واخيرًا نزل من امبارح بحاولبارت كبير زي ما عودتكم لما اخد اسبوع كامل غياب
من ١٢ الف كلمة برعاية يوجين 😂بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت السادس من الجزء الثاني
# سيال_العشق
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تتأخر الأمنيات.. وتذبل المشاعر
ويفنى الأمل...وتتوالى الانكسارات
فتشغر بالغربة وتفقد الشغف بالحياة ذاتها
وتنزوي بعيدًا ..مكتفيًا بذاتك...متجاهلًا ضجيج قلبك
الذي يهفو للإنعاش...للنبض مجددًا...للحياة...
لكنك تخضعه ليرضى.. تذكره بمآسي عدة وظُلم الاحبه...فيهدئ ويصمت ساعيًا للسكون... ليبقى سجين اوجاعه...
وفي لحظة واحدة يضوي بداخلك أملًا.. ينتشلك من ظلام نفسك.. يقتحم قلبك فيزهر من جديد منبعثًا من رفات آلمه
وتعود الأماني فتتبدل الاحوال وتنتعش روحك ويعم السرور قلبك.. فتستعيد بالحياة شغفك...
ـــــــــــــــ
صمتت بوسه بملامحها المتجهمة تكبت انفعالها وحنقها والاقسى أنها تكبت دموعها وشعورها بالحرقة وهي تطالع ترقق نظراته لدموع الأخرى، فقُبض قلبها خشيه من رؤيته يواسيها أمامها أو الاسوء ان يؤنبها لأجلها ويهدر كرامتها أمامها فيزيد من شعورها بالدونية ويقتل حبُه في قلبها، لكنها تحاملت ذاتها ووقفت بشجاعة واهية تنتظر ردة فعله التي تقسم أنها ستكون القاطعة ...
والآن هو وحده من سيحدد مصيرهما، تقسم انه إذا فعل.. اذا قلل منها بطريقة ما أو اظهر مشاعر لها، لن يوقفها شيئًا عن مغادرة هذا القصر وحل رابطها معه حتى لو بقيت فالشارع فسيكون أهون لها من البقاء برفقته مهدورة الكرامة..مجروحة الوجدان....
بينما وقف هو لثوانًا محصورًا بين شقي راحا بين دموع ميار التي تؤلم قلبه وبين بوسه الجامدة ظاهريًا ولكن يعلم أنها دومًا ما تواري تألمها وتحجب مشاعرها تمامًا من التجلي، لذا فكر متسائلًا ترى ما الذي حدث بينهما لتكون ردة فعل زوجته هكذا! هل تلومها على ما حل بها...، لذا تنهد بقوة وهو يغمغم قائلًا بنبرة هادئة بما يحثه عليه عقله في تلك اللحظة بأن لا ينصر احدهن على الاخرى قائلًا:-
- مش صحيح يا ميار أكيد انتِ غلطانه أنا عارف أن مراتي قلبها طيب وبتحب كل الناس ومستحيل أنها تعامل أي حد بطريقة مش كويسه او تكسر خاطر حد...
ناظرته ميار بعتاب قائلة:-
- يعني أنا بكدب يا ركان...والله العظيم أنا مش عايزة غير أني اكون صديقه ليها مش أكتر....كنت حابه علاقتي تكون حلوة وودية بيها لأنها مراتك أنت...مرات ركان اللي دايمًا كان واقف جانبي وبيدعمني...
وسريعًا ما تأوهت ويداها تحاوط معدتها بألم داهمها لشدة حزنها وتأثرها لما حدث وتألمها منذ تلك الدفعة التي دفعتها لها لتسقط، لكنها خبأت الأمر حتى لا تنزعج او يزعجها أحد، فهي ماتزال تشعر بتأنيب الضمير لما حدث معها بسببها، فلو أنها لم تحادث ركان يومها لما تركها وحدث معها ما حدث..
فتقدمت منها جود سريعًا بقلق، كذلك اندفع ركان يسندها قائلًا بنبرة يغلفها القلق الذي تجلى على ملامحه أيضًا وقد تغلبت عليه مشاعره نحوها، فهي دومًا ستظل الصغيرة المدللة والمحببة أليه حتى لو كف قلبه عن رؤيتها حبيبة له إلا انها ستبقي ميار الذي اهتم بها وراعاها منذ الصغر، فهناك مشاعر قوية تربط بينهما:-
- ميار انتِ كويسه...اهدي طيب وأقعدي أنا مش قصدي إنك بتكدبِ أنا قصدي انك فاهمه غلط...وأنا هتصل فورًا بدكتور...
لم تحتمل بوسه هذا...لم تحتمل أبدًا رؤية قلقه وخوفه عليها....فهي تشعر بتمزق قلبها الذي غار في صدرها هربًا من شدة الألم.... لذا اندفعت مغادرة للغرفة وهي تترك لعبراتها العنان بأن تنساب على وجنتيها بغزارة تحفر وديانًا لها من نهر قسوة الأحزان.. فهتف بأسمها، لكنها لم تبالي ولم تتوقف بل هرولت في الطرقة وصولًا ألى الغرفة الماكثة فيها، لكنها شعرت بنفور منها واختناق وكأنها تضيق عليها، بل هذا المنزل تشعر به بأكمله كالجحيم تحترق به...
فوقفت موقعها في المنتصف تشعر بأنفاسها تسلُب منها بينما قلبها يهدر دقات متألمة تكاد تمزقه تمزيقًا... فترغب بالهرب من هذا الالم وهذا الجحيم وهذا الحب الذي يهلكها...
فتخطت الغرفة وتقدمت نحو الدرج تهبط للأسفل حتى بوابة القصر الداخلية تخطتها كذلك وعبرت حديقته وماتزال تشعر بالاختتاق، فخرجت من البوابة الرئيسية تسير مبتعدة عن هذا القصر الذي يجثم على روحها..
في تلك اللحظة التي اقتربت سيارة ظافر من الجهة المعاكسة للطريق الذي سلكته فوقعت عيناه عليها تسير مبتعدة بخطوات غاضب مترنحه، وبدلًا من أن يتوقف أمام البوابة ويعبر ألى الداخل وجد ذاته يحرك السيارة نحوها ويتخطاها وقد شعر بالقلق متذكرًا ما حدث معها سابقًا، وقاد السيارة حتى باتت تجاورها، وهتف بها قائلًا وهو يطل بوجهه من نافذتها:-
- انتِ رايحه فين كده!..
انتفضت مفزوعة تناظره وقد كانت في حاله من الحزن والرثاء بالذات جعلتها لم تنتبه لسيارته التي مرت بجوارها، فوقعت عيناه هو على وجهها الملطخ بآثار الدموع فهتف بنبرة قلق:-
- في إيه مالك!.. ليه بتعيطي كده!.. ورايحه فين!..
اجابته وهي ماتزال تسير مبتعدة.. تترنح في خطواتها من شدة الالم:-
-مش عايزة ابقى هنا... عايزة امشي...عايزة أبعد عن هنا... عايزة اهرب من كل الحزن والالم دا... حاسة أني بموت... ارجوك سبني في حالي....
هالُه روية حالتها تلك وشعر بغصة تعتمل قلبه لدموعها وحدسًا بقلبه اخبره أن ما يحدث معها له علاقه بزوجته، فهدئها قائلًا وهو مازال يتحرك بجوارها:-
- طيب اهدي لو حابه تركبي اخدك في مكان ترتاحي شوية معنديش مانع بس بلاش تمشي لوحدك في الحالة دي..
شعرت بالتردد وكادت ان تهتف بالرفض وهي تدير وجهها له، لكنها لمحت ركان يقف عند بوابة القصر والذي لحق بها ما أن اخبرته ميار أنها بخير، فأسرع أليها يلحق بها، فوجد غرفتها خاليه فذهب ألى غرفة الممرضة فوجدها ايضًا ليست بها، فأنتفض قلبه فزعًا وهو يهبط الدرج باحثًا عنها في كل مكان بالقصر والحديقة فأخبره الحارس بخروجها فأسرع نحو البوابة يقف أمامها ينظر يمينًا وقبل ان ينظر يسارًا حيث هي سلكت، كانت تحركت هي تتوارى أمام سيارة ظافر الضخمة وتستقلها وقد شعرت بالنفور منه في تلك اللحظة وعدم الرغبة لرؤيته، وغمغمت بنبرة مختنقة من بين دموعها قائلة ما ان فعلت:-
- ارجوك سوق بسرعه وابعدني عن هنا.. مش عايزة لا اشوفه ولا اتكلم معاه في اللحظة دي...
شعر بالتردد للوهلة الاولى ما ان لمح ركان من مرآة السيارة والذي يبدو أنه تنبه لوجود سيارته وأوشك على التقدم نحوها ، لكنه شعر بألمها واحتياجها للابتعاد في تلك اللحظة، فخنع لها وتحرك بالسيارة مسرعًا مبتعدًا...