° إمتناع ° 6

489 34 1
                                    

- تايهيونغ، أرجوكَ إفتح الباب.

- أُريدُ البقاءَ بـمُفردي !.

- لكنكَ لم تتناول شيئـًا مُنذ أمسٍ.

- لا شهية ليِّ !.

صاح مِن خلفِ الباب و احتضن ذاتهُ أكثر فـأكثر، هذا يُخيفهُ.. تلك الجُدرانُ ذات البردِ القارصِ رُغم دفء جسده !.

و جيمين المُلحِ عليهِ مُنذُ جاء للمَبيتِ معهُ بـتناولِ أي شيءٍ و لو القليلِ فقط، لكنهُ استمر بـالرفضِ، أعطاهُ جيمين غرفةً بـمنزلهِ مع والديهِ و تايهيونغ يرفضُ الخروج منهَا.

هو يحتاجُ والداتهُ فقط في هذهِ اللحظة !، والدهُ حتي لم يتساءل أو يبحثَ عنهُ كونهُ لم يعُد للمنزلِ مُنذُ أمسٍ !، هل هي الخيبةُ أم عدمُ الإكتراثِ بعد الأن ؟.

أين والدهُ الذي كان يحملهُ علي قدميهِ و يرفعهُ عاليـًا لـيبدو بندقيهُ الصغيرُ كـمَن يُحلق !، أين مَن رفعهُ للأعلي حين طلب تايهيونغ منهُ أن يسمح لهُ بـلمسِ الغيومِ ؟.

و عندما لم يستطع، ظل يبكي و يرمق والدهُ بـحُزنٍ، حينها رق قلبُ والدهِ، و عند عودتهِم للمنزلِ، و تحديدًا بعد عودةِ تايهيونغ مِن المدرسةِ في اليومِ التالي،

فاجأهُ والدهُ بـصُنعِ غيومٍ مِن الصابونِ و الغَزل !، لطيفةٌ للحدِ الذي أحتضنهُ تايهيونغ و كاد يسقطهُ علي المزهريةِ خلفهُ.

لم يدرسُ يومهَا مُطلقـًا و بقي يأكلُ الغَزل و يلعبُ بـالصابونِ، علي الرُغمِ مِن إدراكهِ بـأنها ليست حقيقةً، لكنهُ، أراد أن لا يُخيبَ والدهُ المُحملَ بـالسعادةِ لـرؤيةِ كم إستطاع إيقاف الخيبةِ بـإبنهِ قبل أن تتسع الفجوةُ داخلهُ !.

لكنهُ الأن، يُدركُ أن الخيبة هي مَن لامستهُ.

لم يُربي إبنـًا عاقـًا أو غير مُتحملٍ للمسئوليةِ !، لم يُربي إبنـًا قد يؤذي أحدهُم كما فعل مع زميلهِ !.

يشعرُ بـخيبةِ أملٍ لم يسبق و وقع بها.

فجوةٌ إتسعت و إحتوتهُ بين ثناياهَا تدثُرُ التبر المُرمقَ فوقهُ و تحفظهُ عن العيانِ.

عض جيمين سُفليتهُ، ثم انزلق بـظهرهِ ضد الباب مِن الجهةِ الأخري، كيف يُغيرُ مطافَ الرحلةِ بعد إنطلاقهَا دون محطةً لكنهَا اقتربت مِن محطةٍ غير مرغوبةٍ ؟.

مُنعطفٌ حادٌ لم يستطع أي منهُم عبورهُ و الإلتفافَ بـشكلٍ جيدٍ مما سببَ سُقوطَ كلٍّ منهُم عن الطريقِ و السُقوطَ مِن أعلي الجُرف !.

لكنهَا شعرةٌ..شعرةٌ ما تَسنُدْهُم و تحميهِم مِن السُقوطِ أعمق.

- تايو، أخبرني والدكَ بما حدث بينكُما قبل عدةِ أيامٍ.

صمت قليلًا، بينما أطرق الأخرُ أُذنيهِ يستمعُ لـكلماتِ صديقهِ.

- يُمكنكَ البكاءُ كما تشاءُ، لكن داخل أحضاني، لا تفعل ذلك وحدكَ، لا بأس عليكَ فـلا أحد هُنا سِوانا.

لم يأتيهِ ردٌ مِن بندقيهِ، لذا تنهد و أستند بـثقلِ جسدهِ أكثر علي البابِ، لكنهُ لم يلبث طويلًا، قد فُتح البابُ بـخشونةٍ، فـسقط جسدُ جيمين للخلف و صُدم رأسهُ بـالأرضيةِ الباردة.

تأوهَ بـخفةٍ و عقد حاجبيهِ لـثوانٍ قبيل فتحهِ لـعينيهِ بـبطءٍ مع بعضِ الألم، و كان أول ما قابلهُ هو وجهُ صديقهِ الشاحبِ و الباكي، و التي إتخذ الظلامُ جفونهُ وطنـًا.

- إلهي، تايو، تَردت صِحتكَ بـسرعةٍ.

- لا لم يحدُث.

شعر بـالإحراجِ مِن الإعترافِ بـذلك، لذا تقمص دورًا أخر بـكذبةٍ جديدة، و بـالرُغمِ مِن ذلك، لم يكُن حالهُ لـيَخفي عن صديقهِ.

فـاعتدل جيمين فأصبح جالسـًا مُقابلًا لـتايهيونغ، و سُرعان ما إرتد جسدهُ بـخفةٍ للخلفِ حين القي تايهيونغ بـثقلِ جسدهِ داخل ذراعي صديقهِ التي ضمتهُ و احتوتهُ بـرحابةِ صدر، تحركت يدهُ تمسحُ علي رأسِ خليلهِ البندقي.

بينما جسدُ الأخرِ ينتفضُ بـصمتٍ، يرتفعُ و يهبطُ نتيجةً لـشهقاتهِ التي يُكافحُ لإيقافها.

- ليس مِن المُوجبِ عليَّ مُعاملتهُ بـلطفٍ هو مَن إبتدء !.

- أعرفُ..أعرفُ كم يُزعجك، لكن، لا اعتقد أن هذا مُسوغٌ لمَا حدثَ.

تحدث بـهدوءٍ حتي لا يزيد الحِمل علي كاهلِ مَن بين ذراعيهِ يشدُ بـالعناقِ يتشبثُ بهِ أكثر فـأكثر.

- لم أكُن مُدركـًا، جيمي، أنا أحتاجُ أمي الأن.


♪ ♪ ♪ ♪ ♪ ♪ ♪


هولا!

أخباركم؟،

اتمني تكونوا بخير.

قدموا لـ Methomania الحُب المُستحق أعزائي🤎.

لنا لقاء قريب بإذن الله💕.

' سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم'

دُمتم بحفظه..


ʚ♡ɞ

Methomania | ✓Where stories live. Discover now