° أرضٌ رَخوة ° 46

135 8 2
                                    

- سوفُ ترحلُ، سـأجعلكَ تلحقُ بهِ.

سيون قال مُمسكـًا بـالهاتفِ المكتبي، و مُبتسمـًا بـوسعٍ بينما يجلسُ قُبالة تايهيونغ المُكبل، يفصلُ بينهُما لوحٌ زجاجي، بدا مجنونـًا، يُردد ذات العبارةِ لـتايهيونغ ذو المَلمحِ الباهت و الجامد لمّا يُقاربُ الخمس دقائقٍ،

لِمَ يبدو سعيدًا بـإفسادِ كل شيءٍ يخص كل شخصٍ فقط لأجلِ فردٍ توفي و أنتهى ؟، تايهيونغ تساءل في خُلده.

هو يُدركُ بـالفعلِ أن كل شيءٍ أنتهى، أقترب موعدُ مُحاكمتهِ، جونغكوك لم يَعُد مُجددًا، بـطريقةٍ ما، و كـأنهُ تخلَ عنهُ تمامـًا و نسيَ أمرهُ، هل كان صعبـًا عليهِ لـهذا الحدِّ ؟، تنفيذُ حلهِ ؟،

كان يرى كل شيءٍ بـبهوتٍ تامٍ، و إنعدام رغبةٍ، البابُ خلف سيون مفتوحٌ، لكنهُ لم يمتلك حتى رغبةً في النظرِ للخارج، إلي البشر، إلي أي شيءٍ أخر سوى القضبان،

لا يسعهُ رؤيةُ والديهِ، و لا خليلهُ الشاحب، لِمَ عليهِ النظرُ للخارج إن لم يكُن أحدهُم هُناك ؟، كل شيءٍ ذابلٌ، و بـلا معنى، ما الذي سـيفعلهُ والديهِ الأن ؟،

كيف لهُما العيشُ بعد التأكدِ مِن أنهُما خسر أبنهُما تمامـًا ؟، هل يحملانِ أملًا ؟، تايهيونغ أراد الذهاب حيثُ هُما و إنتزاعهُ، لأجلِ أن يتخطياهُ، و كـأنهُ لم يكُن يومـًا في قاموسهِما، و لا بيتهِما، و لا جزءًا أساسيـًا مِن مُشترياتهِما،

و كـأن رحِم والدتهِ لم يكبر، و لم تنقبض عليهِ جُدرانُ الرحم، و لم يخرج و يراهُما، و لم يرى العالم، و لم يرى جيمين، و لم يُقابلهُ قط،

لأنهُ يُدركُ تمامـًا كم أنهُ سـيُسببُ مِن خدوشٍ كـالترهلاتِ، هل كان عليهِ أن يفقد عقلهُ حينها ؟، لـكان الأن في بيتهِ، في غُرفتهِ أو مدرستهِ، يشردُ في مُنتصفِ الصف، و يُلاحظهُ الأستاذُ فـينزعج و يُساعدهُ جيمين في إيجاد الإجابةِ لأسئلتهِ،

أو في بيتهِ، حول مائدةِ الطعام الدافئةِ المُحتويةِ على ثلاثةِ أفرادٍ، أو مدينة الملاهي، حيثُ يقبضُ جيمين على معصمهِ، يجرهُ في الأرجاءِ، و نهايةً، يلتقطُ صورةً،

هل أنتهى كل شيءٍ حقـًا ؟، لِمَ كان هذا أسرع ما يحدث ؟، ما الغرض ؟.

- إن جئتَ لـترديد هذا فقط، فـغادر.

هو تمتم عبر الهاتف بـهدوءٍ، و نظراتٍ فارغةٍ، جاعلًا مِن إبتسامةِ سيون تنكمشُ بـبُطءٍ.

- لن أسمح لكَ أن تُشعرني بـالبؤس فقط لأنني أشعرُ بـالسعادةِ.

هو رد عليهِ، ناظرًا لهُ بـطريقةٍ غريبةٍ جعلت مِن تايهيونغ يبتلعُ بـثقلٍ، ما الذي يُريدهُ الأن ؟، إلي أين يُريدُ إيصالهُ ؟.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now