مَرْحَباً ؟.

652 34 9
                                    

تَوَالَتْ الأيَّاْمُ بَعْدَ لِقَاءِ الدُّجْنِ ، بالنُّورِ ، عاَمٌ وَ شَهْرٌ اِنْقَضاَ.
ينِايِرْ الأوَّلْ اِنْقَضىَ ، يَحْمِلُ أثْقَالَ هُمُومِ الصَّبِيْ ، وَ شَهْرٌ جَدِيْدٌ يَحِلُّ لإضَافَةِ المَزِيْدِ مِنَ الشَّقاَءِ لِحَياتِهْ.

هَذاَ مَاْ كَانَ يُفكِّرُ بِهِ تاَيهِيوُنغْ قَبلَ لِقاَئِهِ للمَرَّةِ الثَّانِيَةِ بِذَلِكَ الرَّجُلِ .. الرَّجُلِ الذِيْ لاَ يعْرِفُ عَنهُ شَيئاً سِواَ نَبْرَةِ صوتِهِ الغَلِيظَةِ ، وَ مَلامِحِهِ الشَّاحِبَةْ ، وَ عُنوَانَهُ .
قَدْ مَرَّتْ سَنةٌ عَلىْ ذلِكَ اللقاَءِ الباَرِدْ بيْنَهُمَاْ ، جُونْغكُوُكْ اِنتَقَلَ للِعَيْشِ بِروُسِياَ بَعدَهُ بِاسْبُوعٍ فَقَطْ ، وَ لمُدَّةِ حَوْلٍ كَامِلْ ، هاَ هُوَ ذاَ يوْمُ عوْدَتهِ لِمَوْطِنِهِ ، فَرَنسَاْ.

فِيْ الاُمْسِيَةِ.

" مَرْحَباً ؟ ، مَرْحَباً بِعَوْدَتِكَ سيِّدِيْ ".
تحِيَّةٌ بَسِيْطَةٌ تحْمِلُ بَيْنَ ثناَياَهاَ زُهوُراً ؛ خَجَلاً ؛ وَ بَعْضَ الرَّهْبَةِ ، فَ هاَ هُوَ ذاَ تاَيهيوُنغْ يتَجَرَّأُ عَلىَ طَرقِ بَابِ الرَّجُلِ الغَرِيْبِ ، الذِيْ رمَقهُ فيِ شَيْءٍ مِنَ الاستِغْرَابِ ، غَيرَ مُعتاَدٍ عَلىَ تلَقِّيْ تَرْحِيْبٍ مِنْ اَحَدْ ، وَ الأهَمُّ كَيْفَ علِمَ بِأمْرِ سَفَرِهِ ؟ ، وَ لمَ وَجْهُهُ مَألوُفٌ ؟.
تساَؤُلاَتٌ طَرَحَهاَ عَلىْ ذَاتِهِ ، امَاْ لِسَانهُ فَاكْتَفىَ بِسُؤَالٍ واَحِدٍ ، بَيْنمَا يُدِيِرُ المِفْتاَحَ ،
- مَنْ تَكُونْ ؟.
" اممْ .. أناَ ؟ ،صَبيٌّ قَاَبَلتَهُ مُذْ سَنَةْ،يَوْمَ عِيْدِ المِيْلاَدِ، وَ لِكَرَمِكَ بإعطَائِيَ تِلْكَ الحَلْوَىْ ، بَحِثْتُ عَنْكَ لِأشْكُرَكَ ".
اجَابَهُ ، يُشاَبِكُ انامِلَهُ الصًّغِيْرَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، يُشِيحُ بِنظَرِهٍ تاَرةٍ ، وَ يُعِيدُهُ للفَحْمِيِّ تاَرةً اُخْرَىْ ، لِمَ يرْتَدِيْ الاسْوَدْ مُجَدَّداً ؟ ، مِعْطَفٌ اسْوَدٌ ، قُفاَزَاتٌ جِلْدِيَّةُ ، وَ البِنْطَالُ! ، كُلُّ شَيْءٍ أسوَدْ حَتَّىَ شَعْرُهُ وَ عَينَاهُ.
حَالِكٌ ، وَ مُثِيْرٌ للاهتِمَامْ .
هَذاَ ماَ يجُولُ بِذهْنِ تاَيهِيوُنغْ الآنَ بعِيْدًا عَنْ خوْفِهِ مِنْ رَدِّ الأكْبَرِ.

أ هَذاَ أبْلَهٌ اَمْ مُخْتَلٌّ ؟.
يَبْحَثُ عَنِّيْ لِسَنَةٍ لِقَوْلِ شُكْرًا ؟ ،
اوْ ، لَرُبمَا هُوَ مَرْسُولٌ مِنْ قِبَلِ الشُّرْطَةِ.

قَبْلَ انْ يَفْتَحَ البَابْ ، اِستَدَارَ للصَّبيِّ ، يَقِفُ قِبالَتهُ بِهَيئتِهِ الضَّخْمَةِ وَ خُشوُنَتِهاَ ، انْحَنَىْ قَلِيلاً اِلىَ الفَتَىْ يُمْعِنُ النَّظرَ اليْهِ ، أيْنَ رَآهُ مِنْ قَبْلُ ؟ ، هَذهِ التَّفاَصِيْلُ مَرتْ علَيْهِ قَبْلاً.
لحَظَاتٌ هِيَ لِيسْتَذْكِرَ هُوِيَّتهُ ، طُرِدَتْ زَحْمَةُ تساَؤُلاتِهِ الساَبِقَةِ بَعدَ ذَلِكَ ، فَأساَساً لِمَ الشُرْطَةُ قدْ تُرسِلُ ايَّ احَدٍ وَ جَرائِمُ القَتْلِ اخْتَفتْ باخْتِفاَءِهِ ؟ ، جِيُونْ مَاهِرٌ بِماَ يَفْعَلْ.

- آهٍ ، انْتَ الصَّبيُّ الباَكِ مِنْ ذاَكَ اليَوْمِ!،مَنْ مَدَّكَ بِعُنواَنيْ؟.
قَالَ،يَدْفَعُ بالِبَابِ بعْدَ ابتِعاَدِهِ عَنْ البُندُقِيِّ ، يُشِيْرُ لهُ بالدُّخُوْلِ لاستِضَافَتهِ ، الصَّغِيْرُ بَقِيَ مُتَجَمِّدًا لوَهْلَةٍ ، فَقَدْ كَانَتْ أنفاَسُ الفَحْميِّ تُلاَمِسُ وَجْهَهُ قَبْلَ ثَوَانٍ ، وَ اَلكحُوْلُ .. ذَلِكَ ماَ التَقَطْتُهُ جِيوُبهُ الانْفِيَّةْ.
الرَّجُلُ ثَمِلٌ ، مَرْحَىْ تاَيْهِيوُنغْ ، رُبمَا تَمُوتُ بالدَّاْخِلْ ، اوْ تتَعَرَّضُ للاغْتِصَابْ ، فَالتَّحَرُّشُ هوَ جُلُّ ماَ يتَلقاَهُ مِنَ السَّكَارَىْ ، حَتَّىْ بَاتَ يَشْمَئِزُّ مِنْ ذَاتِهِ رُغمَ انَّ لاَ مَفَاتِنَ وَاضِحَةٍ لَهُ ، لكِنَّ ذلِكَ مَاْ يَحْصُلْ.
المُشْكِلةُ انهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ ، هُوَ فِيْ الدَّاخِلِ بالفِعْلِ.
الرَجُلُ أغلَقَ البَابَ فِيْ سكُونٍ ، يَفُكُّ أزْرَارَ المِعْطَفِ وَ يُعَلِّقهُ ، فِيْ انتظَارِ اِجَابَةٍ لسُؤَالِهِ الساَبِقْ.
" بٍالعُلْبَةِ لوْ تَذكُرْ كَانِتْ ورَقةٌ صَغِيْرَةٌ ،
انتَابَنيِ الفُضوُلُ لِمَعْرِفةِ المَكُتوبِ لذاَ قَرأتُ وَ عَلِمتُ انَّهُ كَانَ اعتِرَافاً ، وَ بالاسْفَلِ خُطَّ إسْمُ المُرْسِلَةِ ".
توَقفَ للِحَظَاتٍ بيْنمَاْ اَمْسَكَ الوِشَاَحَ الذِيْ يَلتَفُ حَوْلَ نحْرِهِ ، وَ أجَلْ ، كَانَ وِشاَحَ اللِّقاَءِ.
" الإسْمُ لَمْ يَكُنْ غَرِيباً علَيّْ إِذْ اتَضَّحَ انَّ تِلْكَ العاَئِلَةْ مِن مَعاَرفِ والِدَتي ، اناَ ذهَبتُ للسُؤالِ عنْكَ ، وَ الفَتاةُ مدَّتنيْ بِعُنوَانِكَ ".
اوْهْ ، هذاَ الصَبيُّ ذكِيٌّ.
- لكِنِّيْ ساَفَرتُ ؛ لِمَ انتَظَرْتَنِيْ ؟.
لمْ يَدْرِ الفَتَىْ بِمِ يُجِيْبُ،لِذاَ ابتِكَرَ حُجَةَ الوِشاَحِ ، وَ الذِيْ لِمْ يكُنْ السَّبَبَ ابدًا.
- مَ إسْمُكَ ؟.
" كِيمْ .. كِيمْ تاَيهيوُنغْ سيدِيْ! ".
- يُمكِنُكَ الاحْتِفاَظُ بالوِشَاحْ ، تايْهيوُنغْ.

نَزْوَةُ الهَوَسْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن