° إحتراق ° 44

131 11 3
                                    

- يجبُ أن تأكل، تايهيونغ لن يكون سعيدًا لـرؤيتنا هكذا.

جيا مين التي هزُلت أنبست بـضعفٍ لـزوجها الشاحب، في الواقعِ، كانت تُحدثُ نفسها لـدقائقٍ مضت، لأنهُ جسديـًا فقط كان موجودًا،

روحهُ وراء القضبانِ، حتى ذلك الصباحِ الذي ينعكسُ نورهُ مِن خلالِ زجاجِ النافذةِ على تفاصيلِ وجههِ المتعبةِ، لم يكُن صباحـًا، لأن كل شيءٍ بدأ ينتهى.

لا شيء أفلح، سـيُحاكم إبنهُ، و في كل الحالاتِ، هو لن يَجد مَن يصنعُ لهُ تلك الغيوم، أو الفطور، هذهِ الغُرفةُ، لن تنبض كـما أعتادت.

يمكنهُ رؤيةُ كل شيءٍ، كيف أن تايهيونغ كان واقفـًا بينما يُجففُ لهُ خُصيلاتهِ و جيمين يجلسُ فوق كرسي المكتبِ بـطريقةٍ عكسيةٍ،

يمكنهُ رؤيةُ نفسهِ يُوبخُ تايهيونغ بينما يُزحزحِ ساقيهِ لإغلاقِ النافذةِ سريعـًا، ذلك البردُ الذي خاف أن يلمس إبنهُ، قد فعل مُحطمـًا كل تلك الأسوارِ.

إلي أي مدى كانت هشةً ؟، في أي مرحلةٍ صُنع ثقبٌ فيها ؟، ماذا لو لَمْ يحدث ذلك ؟، ماذا لو كانت هذه مُجرد مَغازل مؤلمةٍ على وشك التلاشي ؟.

يووجان جعد مَلمحهُ الباهت، أستنشق ماء أنفهِ، و شدّ على إمساكِ الصليبِ الصغيرِ بين يدهِ اليسرى، كان يدعو، يتوسلُ داخلهُ، أن الجُدران التي تحتويهِ الأن قد تحتوى إبنهُ مِن جديدٍ.

- رجاءً، و إن لم أكُن أستحق، و إن لم يكُن يَستحق.

هو تمتم بـنبرةٍ مُهتزةٍ بينما ينظرُ للسقفِ بـإبهامِ، جيا مين بدأت تُدركُ، زوجها لن يآكل مُجددًا، إن بدأ صلاوتهِ فـهو لن يتركها أو يُقاطعها.

هي تنهدت، لِمَ عليها أن تبقَ أقوى بينما هي تتفتت ؟، لِمَ عليها التظاهرُ بـأن كل شيءٍ بخيرٍ رُغم كل الأدلةِ حولها التي تُثبتُ العكس ؟،

ما الذي يَشعرُ بهِ يووجان لـينهار بـتلك الطريقةِ مُنذُ الحادثةِ ؟، هل يُدركُ آلمها أيضـًا ؟، هل يعرفُ مدى سوءِ ما تعرضت لهُ ؟، ما خاضتهُ ؟، و ما تزالُ تفعل ؟.

مهما فعل، فـهو لن يصل لـحالتها اليائسة.

هي إستقامت حاملةً الشطيرة، لا تملكُ طاقةً أو شغفـًا للطبخِ، تلك الصورةُ، بينما كانت تجلي الصحون، هل قد تعودُ ؟.

زحزحت ساقيها بـتعبٍ، عقدةٌ خفيفةٌ بين حاجبيها، أدارت المقبض و خرجت، لم تُغلق الباب و تركتهُ، رُبما قد تودُّ روحهُ العودةَ لـجسدهِ، رُبما قد يُقررُ ترك غُرفةِ إبنهِ لـتتنفس.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now