بسم الله الرحمن الرحيم
# حدث_بالخطأ
# سلسلة "حينما يتمرد الق در"
بقلم
# دينا_العدوي
السيل السادس والعشرون من الجزء الثاني
# رواية
# سيال_العشق
**
لن اتغنى بحبي لكِ
وبكلمات عشق تذيب قلبك لن أكتفي
بل سأفعل ما يثبت انكِ تملكين القلب ومشاعره
فالحب ليس قولًا فقط.. الحب فعلًا وشعورًا
الحب أن لا لحزنك ارتضي ...
وأفعالي وحدها هي التي سوف تثبت
ما انتِ وما بالقلب مكانتك
فالأفعال هي من تبني حبًا لا ينهزم..
**
كان في تلك اللحظة مقيد وعاجز عن أتخاذ أي قرار دون أن يفكر في العواقب الناتجة عنه، حينما ولجت ألى الغرفة ميار التي نظرت أليه بتعجب من تواجده بالغرفة في تلك اللحظة يحمل بين يديه صغيرها، فعبر لسانها عنه بنطقها لأسمه بانشداه:-
- ادم
رفع بصره أليها بنظرات تائهة، ومازال لا يستند الي أي قرار بعد، فصدمه تواجدها ومشاعره على شفا حفره من الانهيار
بينما هي غمغمت بأبتسامه وهي تتقدم نحوه قائلة:-
- اكيد عيط وأنت سمعت صوته.... والله غبت عنه دقايق بس وفكرته هينام شويه، بس كأن الاستاذ مش حابب ينام خالص..
ومدت يديها لهُ بغية أخذه منه، فاعترض قائلًا وهو يشعر برغبة قربه أكثر، فلم يشبع من تواجده بعد في حضنه، وقلبه مازال لم يستعب مشاعره، حقيقة أن هذا الصغير طفله هو ، من دمه، يخصه، طفله الذي انتظره بتلهف وظن انه فقده وها هو بين يديه وقلبه يقيم أزهايد الفرح لمعرفته بحقيقته :-
-لأ سبيه معايا...
ثم استطرد قائلًا مستدركًا ذاته:-
- شكلك تعبانة ومرهقه، فسبيه معايا أنا وجود النهاردة.. هو وحشني أنا كمان وما فضيت أشوفه النهاردة..
ثم نظر للصغير بين يديه :-
- هو شكله مصحصح ومش ناوي ينام ابدًا، وهنتسلى مع بعض..
تلجم لسانها عن النطق وأمارات الدهشة تكلل ملامحها من مطلبه، فلم تستطع الرفض وشقيقها يطلب منها لأول مرة طلبًا كهذا، وهي ترى بعينيه احتياج غريب، فداهم قلبها شعورًا بالشفقة عليه والحزن لأجله، فأمأت لهُ برأسها ويديها تتراجع تلقائيًا بجانبها بينما تهتف بنبرة بها بعض المرح:-
- بس بتمنى ما تندمش على طلبك دا وترجع تشتكي انك ما عرفتش تنام..
داهمت شفتيه شبه ابتسامه وهو ينظر أليه بحنان فاض من مقلتيه قائلًا:-
- عمري ما هشتكي أبدًا..
تبسمت لهُ بأرتباك وهي تتحرك بالغرفة، تجلب بعض اغراضهُ لهُ بينما تغمغم قائلة:-
- دي الحاجات اللي ممكن يحتاجها الليلة وجود هتعرف تتعامل معاه وتهتم بيه، هو كده كده بيكون مرتاح معاها جدًا..
كلماتها التي ألقتها على مسامعه كثرثرة عابرة اخترقت قلبه، صدمته، وألمته بقوة، وعقله يفكر في تلك الرابطة القوية التي نشأت بينهما وكأن قلبهما تألفا وأدركا حقيقة انتماء كلًا منهما للأخر، وشعر ببشاعة اخفاءه لتلك الحقيقة عنها ولو لبعض الوقت، ان يبقيها تحترق في جحيم أوجاعها وظنون فقدها، بينما هو قد انتشل من هذا السعير ..
وبتيه أماء لها براسه وهو يلتقط الحقيبه منها ويتحرك مبتعدًا عنها ألى الخارج متوجهًا ألى غرفته ولا يدرك كيف سيواجها ويخبأ عنها ما علم، كيف ستلتقي عينيه بعينيها وهو يخفي عنها ما ينهي ألامها ويرأب صدع روحها ويعيد ألى قلبها سعادته ومشاعر ظن انهُ حرم منها ولا تعلم انها ساكنه بداخلها وقد شعرت بصغيرها وألفته دون حتى استيعابها..
آه حارقه ملتاعة خرجت من فاهه وهو يشعر بالضياع، عالقًا هو ما بين زوجته وشقيقته ولا قدرة له على أتخاذ أي قرار، فسعادة قلب زوجته بسحق قلب شقيقته، غار قلبه في صدرة من شدة شعوره بالوجيعة والحيرة بين آمرين كلاهما أمر، فجود لن تسامحه أذا علمت بمعرفته وأخفاه عنها وهو اكثر الناس ادراكًا بمدى ألمها وجرح قلبها، وشقيقته ستنهار كليًا أذا باغتها بتلك الصدمة هكذا، ماذا عليه أن يفعل!، يشعر بدوامة شديدة تتلقفه، الأشد عنفًا على الأطلاق، يتمايل داخلها فيشعر بالأرض تميد من أسفله ولا من قرار بعد يستند اليه...
وقف على اعتاب باب غرفته يتنهد بقوة، ليزيح عنه توتره، ثم قام بفتح الباب ودخل..
كانت على الفراش جالسه وبيديها حاسوبها وكتبها تنتشر من حولها بينما قلمها يستقر بين شفتيها، لترفع رأسها أليه فور دخوله ألى الغرفة، لتقع عينيها على الصغير بيديه بانشداه، فانتفضت من على الفراش تتقدم منه متسأله وقد شعرت بالقلق:-
- أنت جايب ريان معاك ليه!، في حاجه!.. هو كويس!، وميار كويسه..
هدأها قائلًا :-
- اهدي كلهم كويسين بس أنا حبيت أنه ينام معانا النهاردة..
زفرت براحه وداهمت الابتسامة شفتيها قائلة وهي تميل برأسها تقبله وهو ما يزال بين يديه:-
- فكرة حلوة جدًا جدًا..
ثم استطردت قائلة:-
- اصلًا هو لسه وحشني جدًا وما شبعتش منه..
ثم مدت يديها أليه تنوي أخذه منه حينما تململ الصغير وأصدر اصواتًا تعبر عن انزعاجه، تغمغم بأبتسامه لا تفارقها حين رؤيتها لهُ:-
- تعالى يا ريان باشا لما نشوف الحفاضه لتكون مضايقاك...