البارت الخامس

13.6K 603 72
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الخامس من الجزء الثاني
# سيال_العشق
ـــــــــــــــ
السيل الخامس
أشرقت بسمائي شمس
فأنقشع ظلام الأمس
وهجها أضاء دربي
دفئها تسلل بين حنايا قلبي
فذاب جليد أوصالي وثار لها نبضي
وعشقتها وانتهى أمري.....
ــــــــــــــــ

استقل تيام مقعد السائق بالسيارة يجاوره آسر بعدما أجلس نيرة بالخلف، وأنطلق بها على الطريق الترابي بالبلدة والذي يقوده الى الطريق الرئيسي لمغادرتها... كان يتحرك بسيارته بسرعه نسبيه ولم ينتبه لبؤرة من الماء الممتزج بالطين الذي مرت به سيارته، فتناثر الماء على ثياب ريحان التي مرت بجوارها ايضًا ولطخ ثيابها والتي كانت بالفعل تعاني اليوم من نوبة عصبية زائده بسبب هذا التاجر الذي يستغل كونها انثى ويماطل في اعطاءها ثمن المحصول الذي أخذه، فصاحت صارخه بتذمر ونزق تنعت السائق ببعض السُباب التي استفزت تيام الذي كان بالفعل قد توقف على جانب الطريق، وترجل من سيارته وعيناه ينبعث منها شرارت الحنق والضيق من لسانها اللاذع..
ما أن ابصرته ريحان حتى هتفت به بتوبيخ قائلة:-
-انت غبي... شفت عملت فيا إيه!.. شوف حالتي بسببك اروح اقابل التاجر ازاي دلوقتِ..
اشعلت فتيل غضبه بسُبابها ، فصاح بها قائلًا وهو يجذ على نواجذه:-
-مين اللي غبي!، انتِ قصدك أنا الغبي ولا انتِ اللي ماشيه في نص الطريق ومش منتبه وجايبه الحق عليا، لأ ولسانك طويل كمان وعايز قصه...
لكنته الغربية كانت ظاهره في الحديث، مما جعلها تكبت ضحكه ساخرة على طريقة نطقه للحروف، لكنها هتفت به بنزق قائلة:-
-أنا اللي ماشيه في نص الطريق ولا أنت اللي مش بتعرف تسوق يا خواجة..
استفزته بكلمته تلك وكاد أن يلقي عليها سبابهُ لولا ترجل آسر من السيارة قائلًا:-
-احنا متأسفين يا آنسه... معاكِ حق هو كان مسرع شويه بس دا لأن زوجتي حامل وتعبانة شوية وكنا رايحين نطمن عليها... اتفضلي نوصلك مكان ما انتي حابه..
القت ريحان نظرة خاطفه على السيارة ورأت امرأة ببطنًا منتفخ يحجب ملامحها عنها خصلات شعرها الثائر، فتأكدت من صدقه فأمأت له برأسها قائلة:-
-لأ شكرًا مفيش داعي ... واذا كان دا السبب تبقوا معذورين ربنا يقومها بالسلامة.. كان ممكن الخواجة قال كده من الأول..
رمقها تيام بضيق من نعتها له بالخواجة مجددًا، بينما هي لم تبالي ورمقته بنظرة ساخرة قبل ان تتحرك مبتعدة وهي تنظر الى ذاتها ببعض الضيق لكونها لن تستطيع الذهاب بتلك الهيئة فوقفت بعدما سارت عدة خطوات تنتظر مرور احدى عربات( التوكتوك) لتعيدها ألى المنزل بينما طلب آسر من تيام الصعود، فأذعن له وصعد وأعاد تشغيل سيارته وتحرك بها حتى جوارها بسيارته وضغط على بوق سيارته فانتفضت هي جزعًا تناظره بعينين مشتعلة غضبًا فرمقها بغمزة منتصرة وهو ينطلق بسيارته مبتعدًا.....
مرت عجلة الزمان ليمر عدة من الأيام حوالي اسبوعين كاملين، كل منهما كان يدور في فلكه، بطلًا لقصته وحده، آسر رفض السفر ألى هولندا واكتفى بتلقي العلاج بإحدى المستشفيات الكبيرة الخاصة بالقاهرة وحرص على بقاء نيرة بالمشفى في احدى الغرف، لتتلقى العناية الطبية اللازمة وهذا لصعوبة حملها بتوءم ثلاثي ووالوقعه التي مازالت تؤثر بها، يتواصل معهم بين الحين والاخر ظافر شقيقها للاطمئنان على حالهم، متجنبًا ذكر ذلك لوالدته التي ثارت وهاجت ما أن علمت بمغادرة نيرة اثناء غيابها عن المنزل وللحقيقة كانت نيرة حريصة على هذا، فقد كانت تتواصل مع آسر خلال فترة وجودها بالقصر وهي من أعطته التوقيت المناسب للمجيء بعد ألحاح منه بالاكتفاء بهذا والذهاب معه من هنا... فخضعت مضطرة حينما شعرت بنفاذ صبره وقررت المغادرة معه...
ــــــــــ
بينما سارة ذهبت ألى المحامي وانهت الاوراق اللازمة لعمل توكيل يتيح له التنازل بأسمها عن ميراث عمر الذي اودعته بأسم حميدة، كما انها نجحت هي ورحيم بأخذ حميدة من بؤرة الجحيم الذي كانت تحيا به ووضعتها بأحد دور العجائز المرموقة بالعاصمة والذي يثق بها رحيم وبحسن معاملة النزلاء بها، كما دفُع اول دفعه من الحساب من مال رحيم الخاص لعدم انتهاء تعقيدات استلام الورث بعد..
كما أصر على أعادة ترميم الشقة وتغير الفرش بها من أجل زواجهما، لتشعر بشعور العروس الذي لم يسبق لها الشعور به، فجعلها تنتقي ألوان الجدران الجديدة بالشقة وكذلك ذهبا لأحد المعارض الفخمة لعرض الأثاث وانتقيا منها ما يعجبها...
ـــــــــــ
وكذلك أدم الذي انتأى بذاته بعيدًا عن جود منذ شعوره بتأثيرها عليه وأوشكه على فقدان سيطرته على مشاعره نحوها، كما كان يتابع سير القضية الذي تم رفعها من قبله وكذلك آسر الذي اوكل تيام بمتابعة الامور، فقد كان يرفضها من قبل لعدم رغبته بطلاق جود، لكن بما أن هذا ما ترغبه، فمؤكد سيدعمها ويمنحها كل ما يلزم من أجل حياة هانئة تخصها مع أبنها وكذلك من اجل ابنائه هو، فعليه كذلك أن يضمن لهم مجيئهم للحياة بطريقة سليمه، كما يفعل هذا من أجل الحفاظ على سمعة نيرة أيضًا، فبعد تفكير ادرك صحة ما قاله أدم بخصوص ذلك وها هو يسعى معه لأثبات نسب أولادهم وحصول زوجتيهما على الطلاق القانوني مع أسقاط العدة لهما، وقد حرصا ايضًا على أن تكون الجلسات سرية لحساسية الموضوع والذي لم يحدث مثيل له من قبل بمصر واضطر القضاء للجوء لدار الافتاء كذلك قبل تنفيذ القوانين الخاصة بتلك الحالة، وقد تيسرت الاجراءت أمامهم بعد اعتراف المعمل وفوزهم بالقضية التي رفعاها عليه واثباتا ان الحمل كان خطأ ولم ينتج من زنا وها هي الجلسات تمر بسلاسة نسبيه دون تلك التعقيدات الكبيرة، وكما اخبرهما المحامي أن الجلسة القادمة ستكون الاخيرة ومؤكد سيكون الحكم فيها لصالحهم، وتلك الجلسة موعدها غدًا صباحًا، لذا منذ أن بهرت شمس السماء وانتشر ضياءها وهو مستيقظ يشعر بحماس مموج ببعض القلق رغم تأكده من الحكم لصالحهما الا أنه متوتر ولن يهدأ أو يرتاح إلا بحصولها على الطلاق في الغد وزواجهما عقبُه فلن يتأخر في أن يجعلها ملكه..

سيال العشق  (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن