(الفصل السادس)

67 3 2
                                    

رساله لقلبك:

"كل شيء يسير لصالحك مهما بدا سلبياً، فالله يُدبر الأمور بحكمة تتخطى فهمك، لأن الله إذا كَلَّف أعان 🖤"




_______________




ها نحن ذا نستقبل هذا الهواء الطلق في طريقنا ،نعم أحدثكم من شوارع القاهرة  ،وتلك الرياح الباردة التي تتمايل كما تجعلنا نتمايل معها ،لترى تلك السماء الدامعه محتضنةً سحبها المحمله بالمياه، كما يقل الزحام في هذا الوقت ،فأغلب الناس تذهب لبيوتها وتشعل النيران ، أما أنا فأعشق هذا الطقس ، وتلك البرودة التي تصطدم بي على عكسه تماماً ،أعلم أنه سيُجيبني بعد رفضه لذلك أُكثر من إلحاحي ...

يوسف : مبسوطه يا اختي..  يا رب تكوني مبسوطه إنك منزلانا في وقت ما الناس كلها بتروح بيوتها تتدفى.

إيمي: جدا جدا مبسوطه.
يوسف : شيلي طين إنتِ وإنبساطك.
إيمي: حاضر هشيل بس لما تمطر هنلاقي طين كتير .
يوسف : وانا هستنى لما نشيل طين ولا ايه..احنا خمس دقايق ونروح .

إيمي: تاكل شاورما ؟!

يوسف بتعجب:  أنا بتكلم في إيه وإنتِ في إيه!
إيمي: خلاص خلاص .. عايزة آيس كريم.
يوسف: وإيه رأيك أشيلك طين دلوقتي منستناش لما نشيله.

أردفتُ بزجرٍ مصطنع:قفوش!

ليقطع حديثنا صوت هاتفي يدق ، وإذا بها أسيل هي الطارق لأجيبها قائلة: الوو.. إيه يا أسيل.

أسيل: إيه ده إيه الصوت ده . متقوليش إنك في الشارع دلوقتي يا مجنونه !

إيمي: هههه اه بالظبط كده .

أسيل: ويوسف فين .  إنتِ هربتي إزاى!؟

يوسف ساخراً: لأ حضرتك يوسف اللي منزلها بنفسه .

تحدثت أسيل ضاحكةً على نبرة صوته : ههه معلش .. هنقول إيه طيب .. دي هبله ..

إيمي  بزجر مصطنع: هاا .. إيه كمان .. أجبلكم كوبايتين شاى ولا إيه ؟!

أسيل : لأ يا ستي .. المهم .. عايزة أقابلك بكرا.

إيمي بإندفاع: اووباا مصيبة جديدة ولا إيه ؟!

نظر إليها يوسف مبتسماً متمتماً بصوت هادئ : هبله يا ربي!

أسيل : لا مش مصيبة ..احم.. أو مصيبة.. لسه مش محدده.

إيمي : ههه تمام هكلمك لما اروح نتفق على وقت أشوفك فيه بكرا.

أسيل : ماشي.. إستمتعي بالجو .. سلام .

إيمي: سلام .

يوسف : ثواني بس هي بتقولك إستمتعي .. ده إيه  الهُبل اللي اتلموا على بعض دول .. الجو تلج .

إيمي : الجو جميييل .

بينما نتحدث يعلن صوت الرعد عن وصول أول قطرة مياه ساقطةً على أنفي ،وها هي تتساقط متتاليةً كالسيل لأنظر لوجههِ العابس ،يلتفت حوله بزجر فهو غالباً ما يختبئ متلاشياً تلك القطرات الصغيرة غير راغباً في إستشعارها ،ليلتفت إليّ فجأةً لأفيق من غفلتي  وشرودي به مستقبلةً جملته:

Erorr_404حيث تعيش القصص. اكتشف الآن