السيل الثالث

17.4K 640 87
                                    

اولًا بعتذر عن التاخير عشان مش كان معايا نت الفترة دي، بس كالعادة بعوضكم والمرة دي مش٧ الاف كلمه ولا ٨ الاف لأ البارت المرة دي ١٣ ألف كمره يعني ثلاثه في واحد كتعويض ومش هقسمه هنزله كامل قراءة ممتعه

السيل الثالث

وعشقت
لا مزيد من الانكار
فلابد من الاعتراف
بتُ متيمًا في هواكِ
لم أتعلم... ولم أتعظ
وسقطُ مجددًا في جحيم الهوى
فيا هلا بالألم والارق..
البعد والوجد... لوعة الاشتياق ورجفه القلب
ولا حق لي بالاعتراض ما دُمت ضعفت
ولحصوني هدمت وأليكِ أسلمت....
ستبدأ من الآن معاناتي وسأحترق
طيفك لن يرحم غفوتي
صورتك لن تفارق مخيلتي
ومن جديد سأغدو تائهًا، مآسورًا بكِ
ومع ذلك لن أتوبك ولن أبتعد
ولأحترق حتى التلاشي برفقتك
أو تبيتين قدري وأهنئ بكِ...
ـــــــــــــ
وقفت على اعتاب الغرفة ومآقيها تذرف العبرات تنفلت منها شهقاتها الملتاعة وهي تراقب الطبيب يفحصه ، وهو ممدد على الفراش بوخز مؤلم بقلبها..
توتر ركان وشعر بالقلق عليها، فألتفت برأسه إليها قائلًا:-
- جود لو سمحت كفاية عياط، أدم قدامك كويس اهو، بلاش دموع عشان اللي في بطنك، الدكتورة حذرتك من التوتر، وإلا هتندميني إني دخلتك وهرجعك على اوضتك..

هزت رأسها رافضه تحاول التحكم بدموعها ومنع شهقاتها من الانفلات لكنها تنفلت رغمًا عنها، في الوقت الذي بدء أدم يستعيد وعيه ما أن نطق ركان بأسمها، وكأن أسمها هو كلمة سر الأمان لأيقاظ عقله من غفوته مطمئنًا، رفرف بعينيه محاولًا استعادة وعيه الكامل، فأبصر الطبيب أمامه...

غص قلبه بألم وهو يظن أن ما عاشه قبلًا كانت هلاوس أنسجها عقله، وانتابه شعور بالأنهاك الشديد وكأنه مستنزف، وبصوت معذب مبحوح كمن يلفظ قلبه انفاسه الأخيرة همس بأسمها بلوعه، وشعور بأنه خسرها يسيطر على عقله ويحثه على الاستسلام، ألى أن أتاه صوت ركان وهو يقترب منه، فيظهر في مجال رؤيته وهو يهتف قائلًا مشيرًا له على تلك الباكية بجوار الباب لم تبرح مكانها:-
- جود هنا يا أدم أطمن...
من بين جفنيه لمحاها هناك واقفه تطالعه بعينين باكيه، تقافز قلبه في صدره وكأن صاعقه كهربائية ضربت جسده فتلاشى الوهن وتنشط، يفرج جفونه بأتساع لتناظرها عيناه جيدًا فوجدها أمامه حقًا وليست هلاوس ولا احلام نسجها عقله.. كانت جميلة بدرجه مبهرة كحلم... كضوء يهزم ظلمة حالكة السواد حوله، وتأكد أن تلك الثواني الماضية عاشها حقًا ولم يتوهم، وان تلك الدموع التي تذرفها هي لأجله هو، ومجددًا كان أناني بشعوره بالسعادة لرؤية حزنها لأجله وتسأل أن كان حزنها لرقتها وأنه إنسان حزنت لأجله، ام لأنه يعني لها..

لما تلك التساؤلات تجول بعقله وتجعله يعمل كماتور في ماكينة!، ما الذي يصبو أليه!، عليه ايقافه في الحال ولا يطمح لما هو مستحيل، عليه أن لا يطمع ويكتفي بما مُنح أليه، أنها أمامه لم تغادره كما ظن، وبقيت تعلن احتياجها له، لا تريد الابتعاد عن مجاله هي وصغيره، عليه أن يكون أكثر من ممتن لهذا، وهو كذلك... لذا لن يفكر ولن يتسأل كيف!، عليه الشعور بالراحة لوجودها الأن، لذا حاول الاعتدال والتغلب على ألامه ورفع لها احد ذراعيه مشيرًا لها بالقدوم
بصوته الوهن:-
- جود تعالي...
وكأنها كانت تنتظر طلبه، الذي لبته سريعًا وتحركت نحوه ألى أن وصلت أليه، خفق قلبه بشده وتشتت مشاعره اكثر، وبدأت تتلاعب به كورقات الخريف، رفع أليها بصره بعينين تناظرها بعاطفة جياشه، تجول على ملامح وجهها والذي ازعجه رؤية شحوبه واحمرار عينيها بأجفانها المبللة بدموع ماتزال تنهمر ألمت قلبه، فدق قلبه بحزن، وهتف قائلًا بوهن وهو يشعر بتلك الدموع وكأنها جمرًا ترجم قلبه:-
- كفاية دموع يا جود انتِ كده بتتعبيني اكتر وبتزيدي ألمي
رفعت يداها تزيلها بكف يديها بطفولية تحاول منعها، لكن تلك الدموع السخيفة ترفض التوقف عن الانهمار، فهتفت وهي تذرف المزيد قائلة بصوتها المختنق :-
- مش عايزة تبطل تنزل، ومش عارفه اوقف بكى، أنا كنت خايفه اوي اوي يا أدم أنت سبتني وكمان البيبي كان....
توقفت عن الحديث وشهقت بتدارك لاندفاعها تنهر ذاتها عما اوشكت ان تبوح به، لكنه انتبه لهذا وناظرها بتساؤل والخوف يتسلل بين جنباته وقد هبطت نظراته حيث رحمها، وارتجفت يديه برغبه مستميته بلمس بطنها والاطمئنان على صغيره، لكنه تحكم برغبته وبقوة فولاذيه احجب ذاته عن فعلها وهتف بنبرته المتعبة متسائلًا بقلق ينهش به:-
- ابني كويس وبخير مش كده!..
امأت له برأسها وهتفت من بين دموعها:-
- ايوه كويس..
في ذات اللحظة التي شعرت بحركته بداخلها بقوة، وكأنه يستمع لسؤال والده عنه ويلقي عليه السلام مخبرًا إياه بقوته وصموده وأنه مثله تمامًا لم يستسلم وحارب ليبقي وتشبث بالحياة...
وبحركة عفوية منها كانت تجذب هي يديه برفق تضعها على رحمها مكان ركلات صغيرها قائلة بصوتها المختنق بالدموع:-
- اطمن بنفسك البيبي كويس جدًا، وأنا حافظت عليه زي ما وعدتك وسمعت كلام الدكتورة كله، عشان كنت واثقه إنك هتخف ومش هتسبنا..
لمعت عيناه بالعبرات، تزامنًا مع خفق مدوي بصدره الذي بدأ يضرب صدره بقوة تأثرًا، وهتف قائلًا بصوته المتعب وقد اضحى اكثر قوة نابعه من تلاشي خوفه والاطمئنان الذي غلف روحه المثقلة:-
-- ابني البطل زين القوي متأكد أنه هيكون بخير وهيتولد سالم معافي..
- زين
هتفت بها باستغراب، فهتف قائلًا بذات النبرة المتعبة:-
- هسميه زين أن شاء الله، مش عجبك!...
ازدادت تلك الدموع السخيفة هطولًا من مقآيها، واردفت بتأثر شديد قد ازداد عليها هذة الايام:-
- لأ حلو الإسم جدًا... بس ..
- بس أيه!..
هتف بها متسائلًا، فأردفت قائلة ببعض الضيق والتأثر :-
- بس أنا عايزة بنوته مش ولد يا ادم لو سمحت أختار أسم بنوته حلو...
تبسم من طريقتها اللذيذة في الحديث والتي تعبر عن مدى طفولتها وهتف قائلًا بتأكيد وهو يتذكر ذاك الحلم وقد احب مناغشتها رغم وهنه إلا أنه اراد تشتيتها عن البكاء-
- بس أنا متأكد أنه ولد يا جود، ولد قوي وشجاع
زين ادم السيوفي..
إلا انه تفاجئ بها تنفجر باكيه وهي تهتف بضيق شديد رافض::
- بس أنا عايزة اخلف بنت صغيرة..
تفاجئ بانفجارها الباكي بل صدمه وبعفوية أردف دون ان ينتبه لما يقوله لها بمهادنه كأي زوجين طبيعيين في هذا الموقف لكن ليسا هما:-
- خلاص المرة الجاية أن شاء الله نجيب بنوته زي القمر شبهك كده وهسميها "أشرقت" ...
توسعت عيناه بصدمه وأكتنفه الأدراك الصاعق بما هتفت به شفتيه من كلمات تفصح عما بداخله من امنيات تراوده، واستغرب حاله الأن وقبل عدة أشهر مضت!، كيف أنزعج بشدة حينما اكتشف حملها وغضب لأنها تحمل طفله بأحشائها والآن يتمنى أن تحمل بالمزيد من أطفاله ولا يري غيرها أمًا لهم، وعند تلك الخاطرة اشتعلت مشاعره التي الهبت روحه ورجفة شديدة تضرب جسده وخاطرة حملها بمزيد من أطفاله بصورة طبيعية ترجم مخيلته.. لقد أضحى طامعًا، يطالب بالمستحيل، عليه ان يُلجم جماح خياله، فتلك الصغيرة لن تكون له يومًا، حتى ولو من أجل طفله،
وان لا يترجم مشاعر حزنها لأجله بصورة خاطئة، انها رقيقة المشاعر، مرهفة الحس ويثقلها الشعور بالامتنان له لا أكثر، ولا دخل لها بمشاعر قلبه اتجاهها ولا بذلك الحب الذى أستحوذ عليه وأحتل كيانه بغته، فهو المخطئ والمذنب بحقه، حينما صبا ألى ما ليس له، كان عليه الانتباه أكثر بعدم الوقوع بتلك الهوة السحيقة مرة أخرى، هوة العشق
نعم هو أحبها لكن ذاك الحب الذي يكنه لها عليه ان يبقيه حبًا نقيًا، سيحافظ عليه مستقرًا بين حشايا القلب خاليًا من الجشع.. خاليًا من الطمع والأنانية المطلقة في الاستحواذ عليها، بل لن يسعى إلا لسعادتها وسيحتمل هو وزر مشاعره الأثمة واحتراق روحه وهو يراقب ابتعادها وقربها من زوجها..

سيال العشق  (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن