنهينَ تجهيزها.

طرقات خفيفة على باب الغرفة جعلت أملها يتجدد بأنه جاء وستتمكن من رؤيته قبل الذهاب إلى غرفة العمليات التي لا تتمنى رؤيتها ولكن ليس باليد حيله.

وكيف له أن يخيب ظن حبيبته!

دلف ناحيتها بإبتسامة عريضة لتعتدل في جلستها تشعر بأن قلبها يكاد يقفز ناحيته لضّمه بقوة.

جلس بجانبها على السرير يمسك يدها يُقبلها بنعومة وهي تطالعه بحب كبير، هتف لها بحنيه :
_ مستعدة يا حبيبتي!

اومأت برأسها بإيجاب لتهتف له وهي تمد يدها ناحيته :
_ احضني اوووي يا صخر عايزة أشبع منك قبل ما ...

قاطعها بحنيه وهو يضع يده على شفتيها يهتف لها :
_ قبل ما تدخلي العملية وترجعي تاني ليا صح!

نزلت دموعها على وجنتيها بقوة،لا تريد مفارقته،تتمنى لو بإمكانها الهروب من هنا بأسرع وقت.

هتفت له ببكاء :
_ عايزة ارجع بلدنا يا صخر خلاص مش عايزة اعمل العملية دي.

أجابها :
_ يبقى انتي مش بتحبيني وكنتي بتضحكي عليا.

هزت رأسها بنفي تبكي أكثر تهتف له وهي تحتضنه أكثر :
_ انا مبحبيتش حد أدك يا قلبي، ده انت حياتي ومن غيرك مش هعرف اعيش.

أذابت قلب الصخر عشقاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن