السيل العشرون

9.4K 532 54
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
# سلسلة "حينما يتمرد الق در"
    بقلم
# دينا_العدوي
السيل العشرون من الجزء الثاني
# رواية
# سيال_العشق
**
عجبي!!!
لقلب عصى اوامري وأطاع أمرك
وأسلم لكِ مشاعره...
عجبي!!!..
كم بتِ تعني لهُ.. وگأنكِ النبض بداخله
يسري حبك كالدماء بالأوردة..
عجبي!!!
كم بات رقيقًا لين بعدما كان عزيز جامح
لا يأثر به احدًا... والآن هو متأثر كليًا بكِ
يؤلمه جفاءك ويقتلهُ هجرك وتنعش دقاته حرارة وصلك..
عجبي!.
كم بات متيمًا كليًا بكِ أميرتي...يؤرقهُ النبض في حضرتك ويؤلمهُ في غيابك عن ناظري...
وعجبي!..
ــــــــــــــــــ
غاب قمر السماء ومضى الليل الساحر بأحاديثه السرية للعشاق،  لتشرق بالآفق شمس السماء، ومعها تشرق ابتسامه على وجه ذاك الذي قد نهض لتوه من النوم بعدما ترأى له في المنام انه قد قضى ليلة من الأحلام،  ما أن أصبح حتى أدرك أنها لم تكن إلا لحظات عاشها بالفعل وليست محض أوهام.. لحظات عاشها مع اميرة الحكايات.. منحته فيها ما يبغاه، لقد اصبح كلهما واحد.. تنتمي له وينتمي لها، فتبسمت عيناه قبل شفتاه وهو يطالع أميرته الحسناء الغارقة بنومها غافله عن قلبه الذي ذاب منذ الأمس ما أن ذاق حلاوة وصال العشاق.. وهو زاد به الحب لها أضعاف...
انحنى يخص أحدى وجنتيها بقبلة العشاق وعيناه بعشقها تومضان..
ما ان لامست شفتيه بشرة خدها حتى نغزتها شعيرات ذقنه فتململت بالفراش، مع تحريك أهدابها عدة مرات حتى افرجت جفونها عن سراح مقلتيها، لتأثرها تلكما العينان التي تنظران اليها من علو ويبدوان بها متيمان...
طل الخجل من مقلتيها.. خجل ممزوج بلمعة العشق لصاحب تلك العينين وغمغمت من بين شفتيها بنبرة ذات بحه:-
  - صباح الخير...
  - صباح النور يا أميرة...
  هكذا غمغم من بين ابتسامته، من ثم استطرد قائلًا:-
- أنتِ كويسه!.. حاسة بتعب او حاجه؟..
نفت برأسها قائلة:-
- أنا كويسه..
  لمعت عيناه بالمكر وتوسعت ابتسامة شفتيه وهو يغمغم:-
- كويس جدًا... عشان كنت عايزة اراجع معاكِ درس أمبارح!..
  طالعته بعدم استيعاب مغمغمه:-
- بس إنت ما شرحتش ليا أي دوس امبارح..
أنامله داعبت بشرة خدها وهو يهتف بهمسًا معترض:-
- تؤ تؤ.. مش قصدي المنهج الدراسي.. قصدي منهجنا الخاص اللي ابتدينا أول درس فيه امبارح...
انكمشت ملامحها بخجل ما أن استوعبت مقصده، فتوسعت ابتسامته وهو يميل برأسه يستبدل أنامله بشفتيه هامسًا بنبرة مبحوحة:-
- مش قولت لك أننا لسه في أول المنهج والمنهج بتاعنا طويل ودروسه محتاجه شرح طويل ومفصل..
من بين كلماته كانت شفتيه يزداد عبثها بأنحاء وجهها، حتى أنهاه بالتقاء حار بشفتيها.. ليعلمها ثاني درس من دروس عده ينوي شرحها لها تفصيلًا في منهج لن ينتهي ما دامت ملكًا له قلبًا وقالبًا....
**
بعد مرور بعض الوقت كان يخرج من المرحاض بيده منشفه صغيرة يجفف بها خصلاته، أزاحها عن وجهه وناظر تلك التي لم تغادر الفراش بعد بأبتسامه لم تنضب منذ أن أصبح على أشراقة وجهها وناظر قمريها المتوهجين اللذان يومضان بعشقه فيأسرنه كليًا.. فتقدم نحوها يعاود الجلوس بجوارها على الفراش مغمغمًا:-
- أيه رأيك أعمل زي ركان وأخطفك يومين لمكان نكون فيه أنا وأنتِ لوحدنا بس!..
ثم عدل من جملته وهو يمسد بيديه على رحمها:-
- قصدي إحنا الثلاثة بس..
  تبسمت شفتيها وهي تومئ له برأسها بالموافقة مغمغمه بنبرة خافته يغلفها الخجل من عينيه التي تطوقنها:-
- زي ما تحب..
  توسعت ابتسامته ملئ شدقتيه ولمعت عيناه بالحماس وهو ينهض من جوارها قائلًا:-
- تمام إذا كان كده هحضر الشنط وانتِ خدي حمام وغيري هدومك..
  اعترضت قائلة وهي تنهض بتثاقل من على الفراش:-
- هخد حمام وأحضرها أنا..
  عاد نحوها وقرص انفها بخفه قائلًا:-
- انتِ بس أجهزي وما تشغليش بالك بالشنط دي عايزة خبره وأنا عارف تمامًا كل اللي هتحتاجي تلبسيه وقتها أو اللي هعوزك أنا تلبسيها بالأخص وتحديدًا كم قطعه مميزة كده تعوض الحرمان دا..
امأت بعدم استيعاب لمقصده، متوجه نحو الخزانة تلتقط منها ثيابًا لها من ثم خطت خطواتها نحو المرحاض،  بينما هو تحرك باتجاه الخزانة وقام بفتحها وبدء ينتقي ما يعجبهُ ويضعه بالحقيبة لكن فجأه صدح رنين هاتفه عاليًا،  فتوجه نحو الكمود حيث كان موضوعًا يلتقطه مجيبًا فأتاه صوت المسؤول عن المخازن المنشأة حديثًا من أجل مشروعهم الجديد بالشراكة مع آل الحديدي وعابد الزيني هاتفًا بنبرة هلع:-
- ألحقنا يا أدم بيه.. في حريقه قامت بالمخزن وأحنا  هنا بنحاول نطفيها.. بس الحريق شديد
  هتف أدم قائلًا بنبرة قلق:-
- طيب في حد حصله حاجه!..
  أتاه صوت الأخر مجيبًا بأن الضرر نال المخزون فقط، فهدأه ذعره قليلًا لعدم اصابة أحد من العاملين وهتف قائلًا:-
- أنا جاي فورًا..
  ثم أغلق هاتفه وأسرع يلتقط ثيابه من الخزانة ويرتديها بعجاله..
خرجت جود من المرحاض فور انتهاءه من ارتداء ثيابه، والذي ما أن  وقع بصره عليها حتى تحرك نحوها مغمغمًا بتمويه لعدم أثارة قلقها:-
-اسفه يا جود في مشكلة في الشغل ولازم اروح أحلها.. ارتاحي أنتِ وأنا هطلب منهم يحضروا لك الفطار ويجيبوا لهنا على ما ارجع أن شاء الله..
أمأت برأسها متفهمه،  فقبل رأسها وتحرك بسرعه مغادرًا الغرفة،  يستقل الدرج ألى  الاسفل ملقيًا اوامره أثناء خروجه بتحضير كعك الشوكولا والحليب لها،  ثم خرج تمامًا من القصر مستقل سيارته،  وعينان حاقدتان تراقبنه مع ابتسامه منتصرة لنجاح خطتها،  فهو قد ذهاب ولن يعود الا بعد ساعات عدة منشغلًا بتلك الحريق وصافيه ومعها سيدرا  قد ذهابا ألى  أحد  تلك الاجتماعات الخاصة بالجمعية الخيرية المسئولة عنها صافيه، وركان قد علمت عن سفره مع زوجته ونادر وظافر كلهما مشغولان باجتماع هام بالعاصمة مع آل الحديدي شركائهم الجدد..كما اعدت كل شيء بخصوص المشفى القريب التي ستذهب بها إليها مع الطبيب والممرضات جميعهم سيدعمون قصتها،  الأن فقط ينقصها اتمام الجزء الأهم بخطتها...
تحركت نحو الخزانة وعبثت بين اغراضها حتى أخرجت الزجاجة الصغيرة التي ستضعها لها والتي ستسبب في زيادة انقباضات رحمها لتتخلص من حملها..
ابتسامة شيطانية علت وجهها وهي تطالع تلك الزجاجة التي ستنهي كل شيء في دقائق وسيكون كل شيء نظيف،  لن يشك بها احد..
اخفتها بين طيات ثيابها وخرجت من الغرفة،  تستقل الدرج ألى الأسفل حيث المطبخ...
ما أن ولجت حتى شاهدت سعدية تعد خليط الكعك سريع التحضير،  فأدركت انه لتلك المدللة التي افسدت خطاطها واحلامها، أردفت قائلة:-
- سعديه سيبي اللي في ايدك واعملي لي فنجان قهوة بسرعه عشان مصدعه...
أمأت لها سعديه تجنبًا لشرها وتحركت نحو  علبة القهوة تنوي صنعها من أجلها،  فتصنعت سناء، التذكر وأردفت قائلة:-
- نسيت اخد الدوا  بتاعي.. اطلعي هاتيه الأول وبعدين تعالي أعمليها وأنا هستناكِ برا..
  امأن لها سعدية وتحركت مبتعدة، بينما تظاهرت سناء بأنها تتبعها للخارج،  لكنها عادت سريعًا وأفضت محتويات الزجاجة بخليط الكعك بالشوكولا التي تعده وقلبته سريعًا،  ثم وضعت الزجاجة بين طيات ثيابها كما كانت وخرجت ألى الصالة تجلس على الأريكه وكأنها لم تفعل شيئًا على الأطلاق،  بل علت شفتيها ابتسامة انتصار..
وخلال دقائق كانت سعدية تعطيها الدواء، من ثم تحضر لها القهوة وتضع كعك الشكولاتة بالفرن لينضج...
**
في الأعلى كانت تداهمها نوبة غثيان قوية اليوم.. منذ ان غادر أدم وهي داهمتها،  فأفضت ما في جوفها وعادت تتسطح على الفراش وهي تشعر بتوعك خفيف في معدتها
طرق على باب الغرفة اعقبها دلوف عدية بالكعك وكوب الحليب بأبتسامه على وجهها قائلة:-
- صباح الخير يا بنتي.. أدم قبل ما يمشي قالي اعملك كيكة  الشوكولا اللي بتحبيها مع اللبن وأجيبه لعندك... يلا أفطري..
غمغمت بنبرة متعبه:-
-لا شكرًا يا خاله أنا مش هقدر أكل حاجه خالص.. النهاردة حاسة بشوية تعب ومعدتي تعباني..
اعترضت سعدية:-
-لا يا بنتي ما ينفعش كده.. لازم تاكلي عشان اللي في بطنك وكمان أدم موصيني عليكِ قبل ما يمشي..
ثم اقتربت منها اكثر مغمغمه وهي تلتقط احدى القطع وتمدها نحوها بأصرار مغمغمه:-
- امي الله يرحمها لما كنت حامل في بنتي كانت معدتي تعباني طول الحمل ولما كنت ارفض اكل زيك كده كانت تصر عليا وتقولي كلي ولو هترجعي بعدها بشوية.. بس لازم تاكلي مينفعش تطوعي نفسك عشان اللي في بطنك..
وبأصرار منها قضمت جود قطعه من يديها وابتلعتها مجبره فأعطتها لها قائلة:-
- شاطرة كملي اكلك يلا يا بنتي وأنا هنزل عشان احضر الفطار لسناء هانم بدل ما تسمعني كلمتين...
امأت لها جود بصمت، فرفعت حاجبيها لها وهي ترمقها بنظره اصرار وتحذير، ففهمت جود وقضمت قطعه اخرى تلوكها مع رشفه من الحليب، فابتسمت لها سعدية ببشاشة قبل أن تخرج للخارج،  فأنهت ما بيديها مع عدة رشفات من الكوب ثم وضعتها وهي تشعر بانعدام الرغبة لتناول المزيد...
**
بالخارج ما أن خرجت ميار من غرفتها تتحرك بتثاقل لدخولها في شهرها الاخير من الحمل  وقعت عيناها على الخالة سعدية تخرج من غرفة جود، فتبسم وجهها ببشاشة لها وهي تلقي عليها سؤالها:-
- هو أدم جوا ولا مشي..
أجابتها سعدية قائلة:-
- لأ مشي وجود لوحدها جوا كنت جايبه لها الفطار كيكه وحليب..
  تبسمت ميار وغمغمت من بين شفتيها:-
- وأنا بقول إيه الروايح الحلوة اللي من الصبح دي.. أتريها خصوصي لجود هانم أميرة قصرنا..
  تبسمت سعديه قائلة:-
- ولبتنا ميار أكيد طبعًا.. دلوعة البيت كلهُ.. أنا عامله بزيادة اصلًا ادخلي أقعدي معها جوا وانا هجيب لك كوباية لبن
والكيك كتير وأهو تفتحوا نفس بعض لأن شكلها تعبان..
تجلى القلق على محياها وغمغمت:-
- مالها..فيها حاجه!..
هدأتها سعدية هاتفه:-
- مفيهاش حاجه.. هي بس النهاردة قايمه نفسها غامة عليها بزيادة..
  أمأت برأسها متفهمه وهي تهتف قائلة:-
- تمام أنا هقعد معها شوية.. انا كنت رايحه للدكتور بس الميعاد أتأجل لان دكتورتي عندها ولاده قيصريه..
اردفت سعدية:-
- تمام يلا خشي وانا هجيب لك كوباية اللبن..
ثم تحركت مبتعدة بينما هي توجهت صوب باب غرفة أخيها وطرقت الباب بخفه، حتى سمعت صوت جود تأذن لها بالولوج، ففتحت الباب وطلت عليها بأبتسامه قائلة بنبرة مازحه:-
- أنا شميت روايح حلوة وعرفت انه كيك خصوصي لأميرة أدم باشا.. وبصراحه ريحته حلوة لدرجة أني قررت أجي لعندك وأشاركك فيه وطلبت من الخالة تعملي كوباية لبن
بابتسامة محبه غمغمت جود قائلة:-
- تعالي أدخلي يلا.. كويس انك جيتِ نتسلى شوية...
  دلفت ألى الغرفة وجلست على الفراش بجوارها، من ثم مدت يديها تلتقط احدى القطع قائلة:-
- ريحتها جميلة جدًا مش قادرة أقاوم بصراحه او استني اللبن..
ثم قضمت منها وتعابير استمتاع تتجلى على محياها، فتبسمت جود عليها وهي تراها تأكل بتلذذ ونهم بينما تغمغم:-
- بيتهيأ لي كده أن الخالة سعدية احسن وحده بتعمل حلو.. بجد الكيك بتاعها ليه طعم خاص..
امأت برأسها مؤكده على حديثها مغمغمه:-
- معاكِ حق....بس أنا النهاردة حاسة أني مش تمام ومعدتي تعبانة ومش عايزة اكل حاجه خالص..
غمغمت قائلة بعدما ابتلعت ما في فمها:-
- الدكتورة بتاعتي عطتني داو حلو جدًا للغثيان لو كده هجيبلك منه.... أنا الحمد لله الغثيان وقف عندي وكمان دا شهر ولادتي واخيرًا هشوف ابني متحمسة جدًا لشعور الأمومة..
توسعت ابتسامة جود الحالمة وهي تأردف قائلة:-
-وأنا كمان متحمسة جدًا  ومنتظرة لحظه ما اشوفه وألمسه بأيديا وأشم ريحته...
بذات البسمه غمغمت قائلة:-
- هانت انتِ في اواخر السابع  كلها شهر ونص بالكتير..
امأت لها جود وكف يديها يلامس بطنها قائلة بنبرة تجلى بها التوتر:-
- تفتكري هكون أم كويسه وأقدر اتعامل مع البيبي.. أنا قلقانه جدًا وخايفه..
تنهدت ميار وهي تغمغم من بين شفتيها:-
- مش هكدب عليكِ واقولك ان انا كمان مش خايفه أنا كمان زيك قلقانه بس اللي واثقه منه أني هعمل كل اللي عليا عشان أكون ام كويسه.. وانتِ كمان واثقه انك هتحاولي تعملي كل اللي عليكِ.. ثم غريزة الأمومة جوانا هي اللي هتحركنا.. ثم كمان ماما موجوده وخاله سعدية  وأكيد هيساعدونا.. فأطمني وما تقلقيش..
  أمأت لها بابتسامة بعدما اشعرها كلامها بالراحة...
ثم انخرطا بالحديث معًا..
**
بالأسفل كانت جالسه بالبهو تراقب الدرج، رأتها وهي تصعد بالطعام لها، رفت ابتسامه انتصار على محياها وهي تنتظر أن تنهي المدللة تلك طعامها ويؤدي الدواء المخلوط مع الكيك مفعوله وتخسر تلك المدللة ذاك الطفل وتنتقم من الجميع بخسارة ما ينتظرونه بشده..
شاهدت سعدية تهبط الدرج فقامت باستعجالها لتحضير شطيره ما لها لتناولها، فأسرعت سعدية بتحضيرها وقد تناست الحليب الذي ستأخذه لميار...
انهت تحضير الشطيرة واخذتها لها حيث ماتزال جالسه بالبهو، اعطتها لها وعادت ألى المطبخ، فتذكرت ما قد تناساه عقلها وأنبت ذاتها وهي تسرع بسكب كوب لها ثم خرجت من المطبخ وهي تحمله بين يديه..
**
في وسط انغماسها بالحديث شعرت بألم طفيف يداهمها، فنهضت من على الفراش بتثاقل وهي تشعر بالأعياء وحاجة الى الراحة فغمغمت تكبت وجعها:-
-حاسة أني مش كويسه في شوية وجع في بطني.. هروح أرتاح بأوضتي...
خطت بضعة خطوات نحو باب الغرفة من ثم فتحته، لكن اشتد الألم عن السابق أضعاف فانكمشت ملامحها و تجلى عيها شعورها به، فتمسكت بالباب بينما تتأوه بشده ما أن بدأت تشعر وكأن احدهم يغرز السكين ببطنها مرارًا وتكرارًا فصرخت بشدة من شدة الوجع قائلة وهي ترى الأرض تميد من حولها:-
-آآه ألحقيني يا  جود حاسة أني هموت بطني بتتقطع..ألحقيني..
مما جعل جود والتي بدأ يكتنفها الألم كذلك مثلها لكنها تجاهلته فقد كان في البداية يُحتمل، تنهض وتتوجه نحوها بقلق،  لكنها توقفت ما أن بدأت بالشعور به يتضاعف، لكنها حاولت التقدم نحوها وهي تتجاهل ألمها الذي بأت لا يُحتمل، بينما تراها قد سقطت مرتطمه في ارضية الغرفة..
ما أن اشتد الألم بها حتى حاوطت بيدها رحمها... ودوار شديد أصابها، دقات قلبها تتلاحق.. تزداد وتيرتها بصورة غير طبيعية، بينما تشعر بالاختناق وكأنها لا تستطع التنفس وهي تخطو نحوها،  هلع أصابها ما أن رأت بؤرة من الدماء تتشكل أسفل تلك الغائبة عن وعيها، لتشعر بشيء رطب بين ساقيها وقطرات قد سقطت بالفعل على الارض من بين ساقيها... فصدح منها صرخة واحده عالية قبل أن  تسقط كذلك غائبه عن وعيها بجوارها..
**
في ذات الوقت بالأسفل ما أن خرجت سعدية ورأتها سناء تحمله بين يديها حتى غمغمت متسأله:-
- لمين اللبن دا؟..
  اجابتها سعدية:-
- دا ل ميار.. هي مع جود فوق.. طلبت لبن عشان تاكل معها كيكه.. الظاهر اشتهتها من الريحة..
انتفض قلبها بنبض قلق نقيض لملامحها الجامدة والتي لم تعكس الرعب الذي شعرت به في تلك اللحظة والخوف من ان تكون زوجة ابنها قد تناولت بالفعل من الكيك، ولوهلة لم تدرك ما عليها فعله.. شُلت حركتها وعجز عقلها عن التفكير، قبل ان تقرر التحرك مسرعًا قائلة:-
- لا خلي اللبن هنا وأنا هطلع انادي ليها تفطر معايا...
  وقبل أن تصعد للأعلى سمع كلتاهما صوت صرخة عالية تصدح من الاعلى، فتحرك كلتاهما بذعر يستقلان الدرج..
**
اسرعا كلتاهما على الدرج وسناء تدعو بداخلها أن تكون جود فقط هي من تناولت الكيك كما خطت ولم تفعل ميار...
لكن خاب كل أملها وتصنمت منصدمه وهي تتلقى عاقبة فعلتها الدنيئة، فقد سقطت في الحفرة التي حفرتها لغيرها، فقد التقط بصرها اولًا ميار الساقطة امام باب الغرفة، لتقترب اكثر بذعر فتضح لها الرؤية اكثر وهي ترى الماء المختلط بالدماء المتشكل اسفل جزئها السفلي، تخطتها سعدية والتي كسى ملامحها الهلع ما ان رات ميار، لتقترب اكثر فترى جود كذلك مثلها وبضعة قطرات كن الدماء تلطخ ثوبها الفاتح..
انحنت بذعر نحوهما وهي تهتف بأسم كلتاهما والوجل يزداد ودقات قلبها الهلع تتعالى، فلا تدرك ما عليها ان تفعل في تلك اللحظة وهي تتلقى السكون التام من كلتاهما ولا تعرف ماذا حدث لهما.. اجبرت سناء ذاتها على انهاء صدمتها ومحاولة التصرف والاسرع لأنقاذ زوجة ابنها وحفيدها وصرخت في سعدية وهي تموه الأمر على أنه ولاده مبكره لاستدعاء السائق الخاص بها  لمساعدتهم في نقل الفتاتين على اقرب مشفى.. كما كانت تخطط سابقًا من اجل جود..
استجابت لها سعديه وتخطت جود الى الداخل حيث الشرفه لتصرخ بأسم الحارس والذي اسرع ألى  الداخل يستقل الدرج للأعلى...
وقف مذهولًا ما أن وقعت عيناه على كلتا الفتاتين الفاقدتين لوعيهما،   فصرخت به سناء أن يسرع بحمل ميار اولًا ألى السيارة.. فأستجاب لها مسرعًا  وحمل ميار ألى الأسفل يلتهم الدرج ثم يتخطى البوابة حيث السيارة وهي تلحق به بذعر وخوف من خسارة حفيدها..
ما أن وضع ميار حتى كادت تصرخ به أن يسرع ألى المشفى ويترك جود، لكن تذكرت ان عليها اتمام ما بدأت وألا ستكشف ويعلم الجميع ما أصابها لو ذهبوا بها ألى مشفى اخرى وطبيب آخر..
لذا أمرته أن يجلب جود مسرعًا، فاستجاب واسرع مجددًا للأعلى حيث هي وسعديه ماتزال بجوارها، حملها بين يديه ونزل بها ألى الأسفل يرقدها بجوار ميار.. ويستقل مقعده بجواره سناء وانطلق فورًا ألى المشفى التي اخبرته أن يسرع إليها، بينما أسرعت سعديه ألى الداخل حيث الهاتف في محاولة لمهاتفة أدم الذي لم يتلقى ايًا من مكالمته بسبب انعدام الشبكة في المنطقة الماكث بها والذي كان يرافقه عابد الزيني، وأدهم الحديدي والذي جاء ما أن وصل أليه خبر الحريق بالمخزن الخاص بمشروعهم الجديد..
منشغلين في حصد الخسائر والتي لم تكن كثيرة لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الحارس وبعض العمال الذين كانوا يعملون بالمصنع المجاور للمخزن بعد عدة كيلو مترات...
فحاولت الوصل ل ظافر الذي كان قد  بالوضع الصامت هو وهاتف نادر من أجل اجتماع العمل، لكنها لم تيأس وقامت بتكرار الاتصال على ادم مرارًا وتكرارًا ولسانها يدعو بأن يكون كلتهما بخير ولم يصيبهما ضرر..
**
وصلت السيارة للمستشفى وكما المخطط لهما،  نزل السائق واستدعى احد للمساعدة،  فاستقبلتهما الممرضات التي سبق واتفقت معهم، وبدأوا بأدخال الفتاتين ألى الداخل وسناء تتبعهما، اقتربت من الطبيب وأشارت له نحو ميار مغمغمه:-
- دي مرات ابني أكلت من الاكل اللي موضوع فيه الدوا بالغلط حاول تنقذها هي وحفيدي مفهوم..
أردف الطبيب قائلًا:-
  - بس كده في مشكله احنا متفقين على حالة وحده
  -.بالشكل دا أنا لازم ادخل طبيب تاني معايا عشان يهتم بالحالة التانية والفلوس هتزيد..
أمأت له براسها بينما تغمغم:-
- تمام..تمام مفيش مشكله بس اعمل اللي اتفقنا عليه وانقذ حفيدي..
حرك رأسه له متفهمًا وأسرع بالتقاط هاتفه من جيب سترته وهاتف طبيب اخر ليأتي أليه ويتولى حالة جود،  بينما هو اسرع بمساعدة ميار كما طلبت...
**
وأخيرًا  ألتقط هاتف أدم شبكه بينما ابتعد عن المخزن متوجهًا الى  المصنع الذي يجاوره ببضعة كيلو مترات برفقة عابد الزيني الذي ذهب برفقته للحديث عن جود وأن كان اخبرها بعد أم لم يفعل، وما ان دلفا إلي  المكتب بالطابق العلوي حتى صدح رنين هاتفه بأسم المنزل،  فألتقط هاتفه وأجاب عليه،  ليأتيه فورًا صوت الخالة سعدية المنتحب وهي تخبره عما حدث...
اصابه الهلع وهو يستمع لما اخبرته به وهتف قائلًا:-
- طيب هي اخدتهم لمستشفى ايه!..
جاءه صوتها بعدم المعرفة، بينما عابد بجواره ينظر نحوه بقلق، يستمع له وهو يهتف قائلًا:-
- طيب اقفلي وأنا هتصل عليها وأنا في الطريق وأشوفهم فين وتحرك مسرعًا، فاتبعه عابد وهو يسأله عما حدث، فاخبره باقتضاب ان زوجته جود أغشي عليها هي وشقيقته التي جاءها الطلق وتم اخذهم للمستشفى..
من ثم تحرك مسرعًا للخارج وهو يدعوه بداخله أن  تكون زوجته وشقيقته بخير.. فأسرع عابد باللحاق به كذلك والقلق ينتابه على تلك الصغيرة أبنة زوجته التي طال بحثهم عنها ولم يتثنى لزوجته بعد معرفة أنها أبنتها....
كان خطواته مسرعة نحو سيارته اشبه بالعدو حتى وصل إليها وقادها والهاتف بيده ينتظر الأيجابه من سناء التي كانت تقف مبهوتة أمام إسمه الذي ظهر على هاتفها، فلم تتوقع أن يصل أليه الخبر بتلك السرعة..
ازداد توترها ونبضات قلبها القلقة، فهدأت ذاتها بأن كل شيء سيكون بخير، فلن تفشل خطتها ابدًا...لذا انفست بقوة قبل ان تجيب عليه، فأتاها صوته هادرًا وهو يشعر بدقات قلبه ترتجف خوفًا، فخرج صوته مهزوزًا مرتجفًا:-
- مرات عمي أنتم فين!.. وجود وميار اخبرهم إيه!.. طمنيني!..
  اجابته قائلة:-
- معرفش عنهم حاجه لسه في اوضة العمليات.. إحنا في مستشفى (**)
  أردف قائلًا قبل ان يغلق الهاتف معها والقلق كوحشًا ضاري ينهش بصدره:-
- انا جاي فورًا.. لو جد جديد عرفيني..
وقاد سيارته نحو المستشفى وهو يدعو الله أن يكون كلتاهما بخير..
وفي ذات الوقت كان الطبيب يقف أمام سناء يخبرها بنتائج الجراحة...
بينما انتهى ظافر من اجتماعه وحينما نظر ألى هاتفه وجد رقم سعدية وما ان هاتفها حتى أخبرته هو الاخر فيما حدث فأصابه الهلع كذلك وهو يهاتف والدته ليعرف مكانها...
**
وصل أدم ألى المشفى واخيرًا، ترجل من سيارته بخطوات شبه راكضه وانفاس متقطعة، يلهث في دروب التيه والقلق، يسأل الاستعلام عن مكان تواجدهما،  ينظر هنا وهناك ويهاتف سناء التي أجابته بوجودهم بالطابق الثاني وقعت عيناه عليها اخيرًا من آخر الرواق فتقدم نحوها مسرعًا حتى وقف امامها لهاثًا بينما يهتف متسألًا عن حالتهما، فأجابته قائلة بصوتًا مهزوز:-
- ميار ولدت وهي كويسه..
  ثم طعنته بكلماتها التالية وهي تتلذذ بتعابير الصدمة والألم المبرح الذي ارتسم على ملامحه مغمغمه:-
- بس جود فقدت الجنين وللأسف حالتها خطيرة والدكتور بيقول أن الرحم اتضرر بشدة...
  الكلمات اخترقت قلبه قبل مسامعه.. كلمات كانت حروفها من سجيل، فآن قلبه باحتضار وتجمدت اوصال روحه...
بينما من خلفه تجمد عابد هو الاخر وهو يستمع لها ويدرك ما أصاب الصغيرة ولا يدري كيف عليه الأن اخبار ضحى بكل عذا، لكنه بات متأكدًا من ضرورة معرفتها في الحال وتواجدها مع ابنتها في تلك اللحظة، لذا عزم أمره ورفع هاتفه ينوي ان يطلب منها الحضور ألى هنا في الحال ليخبرها وجهًا لوجه عن جود وما حدث معها قائلًا:-
  - ضحى لو سمحت تعالي مستشفى (..)
  - لا ما تقلقيش أنا كويس.. بس تعالي وأنا هفهمك..
 

يتبع
عارفه البارت صغير بس دا اللي قدرت اكتبه النهاردة عشان امتحانات بنتي والظروف اللي كانت عندي

سيال العشق  (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن