° حرارةُ العالمِ ° 42

154 12 4
                                    

قُرع جرسُ ذاك البيتِ، صدح الصوتُ بـكل زاويةٍ بـشكلٍ خادشٍ، كل الزوايا مُظلمةٌ، كل الغُرف، علي الأرجحِ، مَن يَسكنونهُ نسيوا كيف يُمكنِّ إشعالُ المَصابيحِ.

ما كان يخترقُ تلك العتمة المُوحشةَ، لم يكُن سوي نورِ الصباحِ المُتسللِ مِن نافذةِ المطبخِ و التي أنارة غُرفة المعيشةِ.

فراغٌ، أقلُ ما قد يُعلقُ علي لافتةٍ كبيرةٍ أعلي بابِ البيتِ، ما الذي حل هُنا ؟، أصابتهُم السعادةُ لـدقائقٍ فقط.

الأن، كل شيءٍ مُوحشٌ، فارغٌ، و بـلا حرارةٍ.

جسدُ الأنثي الجالسِ فوق الأريكةِ بـسكونٍ جفل لـوهلةٍ، مَن قد يُريدهُم مُجددًا ؟، ما الذي يَودونَ سلبهُ أيضـًا ؟، ماذا نسيوا تركهُ ؟.

هي تنهدت، و وضعت يدها علي رحِمها، تشعرُ أن روحها تُفارقها، منذ سُلب منها إبنها، و هي فقط تمنعُ العلاج عن السريانِ بـجسدها.

زوجها كذلك أُِصاب بـفاجعتينِ، الأولي، أُُخذ بندقيهُ، و الثانية، هي جداولُ الدمِ التي تنسالُ منها.

عند تلك النِقطةِ، يووجان لم يتحدث مُجددًا، إنغلق، تمامـًا، واجه صعوبةٌ حتي في أبسطِ حركاتهِ، لم يعُد يُريدُ القيام بـشيءٍ، لا يُمكنهُ حتي مُساعدةُ إبنهِ.

لا يُمكنهُ فعلُ شيءٍ، لا إخراجُ إبنهِ و لا شفاءُ زوجتهِ، لا شيء، هو عاجزٌ، بـطريقةٍ تُهلكهُ.

جيا مين تأوهت و تجعد مَلمحها بـألمٍ، هي لا تقوي علي الوقوفِ كثيرًا، حتي إنها تواجهُ صعوبةً في التبولِ كـالبشر.

الجرسُ يُصدرُ طنينـًا مُزعجـًا، علي الأرجحِ، يووجان لن يقوم بـفتحِ البابِ، هو بـغُرفةِ تايهيونغ، فوق سرير إبنهِ يستلقي.

لذا، كان عليها هي أن تلتوي و تُصارع مَفاصلها للوقوفِ.

بدأت تستندُ علي الأريكةِ و مسندها، زمت شفتيها بـقوةٍ، عقدةٌ خشنةٌ تكونت بين حاجبيها، فقط، لو كان الطارقُ أحد عناصرِ الشرطةِ، هي لن تتردد بـطعنهِ.

زوجها حتي لم يَسلم مِن إتهاماتِ الشرطةِ بـأنهُ سارقُ جثةِ كين يوو، بينما هو لم يَبرح بيتهُ علي الإطلاقِ مُنذُ سُلب منهُ إبنهُ، و مُنع مِن أي زيارةٍ غيرِ مفيدةِ في محورِ القضية.

كان هذا مُميتـًا لـكليهِما، سـيَكرهانِ الشرطةَ لـباقي حياتهِما، إن بقي.

لم تكُن أي قضيةٍ، كانت قضية قتلِ طالبٍ علي يدِ زميلهِ.

جيا مين إستقامت أخيرًا، تحركت بـصعوبةٍ و هي مُنحنيةُ الظهرِ، عندما تعتدلُ بـجزعها، هي لا تُلاقي إلا الألم فحسب، ألمٌ طاحن.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now