وَجْهٌ آخَرْ.

532 17 24
                                    


- إذاً تاَيهِيُونغْ ، ذلِكَ كَانَ المَاضِيْ
   الذِي انْتَ فضوُليٌّ بشَأنهِ.

الأسمَرُ كَانَتْ عسْلِيّتاهُ بالدَمعِ مُغرَورقَةٍ ، يتألمُ لماَ عاشَهُ سيدِهُ و قاَساهُ وحِيدًا ، كانَ يتمنَى لوْ كانَ معهُ فيْ ذَلِكَ الوَقْتِ ليحْمِيه و يبْقى معهُ ، لكنَ تايهيِونغ كَان لمْ يولَدْ بعْدُ حَتىْ ، فالفاَرق العمريِ بينهُما هوَ اربعٌ و عشْرونَ عامًا ، الاخِيرُ قدْ ضَمَّ اوسَطَ بدَنِ الغرابي و دَفنَ محياهُ  ضدَ صدْرهِ الصلْدِ بينمَا ينوُح في عُلوِ و يُتَمْتِم باعتِذارات لا دَاعي لهاَ، فَ فعلاً .. هوَ ليسَ ذنْبَ تايهيُونغْ ابداً.

- ياَ نجمَةَ حَياتيِ ، هذاَ كانَ مِن المَاضِي
  أنا الآنَ اهتمُ لحَاضِريْ الذيْ يتَمحوَرُ
      حَوْلي اناَ و انْتَ ، لاَ ثالِثَ بينناْ.

الغُرابي نبِس يمْسَحُ على سدَائلِ الاصْغَر فيِ هدَاوَةٍ ، يُسْكِنُ قلَقه بِرِقَة لمَساتهِ وَ دِفْئِ جَسدِهْ ، مرَر اصاَبعهُ الخَشِنة بيْنَ خُصَلِ الصَبيْ يَفركُ فرْوَتهُ بينماَ يُهدِي جبينَهُ قُبَلا داَفِئَةً تُطَمْئِنُ عقْلَ البُندُقِيِّ الذِي رَفعَ عسْلِيتاَه ناَحَ ديجوُرِ اجرْامِ الرجُلِ ، ليَرتَفِعَ في مَهْلٍ و يُقَبِل وَجنتَيهِ ، فكَهُ المَنحُوت ، و كَذاَ شِفاهَه مُبللا جفافَها بِمُلوحةِ دموعِهِ ، جونْغكوكِ جَعلَ مِن لسانهِ يتمَررُ علىَ ملوحَتهاَ لبُرْهَة ، بينماَ راحَ يُمَرر اَطرافَ انامِلهِ بينَ خُصلِ البُندقِيْ ، يرسُم عَلى شُحوُب محياَهُ ابتسِامة دافِئة تعكِسُ مشاَعرَه ناحَ الصَغِيْر وَ كَيف انَهُ يبكِيْ لاَجْله ، ويَتعَاطَفُ معهُ رُغمَ كُلِ شَيْء وَ كلِ ماَ مرَ بهِ وَياهُ.

أناَ قَتَلتُ ايْضًا جُونغكُوكْ.

‐ أعْلَمُ ، تاَيهِيوُنغ.

هَاهْ؟،اَنَّىْ لكَ ذلِكْ سيِديْ؟.

رَفعَ سِحْنتهُ المُحْمَرَة جرَاءَ البُكَاءِ ناحَ الغُراَبيْ و علامَاتُ الاستِفهَامِ تجُولُ حوْلَ ذهْنهِ ، كَيْفَ لهُ انْ يعْرِفَ شيئاً مِنْ مَاضِيهِ وَ هُوَ لَمْ يُخْبِرهُ عنْهُ ؟.

أناَ اعْرٍفُ كلَ شَيْءٍ عَنْكَ فراَشتِيْ،
أعِرفُ ماَ تجْهَلهُ عَن نَفْسِكَ ايْضَاْ
وَ بوِسْعيْ حَلُ الالْغاَزِ التِيْ تعجَزُ
عَنْ حَلِهاَ ، رُغمَ اَن الاجَاباتِ بِدَاخِلِكْ.

إذاً .. أَ – اخْبِرنْ كَيْفَ حَصَلَ ذَلِكْ ؟ ، أناَ لَمْ ارْغَبْ فِيْ قَتْلِهِماْ ولاَ ايِذاَءهِماْ ، اناَ لاَ اذكُرُ كَيْفَ فعلتُ ذَلِكْ ايْضًاْ ..

نَبرَةُ البُندِقي كَانتْ مُرتجِفَةً ، حدَقتاَهُ تَشتَتاَ بينَ جوُنغكُوك وَ العَدمْ ، يسْتَذكِرُ فيهاَ احدَاثَ تِلكَ الليلَة وَ كَيْفَ تحَرَّشَ بِهِ الرَجُلانْ امَامَ احَدِ الحَاناَتِ ، احَدُهماَ مزقَ قمِيصَهُ وَ لمَسهُ بِشَكْلٍ قَذِرْ ، تاَيهيوُنغْ حِينهَا كَانَ يمْقُتُ جُلَ المُلامَساتِ وماَ يتعلَقُ بِالجِنْسِ خاصَةْ لمْسِ جَسدِهْ مِنْ قِبَلِ الغُرَباءِ ، هُوَ دافَعَ عنْ نَفْسِهِ بسِكِينهِ الوَحِيدِ الذِيْ كانَ يحْمِلهُ كُلماَ خرجَ ، تحَسُبا لمِثْلِ تِلْكَ الموَاقِفْ ، تاَيهيوُنغ وَقتَها لمْ يتطَفنْ بذَاتهِ الاَ وَ عثَر عَلىْ الجُثَتينِ منحُورَتيْنِ ، دُونَ اطْرافٍ ولاَ انامِلْ ، الدِمَاءُ تغمُرهُ وَ كفهُ ترْتَجِفُ حامِلة السكِينْ.

نَزْوَةُ الهَوَسْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن