أذابت قلب الصخر عشقاً

الفصل الثامن عشر

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️

*****************

غابت شمس هذا اليوم تحمل معها أُمنيات كثيرة وقلوب تتضرع لخالقها بتحقيق ما يعجز الإنسان عن تحقيقه.

حل الليل بسواده ونجومه يتوسط كل ذلك قمر مُنير يعطي للمشاهد في إبداع الخالق أملً لا حدوده له.

كلً على وسادته يفكر بالغد وما يحمله من أمور مجهولة!

صبيحة اليوم التالي حلت بسرعة بعد ليلة كبيرة من التفكير خاضها كل بطل من أبطال حكايتنا.

ُحُزمت الأمتعة وتجهزت حنان وزوجها للمغادرة إلى بلاد الهند استعداداً لإجراء عملية زراعة القلب التي وصفها الطبيب عندما حدّث صخر بالأمس بأنها ستكون صعبة بعض الشيء،تحتاج إلى قوة نفسية وجسدية من المريضة فوق الحدود.

لم ينم صخر ليلة أمس جيداً،بقي يقظ يطالعها وهي تغفو في أحضانه تتعلق برقبتهِ وكأنها طفل صغير لا يفارق والدته،نزلت دموعه بقوة على وجنته تأكد بأنها لم تصلها حتى لا تستيقظ وهو يتخيلها بداخل العمليات وحيدة!

فكر وفكر حتى تعب قلبه من شدة الأفكار لينهض بهدوء كي لا تستيقظ يتجه ليصلي ركعات طويلة لقضاء حاجة من المولى.

بقي ساعات يصلي ويبكي وأحياناً يقرأ في الذكر الحكيم حتى أرتاح قلبه واطمئن فؤاده لينهض يتجه ناحية السرير مرة أخرى يدّس نفسه بجانبها ليأخذها بين أحضانه وينام الساعات القليلة المتبقية من الليل.

شعر بيدها تلامس ظهره برقه ليدير رأسه يجدها تقف خلفه تبتسم له،امسك يدها وهو يراها تجهزت على أكمل وجه ليهتف وهو يقبل يدها :
_ جاهزة!؟

لاحظت الرجفه القوية بكلمته تلك لتبتسم له تهز رأسها بالإيجاب.

أمسك يدها بعدما تأكد من أن كل أمتعتهم قد اُخذت للأسفل.

هبط وهي بجانبه ليرى العائلة بأكملها تقف تنتظرهم لوداعهم على أمل اللقاء القريب بإذن المولى.

وجدت والدها يقترب منها يهتف بدموع :
_ ارجعي قوية علشاني يا بنتي،ده انا لسه ملحقتش أفرح بيكي.

احتضنته ومن ثم اتجهت ناحية والدتها التي احتضنتها بقوة تهتف :
_ هترجعي سالمة غانمة يا حبيبة ماما أن شاء الله .

قبلتها ومن ثم اتجهت ناحية والدة زوجها التي أمسكت يدها تهتف لها بحنان كبير :
_ من وقت ما دخلتي بيتنا والسعادة بقت متفارقناش يا حنان،ارجعي علشان تملينا البيت ده أولاد.

منحتها حنان نظرة سعيدة ومن ثم اتجهت ناحية ريتاج التي تقف بجانب خطيبها هشام تبكي بقوة لتحتضنها بقوة تهتف لها :
_ هترجعي يا حنون علشان تحضري فرحنا مش كده!