وكأنني اخيرًا أدركت.. بعد أن زدت عُمق
أنني متيمه بك.. أسيرة كليًا لك.. فأنت بتُ لقلبي شغفًا..
لعقلي فكرًا... لروحي انتماءً.. ولعيني اكتفاءً....
والآن وقد نضجت.. أدركت أنني بتُ لا أرغب سوى الوصول ليك.. ألى أعماق قلبك.. أن أمتلك مقاليده كما تمتلك انت مقاليدي.... لكنني مازلت أجهل طُرق التعبير لك...
فأرشدني كما اعتدت.. علمني كيف اجد طريقي وأهتدي بك أليك...كيف أعبر لك أنني أرغب بأن أستكين بين يديك وأهمس لنبض لقلبك عن رغبتي بالانتماء أليك..تقف أمام المرأة بهيئة غير الهيئة، تطلع ألى ذاتها بالمرآة تشعر وكأنها لا تعرف ذاتها ابدًا، جالت حدقتيها على جسدها الملفوف بذاك الثوب الحريري القصير فتتورد وجنتيها خجلًا وحرجًا من رؤيته لها بهذا الشكل، لكنها عزمت أمرها ولن تتراجع أبدًا..
انتفضت بفزع حينما حاول فتح باب الغرفة وهو يهتف بأسمها، تلاشت كل الشجاعة التي استجمعتها مؤخرًا وحلّ الارتباك موضعها.. نظرت الى ذاتها مجددًا بالمرأة بتوتر
ليأتيها صوته النازق وهو يهتف قائلًا:-
- جود ردي عليا.. فورًا وأفتحي الباب..انتِ انتِ كويسه..هكسر الباب
هتفت سريعًا:-
- أنا كويسه يا ادم ثواني..
أتاه صوتها من خلف الباب هادرًا:-
- افتحي الباب فورًا يا جود
نفخت الهواء من فاها وهتفت بنزق:-
- أوفف اصبر شوية يا ادم... هو أنت مفيش عندك صبر خالص كده...أنا اصلًا متوترة وأنت بتزن عشان أفتح..
توسعت عيناه بصدمه حينما تسلل إلي اذنه كلماتها ورددها باستنكار:-
- أوفف وبزن...أنا يتقال ليا كده.. ماشي يا جود الظاهر أني دلعتك زيادة...بس اصبري عليا...
ارتكن بجسده على الحائط المقابل للباب بتململ، منتظرًا أياها ان تتكرم وتفتح باب غرفته لهُ، بينما هي بالداخل تتقدم نحو الباب بخطوات بطيئة مترددة، وضعت يداها على المفتاح الموضوع بالباب وادرته دون ان تملك القدرة على فتح الباب لهُ، وتراجعت سريعًا عدة خطوات، تقف بجسدًا مرتجف تترقب دلوفه ألى الغرفة..
تسلل لمسمعه صوت قفل الباب الذي تحرك واستغرب عدم فتحها له، فتحرك نحوه وقام بفتحه وهو يهتف باستنكار:-
- انا يتقال ليا أوفف و ــــــــــــــ
أبتلع الكلمات بجوفه وتصنم موضعه مصدومًا ما ان وقع بصره عليه، تقف هناك كقمر متوهج خطف بصره،
ناظرها بحدقتين متعستين بل مشتعلتين وهو يغمغم باسمها بتحشرج:-
- جود...
همست بنبرة مرتعشة دون ان تقوى على النظر ألية:-
- أنت قولت لي.. لو حسيتِ انك مستعدة ألبسيه..
النبض بصدره بات جنونيًا، يشعر بضعف غريب سرى في انحاء جسده.. ضعف عجيب وذوبان حار لم يشعر به أتجاه غيرها... اسدل جفناه لثوانًا وكان التحديق بها يرهقه، فقد كانت مغرية ألى درجة مؤذية لقلبه.. قلبهُ الذي يشعر به سينفجر..سينفحر عنفًا عاطفيًا مدويًا..
ازدرد ريقه محاولًا استيعاب ما ترى عينه وما تسلل لمسامعه
ثم نظر إليها وكأنه يرغب بالتأكد مما يري.. ليجدها حقيقيه تمامًا.. اميرة خرجت لهُ من احدى الحكايات الخرافية..
واخيرًا استطاع تحريك جسده الذي جمده التفاجئ وتحرك صوبها بعينان غائمة بشتى انواع المشاعر ألى أن وقف أمامها.. يداه ارتفعت حيث اسفل رأسها.. يرفع بأنامله راسها لتواجه وهو يغمغم بتبرة مبحوحة:-
- جود انتِ متأكدة..
أمأت لهُ براسها بينما تهمس بتلعثم:-
- أنا مشيت ورا قلبي ومشاعري...
ستقتله مؤكدًا.. إلا يكفيها هيئتها الانثوية، لتطلق عليه سهام كلماتها المغوية...
تنهد بقوة ثم غمغم بهمسًا مبحوح:-
- انتِ عارفه إن اللي هيحصل بنا ده حب!..
غمغمت بتعجب:-
-حب!...
اماء برأسه بينما يغمغم بذات النبرة المبحوحة:-
-ايوة حب.. ترجمة لمشاعر القلب بطريقة حسية.... حبك فأتمنى قربك. احتضانك...لمسك...أنه أوصف ليكِ جنون مشاعري وانتِ تستقبليها وتبدليني بيها..
ثم مد يديه ورفع كفها ووضعه على قلبه قائلًا:-
- سمع جنون دقاته...ترقبه في اللحظة دي لقربك.. لاحتوائك.. لضمك بس لأنه بيحبك.
صمت لثانيه ثم أردف قائلًا بهمسًا اجش:-
- خليني دلوقت أشوف قلبك ونبضاته أذا بدق بنفس الجنون لقربي زي نبضات قلبي ولا لأ..
رفع يديه ووضعها على قلبها، فأعجبه وتيرة نبضاته العالية المتسارعة، فتبسم تلك البسمه التي تهلكها فانتفض النبض بداخلها اكثر، فبذات الهمس الناعم اردف وهو يجذب كفها هي ويضعه على قلبها فكان كلتا يديها على قلبيهما معًا:-
- سمع دقات قلبك يا جود بتدق بنفس جنون دقات قلبي
نفس التوق...نفس الرغبة... بس الفرق هنا يا جود أن قلبي فاهم وعارف هو عاوز إيه، لكن انتِ قلبك جاهل لسه عن التعبير، فاللي هيحصل هنا أنك بس هتستقبلي جنون مشاعري لحد ما تفهمي وتقدري تترجمي أنتِ كمان مشاعرك وتحسي بنشوة الحب وقتها هتقدري تبادليني عاطفتك ...
ثم صمت قليلًا وهو ينظر لعمق عينيها، يتحكم بذاته بصعوبة، يلجم رغبته المجنونة في وصالها كيفما يريد ويرغب لكنه يراعي جهلها وبراءتها ويتأنى معها حتى لا يخيفها وينفرها، فأنزل يديهما من على قلبه ورفعها يتلمس بها وجنتيها مغمغمًا بصوتًا مبحوح وهو يسحبها ويلفها حول خصرها يضمها أليه بلطف ثم يغمر وجهه في عنقها يستنشق عبير خصلاتها بوله افقده صوابة:-
- دلوقت خلينا نشوف مدى تقبلك للمستي وتأثرك بيها..
غمغمت باعتراض بأسمه" ادم "حينما باغتتها رجفة قوية بجسدها كله أشعرتها بالضعف الذي يسري بكيانها كله
تزامنًا مع تقافز نبضات قلبها ، فشعرت وكأنها على وشك السقوط لولا يديه الملتفة على خصرها تدعمنها للوقوف بينما هو رفع رأسه من عنقها وناظرها بعينان غائمة بالتوق المجنون ثم بدأ يلثم كلتا وجنتيها وأنفها وعينيها بقبلات صغيرة متفرقة وهو يغمغم بنبرة مبحوحة من شدة تأثره:-
- يا روح أدم... وقلب ادم.. وعقل وجنون أدم
- لو سمحت
رجاء غمغمت بها بصوتًا مرتعش من جسدًا يرتعد بداخله قلب ينتفض من تأجج مشاعره، فأعترض هو بذات الهمس المرتجف وشفتاه تواصل عبثها في انحاء وجهها:-
- لو سمحتِ أنتِ يا جود ما تبعدنيش لأني مش هقدر أبعد أكتر من كده.. خلاص صبري كله خلص عليكِ يا بنت الهلالي
ولو بعدت هينهيني شوقي المجنون وناره هتحرقني وتحولني رماد... أدم حبيبك بيطالب بحبك وحقه فيكِ يا جود.. كوني كريمة وسخيه معطاءه زي معني أسمك.. وجودي على قلبي بوصالك...
وانهى كلماته بالتقاء حار بشفتيها كان كالغيث على صحراء قلبه القاحلة، فشعر بالارتواء بعد عجاف وتعطش...لكنه لم يكتفي ولن يكتفي فحلاوة ما ذاق تجعله شرهًا تواقًا للمزيد من الارتواء فحملها بين يديه للفراش وأرقدها عليه بهدوء يتنافى مع ضجيج نبضاته واهتياج مشاعره الوهاجه..
يناظرها من علو وعيناه تجول على انحاء وجهها بعشقًا يفور بقلبه فأرتجف جسدها وجلًا من اقتتام نظراته التي بعثت الذعر بقلبها فغمغمت باعتراض:-
- أدم لو سمحت أنا خايفه......
تبسم لها بعذوبة ورقه وبدى متفهمًا... لكنه مصرًا في محاولًا دحض مخاوفها... فنثرت شفتاه القبل على وجهها وهو يسألها من بينها بهمسًا مبحوح:-
- متأكدة يا جود عايزني أبعد!..
ارتبكت أكثر من لمساته التي تشعرها بالتيه والتوتر ومشاعر قوية ثائره عنيفة تجتاحها راغبة بالمزيد من قربه تناقض ذاك الخوف الغريزي بها والذي يطالب بالبعد وبقيت هي عالقة بالمنتصف تائهة بين رغبتين متناقضين، فناظرها هو منتظر أجابتها، فكررها عليها مجددًا:-
- عايزني أبعد..
امأت برأسها لليمين ولليسار رافضه ثم أعادت الإيماءة بهز رأسها بالأيجاب، فتبسم هو مجددًا بعذوبة ولثم شفتيها برقه
عدة مرات وهو يسألها ببحة مثيرة:-
- أه...ولا لأ يا جود قرري قبل ما اقرر أنا عنك...وحقيقي بتمنى إنك تسيبي ليا القرار..
فأمأت برأسها شارده بالرفض.. مستسلمة لهذا الطوفان من المشاعر الذي يغرقها به... ولقلبها ثائر النبضات.. التواق للمزيد من قرب الحبيب والذي يحثها أن تخضع وتستجيب...
فهمس بنبرته الأجش باعتراض مغمغمًا من بين قبلاته:-
- قوليها يا جود.. قولي موافقه.. عايز أسمعها..
غمغمت بها تحت تأثير لمساته، معلنه لهُ رغبتها بقربه:-
- مش عايزك تبعد ابدًا..
توسعت ابتسامته المتوله بها...وانتفض قلبه بنبض منعش وهو يغمغم بهمسًا مبحوح:-
- بحبك يا اميرة الحكايات.. بحبك يا أجمل خطأ حصل في حياتي...
وغرق وأغرقها معه في بحور عشقه...يذوق حلاوة أن ينال أمرأة ينتمي له قلبها ومشاعرها.. هو رجُلها الاول في كل شيء...يستبيح ما حُلل له.. ويعلمها ما لا تعلمه عن العشق..
حتى مرت عدة دقائق بينهما... ضمها ألى صدره بحب وقلب يختلج النبض بداخله فرحة بنيلها وأخيرًا حتى لو لم يكن كما يريد أو يرغب... لكنه بدى مكتفيًا.. راضيًا بما نال.. مراعيًا حملها وكذلك جهلها وانتفاض جسدها المصدوم .. يكفي أنها من بادرت وأعلنت موافقتها وأعلنت عن مشاعر قلبها العاشقة بهذا الاستسلام..
مرت دقائق من الصمت بينهما، وهي تدفن رأسها به بخجلًا وتخبط لما صار بينهما، بينما هو يضمها أليه وينظرها لها بملامح مسترخيه.. متخمه.. حتى لاحت ذكرى ما في مخيلته فقطع الصمت بقهقهته العالية المفاجأة، فنظرت أليه متناسيه خجلها للحظه باندهاش وتعجب طل من مقلتيها، فغمغم موضحًا لها سر ضحكته المفاجئة:-
فاكره الدكتورة لما قالت لي أني بتعبك !..
اماءت براسها له فهتف قائلًا من بين ابتسامته:-
- اهو دا التعب اللي كانت الدكتورة قصدها عليه، وانتِ قولت لها ادم مش بيتعبني حنون ومراعي وبيهتم بيا..