بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
# سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم
# دينا_العدوي
البارت السابع من الجزء الثاني
# رواية
# سيال_العشق
ــــــــــــــــ
خذيني أليكِ..
وأتركني حيث أنتِ
فلا أقوى على الحياة بعيدًا عنكِ
احتياجي لكِ يسربلني
وعشقي اليكِ يطوقني
وشوقي أليكِ يحرقني
مقيدًا أنا بكِ..صائمًا عن كل شيء إلا أنتِ
شريدًا انا في بعدك.. شريدًا وأنتِ لي وطنًا وأهلًا وبيتًا
غريبًا طريدًا واكتفيت من الغربة.. أنشد قربك واحتواءك
اخشى عمرًا يمضي وينتهي دون قربك..
أخشى موتًا يداهمني دون أن تعانقني يديكِ
وتحتويني بعينيكِ..خذني أليكِ وأتركيني حيث انتِ
فشوقي لكِ يؤلمني ويمزقني ونوبات من الحنين لكِ تداهمني فتؤرقني، وسفن صبري قد أبحرت وغادرت مدني
فأرحمِ شوقي وحاجتي أليكِ وأستجيبِ وخذيني أليكِ...
ـــــــــــــــــــــــــــــامأت برأسها له وشرعت تتحرك هنا وهناك ترى هذا وذاك ، تتفحص كل ما تقع عينيها عليه وتلك البائعة تساعدها في الانتقاء، بينما هو عيناه تتبعانها بدفء يسرى في أوصال رجولته وهو ينظر لبطنها المنتفخة بطفله وروحه وجيده منتشيان منتعشان لقربها...
حتى مر بعض الوقت عليهما وهو يراقبها، واحيانًا يشاركها في الانتقاء، ثم لفت انتباهه شيئًا ما، فوقف يتفحصه فأتاه صوتًا انثويًا ناعم من الخلف تغمغم بدهشه قائلة:-
- أدم!.... أدم السيوفي!...
أستدار ألى الصوت الانثوي الذي هتف بأسمه والذي شعر بأنه سبق وسمعه، فتوسعت عيناه وهو يتعرف على هوية صاحبته، وناظرها بأرتباك وصدمه من تواجدها الأن هنا، وغمغم مشدوهًا بأسمها::
- شهيرة!... انتِ رجعتِ أمتى؟..
توسعت ابتسامة شهيرة وغزت الفرحة قلبها وهي تتأكد من شخصيته، فأردفت قائلة بنبرة ذاهلة:-
- أدم السيوفي بذات نفسه... مش مصدقه اني شفتك بعد السنين دي كلها وحشتني بجد يا أدم..
وبدون مقدمات كانت تباغته وهي ترتمي في أحضانه بشوق سنون مضت ..كانت تلتقط إحدى القطع الصغيرة الوردية اللون تناظرها بعينين تلتمعان تحلمان بطفلة صغيرة منه يسميانها أشرقت فتشرق كشمسًا متوهجة بحياتهما، حلمًا باتت تتمناها وبشدة ترغب بعائلة كبيرة تخصها معه ..
رفعت عينيها الحالمتان تبحثان عنه لتريه إياها...بغمر فرحتها تجمدت ابتسامتها.. بل تجمد جسدها حتى أوصالها تجمدت... قلبها تجمد.. وسقطت القطعة الوردية منها وعيناها تتسعان بصدمه وهي ترى تلك التي تقبع بأحضان أدم.... أدم الخاص بها هي.. ظلت على تجمدها وصدمتها لثوانًا لا تدري ما الذي اكتسحها في تلك اللحظة..ما هذا الشعور المريع الذي زحف إليها!.. ويمزقها
الفتاة الشقراء التي تجاورها تتفحص بعض القطع للشراء والتي دلفت ألى المحل منذ دلوفها هي وأدم كانت قد تنبهت ألى ما حدث وتجمدها، غامت عيناها بالضيق وهي تنظر ألى تلك التي قد غمرت ذاتها بأحضان ذاك الرجل الذي ينتمي لتلك الصغيرة، فتغضن محياها وغل الدم بعروقها لرؤية هذا المشهد وسريعًا ما تلبستها تلك الحالة من النفور والاشمئزاز، وبحشرية زائده منها مدت يديها تلكز تلك المتصنمه جوارها تشعر بحريق هائل ينبش في صدرها لا إدراك لها عن سببه قائلة باستفسار:-
- تعرفي اللي حضنته دي!..
انتبهت جود لسؤالها المباغت لها، فأمأت برأسها رافضه وعيناها ماتزال مسلطتان عليهما وهي تبتعد عنه أخيرًا، فيناظرها بأبتسامه..
تلك الابتسامة منه وهو ينظر أليها عقب احتضانها قطعت نياط قلبها... مزقتها اشلاء ورمتها على قارعة درب الألم.. ألم لم تشعره قبلًا، ولا تدرك ذريعته بينما صارت حمائية الاخرى والتي كانت تناظر المشهد ببغض وكره واضح، فغمغمت بذات الضيق قائلة:-
- وانتِ هتفضلي واقفه مكانك هنا وانتِ شايفه اللي بترمي نفسها بأحضانه والظاهر أن نيتها واضحه انها تخطفه منك.
توسعت عين جود وانتفض قلبها برعب لكلمات الفتاة السامه والتي جعلت رأسها يطن ووجع اخذ ينبض في صدغيها وهي تقول بانشداه:-
- تخطفه مني!..
امأت لها الفتاة مغمغمه بنبرة تأكيد:-
- أكيد لو ما تحركتيش دلوقت وورتيها أنه ملكك أنتِ...
شوفي بتبص له ازاي وبيضحك لها، أنا لو منك كنت جبتها من شعرها وهو كنت هخلي ايامه سودا، بس عشان أنتِ مش أنا فروحي لعنده واكتفي بنظرة قرف ليها ونظرة توعد ليه وهو هيخاف ويتلم اصل صنف الرجالة دا عايز الشكم..