السيل الثامن

13.4K 671 122
                                    

التفاعل مش مشجع للأستمرار خالص لا تعليقات ولا لايكات...بجد محبط

بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
# سلسلة "حينما يتمرد القدر"
    بقلم
# دينا_العدوي
البارت الثامن من الجزء الثاني
# رواية
# سيال_العشق
ــــــــــــــــ
السيل الثامن
**
أنتِ مني وكل كلي
جزء من روحي ونوري وظلي
بيتي ووطني وملجأي
منكِ الكمال وعنكِ ناقصًا
وجدت السعادة في مقربك
فأياكِ عن وصالي تقطعي
وتمسين لي يومًا هاجري
تحرمين عيني من لقياكِ
فتقتلين قلبي بجفاكِ
انتِ حلمي ومطلبي
ولطالما كان حبك غايتي
طال لكِ انتظاري، ومازالت عليه باقيًا
ارهقت عيني واستبحتِ خيالي
لكني على العهد مازلت باقيًا
قلبي لكِ ولابد من وصالًا
فلا تخشي يومًا فراقي
فأنا دومًا سأكون باقي
متوهج قلبي بهواكِ
**.

ما أن صدر الحكم  وخرج الجميع من المحكمة، حتى تبادل المحامين السلام، بينما أدم كان في اوهج سعادته لتحرر جود وأزاله عائق زواجها من أمامهما واخيرًا، الأن تبقت خطوة واحدة وتكون له لذا وقف هو وركان مع المحامي يتحدثان معه لينهي بضعة اوراق لازمه، بينما وقفت هي بعيدًا نسبيًا مع بوسه،..

في ذات الوقت الذي  خرج سليمان برفقة نيرة وآسر، الذي هتف قائلًا ما أن لمح جود تقف برفقة بوسه فتحرك باتجاهها: -
  - ثواني وراجع..
وخطا نحوها حتى وقف مقابلها،  فتوترت بوسه ونظرت نحو ادم وركان بقلق،  بينما هو اماء لها بنظرة ترحيب صامته،  ثم وجه بصره لجود  وغمغم بابتسامه عذبه:-
  - جود عايزك تفهمي أن علاقتنا ما انتهتش بطلاقنا، وانك دايمًا هتكوني ليكِ مكانه بقلبي، واني مش هنساكِ ابدًا،  مش هسمح بدا اصلًا لأني دايمًا هكون على تواصل معاكِ وأطمن عليكِ، وثقي إنك وقت ما تحتاجيني هتلاقيني...
تبسمت له بعذوبه وامتنان قائلة:-
  - شكرًا يا أسر إنك فهمتني وما زعلتش مني وتأكد إنك انت كمان ليك مكانه خاصه في قلبي واني  مستحيل انساك ابدًا وبتمنى لك السعادة والصحة، بتمنى ان ولادك يتولدوا بالسلامة وتعمل العملية وتخف وتعيش سعيد معاهم.
  - وانا كمان بتمنى ليكِ كل السعادة اللي في الدنيا يا أميرة، ومن قلبي بتمنى أن يكون اختيارك صح وأن السيوفي يفهمك ويقدرك ...
قال كلماته تلك وهو يبتسم بشرود حزين ويناظرها برقه وحنان، شاعرًا بعاطفة قوية نحوها وكأنها طفلته الصغيرة، يعترف انه سيشتاق إليها جدًا، وكعادة مكتسبه منه قام بضمها ألى صدره يكاد يقبل رأسها كما اعتاد، لكنه تفاجئ بمن خيم ظله عليهما ومد يديه ينتشلها من احد ذراعيها  مبعدًا اياها بقسوة عنه، فتأوهت هي متألمة فلم يبالى بتأوهها، يعميه غضبه وغيرته الحارقة..
فقد كان مشغولًا في الحديث مع المحامي،  حينما انحدرت منه التفاته نحوها، فوجده معاها، قريبًا جدًا منها، يبتسم لها وينظر أليها بتلك الطريقة التي قرأ فيها اهتمامه بها، لكن ما غمه واوقد في فؤاده اتون الغيرة ومشاعر الغضب تلك الابتسامة منها ونظرة عينيها التي قرأ فيها انها تهتم له أيضًا،  فاستعرت نيران غاشمه بداخله، وتحرك نحوهما وهو  يغلي.. الدماء في عروقه تكاد تذيب جدران تلك العروق.. غضب عارم انتشر في جوارحه على نحو غير مسبق حينما وقعت عيناه عليه يضمها ألى صدره هكذا للمرة الثانية على التوالي، عقله لم يفكر.. الامر خرج عن سيطرته على نحو لم يألفه، إحساس جارف كالسيول يجرف اي تعقل به ، فهدر وغضبه يتبخر من كل انشًا به :-
  - ما بقاش من حقك قربها او لمسها، هي خلاص اتطلقت منك وزي ما سمعت العدة سقطت، يعني اي حقوق ليك عليها سقطت معاها، وأنك تقرب منها تاني مش مسموح، أنا الصبح اتحكمت في اعصابي بصعوبة لأنها كانت مراتك، لكن دلوقت هي تخصني أنا وبس، وأنا مش اوبن مايند عشان اقبل ان مراتي يكون ليها علاقه بزوجها القديم او يكون في بينهم اي تواصل، أنا رجل صعيدي دمه حر، ما يقبلش على مراته يكون ليها اي كلام مع رجل غيره، ما بالك بجوزها السابق، انت خلاص اخدت اللي يخصك، خده وأبعد وأنسى جود  تمامًا واوعدك أننا كمان علاقتي بمراتك هتكون رسميه جدًا رغم القرابة اللي بنا..
ثم سحبها خلفه بقوة دون ان يسمح له بالتحدث يغادر وضب العاشق الغيور يفقده السيطرة ويخرجه عن طوره ويقلب طباعه عاليها سافلها،  يتحرك بها حيث سيارته وهي ترتعد خوفًا، لا تدرك ما به ولا سر هذا الغضب، حتى وصل إلى  السيارة واخيرًا فألتفت يناظرها بغضب لم ينضب، فأزداد وجلها وانكمشت على نفسها وهى تراه بتلك الهيئة لأول مره  عيناه جحظتا بشكل مرعب... ووجهه قد شحب.. وشفتاه باتت كخيطين رافعين، كابتًا غيظه وغضبه عنها
والغيرة نيرانها حارقه، ماتزال تستعر بقلبه، القسوة طغت فوق العشق بعينيه ليهدر بها بخشونة:-
  - اركبي...
  تهز رأسها  وغصه تحشر كلماتها في حلقها ووجع يكسر نظراتها فلا ترفعها اليه وهي تنصاع أليه وتستقل السيارة، فأغلق الباب بقوة، فانتفضت بهلع تناظره بنظرة عتاب على قسوته معها الغير معروف سببها،  فتتجمع العبرات بعينيها وقد اختلج صدرها بالغصات الأليمة..
فينغزه قلبه ما ان التقطت عيناه نظرتها العاتبة، لكن  ما يشعر به من حريق هائل وغضب طغى على ما شعر به في لحظتها،  ليتقدم ركان الذي استأذن سريعًا من المحامي وتحرك يجلب زوجته ويلحق به، فحاول تهدئته قائلًا:-
  - ادم أهدى، براحه عليها شوية، عارف وفاهم أنت حاسس بأية دلوقت بس اهدى وما تخليش غضبك يسيطر عليك وتخوفها منك، اكيد هي مش فاهمه وتعملت بعفوية وتلقائيه اعتادت عليها...
  ناظره ادم بحده رافضًا لجملته الاخيرة والتي ألهبت صدره اكثر، وهو يرجمه بدون قصدًا لتخيلات منفره لهما معًا، فتأجج غيرته ونيرانه الحارقة رفضًا لها....

سيال العشق  (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن