اليَاباَنُ،الحَادِيَةَ عشَرْ وَ نِصفٍ،
مهَرجَانُ الأنوَارِ المُقامِ بأواَخِرِ نوُفَمْبرْ،جُرمَانِ وَسطَ الحَشدِ يسيِرَانِ،الصّمتُ يُخِيمُ بينَهُمَا رُغمَ الضّجِيجِ العاَرِمْ فيِ الشَّوارِعِ الطّوِيلَةِ والتِيَ تبدُو كـَ طَرِيقٍ دُونَ نهاَيةٍ،الانوَارُ الساَطِعةُ تُزَينُ اركَانَ المَحلاتِ واللاَفتاَتِ المُزَخْرَفةِ،الاطْفالُ يركُضونَ هُنا وَ هُناَكَ،رواَئِحُ الطّعامِ وَ حَلوىَ الدّانْغوُ،تُثيرُ جُوعَ الساَئِرينَ،كَان الزِحَامُ ماَ جَعلَ الرَّجُلَ يُغيرُ المَساَرَ رِفقَةَ بُندُقيِّ العَيْنَينِ ، يَصعَدَانِ الدُرجَ الطّوِيلَ ، الأقَلَّ زَحْمَةً.'لاَ تُفلتْ يدِيِ' ، بنَبرةٍ ثَقِيلةٍ قَدْ هَمَسَ فَحمِيُّ الجَدَائِلْ،بينمَاَ انظَارُ النَّجمِيَّتانِ،بفَتاهُ تتَرَبَّصُ، كَأنهَا لاَ تَرىَ سِواَهُ،
' سيّدِي،تَعلَمُ انِّي اَحْبَذُ دِفئَ كَفَّيْكَ علىَ خَاصَتِي،لِذاَ رَجَاءً لاَ تأمُرنِ بإفلاَتِكَ تَحتَ ايِّ ظَرْفٍ كَانَ '، انهَىَ الصَبيُ حدِيثَهُ فيَ بَسْمَةٍ صُندُوقيَّةٍ ساَحِرَةٍ ، تُسَببُّ الإرتِعاَشَ لدَواَخِلِ الرَّجُلِ الذِي اكتَفىَ بالمَسْحِ علىَ سَطحِ يَدِ الأشقَرِ ، يُطَمْئِنهُ بوجُودِهِ قُربَهُ، توَقفَ الإثنَانِ عَنِ السَّيرِ عِندَ قِمَّةِ الدُرجِ؛
'سَتنطَلِقُ الألعَابُ النّارِيَةُ قريِباً' ؛ تَحدَّث الأكْبرُ ؛ وعينَاهُ لاَ تُفارِقانِ الأشْقَرْ ؛
' هِيهْ،أَ تدْرِ؟؛لَوْ تَمَنيتَ اُمْنِيَةً؛ستَتَحَققُ'
'هُراَءٌ،لاَ اُؤمِنُ بالخُراَفاتِ ياَ دُميَتيَ'
'جَرِّب انْ تتَمنّى شيْئاً،وَ تُؤمنَ انهُ سيَتحَقَقُ!'؛ تَحدَّث يَنفُخُ وَجنتَيهِ فيِ غيرِ رِضَىً عَنِ اجَابةِ سيِّدهِ،إكتَفى الآخَرُ بالتّحدِيقِ،يتَسائلُ عنْ مَاهِيّةِ الصَّبيِ القاَبعِ امَامَهُ،مدَّ ساَعدَيهِ وَ لذلِكَ الخَصرِ قدْ احتَضنَ يَقُولُ : 'أنتَ إيمَانِي؛وَ اُمْنيتِي ياَ تاَيهِيوُنغْ' ، إحمَرَّ الأصغَرُ ، يتَشبتُ بقمِيصِ رَجُلهِ بكَفّيهِ الصَّغيِرَتينِ ، فُؤادُه يَنبضُ ارتِجافاً ، و الكَلماتُ فيِ فمِه تتَبعْثرُ ، وَ لمْ يلبِثْ أنْ كَوَّنَ جُمْلتهُ ، حَيثُ تمّت مُقاطَعتهُ بقبلَةٍ هادِئةٍ تزاَمُناً مَع سُطوعِ السّمَاءِ السَّرمِدِيَّةِ ،بالألعَابِ النّاريّة وسطَ الهُتافَاتِ وَ التَّصفِيقَاتِ ، رَاحَ الرجُل يمْتَصُّ شَفاَهَ الفَتَى كَـ حَلوىً فرَنْسيَّةٍ عَذْبَةٍ ، يُحركُ لساَنهُ بثَغرِ الآخَرِ فيِ مَهارةٍ ، امّا دُمْيتهُ ، فَمُنصاَعةٌ لهُ وَ لأفعالَهِ المُبهَمةِ، يَهمِسُ لَهُ بكَلِماتٍ حُلوةٍ ، يُحَاوِلُ ايِصَال مَا يُخالِجُهُ ، رُغمَ انهُ كَارِهٌ لِفِكْرَةِ التّعبيرِ عنِ المَشاعِرِ الفَانِيَّةِ ،
راَحَ الرَجُل يُربتُ علىَ تِلْكَ الخُصيْلاتِ الناَعمةِ ، بينمَا الأشقَرُ يحتَضنُ كَفهُ الحُرّ ، وَ يُراَقِبُ السّمَاء ، فيِ حَماسٍ يُراَقبُ لمَعانِ الشّراَراتِ المُلونَةِ ،
'لاَ اؤمنُ بهَذهِ المُناسباَتِ التَقليدِية،لكِن جَمَالَك أسفَل هَذهِ الأنْواَرِ،يَجعلَنِي اَفعلُ مُرغَماً،مُجْبراً".
أنت تقرأ
نَزْوَةُ الهَوَسْ.
Poetry" سَـٰتُحِبُّنِيْ بِكُـٰلِّ مَ أَحْـٰمِلُهُ مِنْ شُـٰرُوْرٍ ، تاَيـٰهِيوُنغْ ؟. لأحُبَنَّكَ سَـٰيِّدِيْ ، وَ أكُـٰوْنَ الـٰمَـٰلاَكَ الأثِيْمْ ". انِّي صَـٰاْنِعُكَ وَ أَنتَ دُمْيَـٰتِي ، تاَيْـٰهِيوُنغْ. جِيُـٰونْ...